غزوٌ تكنلوجي

2021/01/15

غزوٌ تكنلوجي
بقلم: حنان الزيرجاوي   
     تهديداتٌ حياتيةٌ مُستجدة جاءت تحت مُسمّى التطور، واجتاحتِ العالمَ بأسرِه حتى وصلت إلى بيوتاتِنا الآمنة، فبدأت تفرضُ قوانينها الافتراضيةَ على أُسرِنا عِبرَ خيوطٍ عنكبوتية، مُستبدِلةً البيت الحقيقي ببيتٍ افتراضي، يلجأُ إليهِ الكثيرُ من أبنائنا، مُعتقدًا أنّه الملاذُ الآمن والمأوى..
    فباتَ هو القائد والقدوة والمُربّي والمُعلّم... وأصبح جزءًا مهمًا من أولوياتِ أُسرِنا، بل لعلّه يقفُ في مُقدمتها؛ فالعالمُ الافتراضي والرقمي أحكم  سيطرته على العقولِ من خلالِ الكمِّ الهائلِ من المعلومات والأفكار التي تضجُّ بها الكثيرُ من المواقع الإلكترونية، ولم يستثنِ فئةً عمريةً مُعينةً إلا واستهدفها على اختلافِ ميولها، فوجدوا فيه ضالتهم ومُبتغاهم من المُتعةِ والتسليةِ وتحقيقِ الكثيرِ من رغباتِهم المُقيّدة في العالم الحقيقي، ساعدهم على ذلك وجودُ الفراغِ الكبيرِ في حياتِهم ومحدوديةُ الفرصِ المُتاحة لهم.
    إنّ هذه المواقعَ الإلكترونية لا تخلو من الإيجابيات كتوفيرِ فُرصِ البحث العلمي، وسهولةِ الحصولِ على المعلومات بضغطةِ زرٍ واحدة؛ إلا أنّها تشتمل على الكثير من السلبيات التي يجبُ على الأهلِ والمُربين استيعابُها؛ لأنّها تُمثِّلُ تهديدًا كبيرًا في تنشئةِ الطفل، وتكوينِ شخصيتِه عندما لا تخضعُ للرقابةِ الأبويةِ والسيطرةِ الأُسرية، وهذا التأثيرُ السلبي يُساوي وربما يفوقُ تأثيرَ أسلوبِ التخويفِ والعنف الأسري إن لم يكنْ أخطر؛ لأنّها تُسبِّبُ مشاكلَ كثيرةً للطفل منها:
- المشاكل النفسية: فزيادةُ ساعاتِ الجلوسِ على شبكةِ الانترنيت يُعرِّضُ الأطفالَ للإصابةِ بالأمراضِ النفسية مثل الاكتئاب والتوحُد وبعض السلوكيات والعادات المُنحرفة وغيرها. 
- المشاكل الاجتماعية: الإدمانُ على استخدامِ المواقع يؤدي إلى العُزلةِ عن العالم الحقيقي وعدم التفاعُلِ مع المُجتمع، مما يُفقِدُ الأطفال طرقَ بناءِ المهاراتِ اللازمةِ للتفاعُلِ مع الآخرين.
- المشاكل الفكرية: عدمُ معرفةِ مصداقيةِ المواقعِ والجهلُ بالأفكارِ التي تبثُّها تلك المواقع والتي تُحاولُ أغلبُها بثَّ سمومِها وزرعَ الأفكارِ المُتطرِّفةِ والمغلوطةِ وتشويهَ الحقائقِ الدينية، وقد تؤدي إلى الإلحاد.
- مشاكل إجرامية: بعضُ الألعابِ التي يلعبها الأطفالُ تُشجِّعُ على العُنفِ والدموية مؤديةً إلى الإجرام، كذلك الاستخدامُ غير الصحيح يوقعُ الطفلَ أحيانًا تحتَ طائلةِ المُجرمين فيكونَ عُرضةً للابتزازِ والخطف. 
    وحرصًا على أبنائنا من المخاطر نذكرُ بعضَ النصائحِ التي علينا اتباعها عند استخدامهم للإنترنت: 
- علينا التقرُّبُ من أبنائنا من خلالِ تثقيفِهم بثقافةِ استخدامِ شبكةِ الإنترنيت. 
- يجبُ تعليمُهم الحرصَ على اختيارِ الصديقِ عِبرَ مواقعِ التواصل الاجتماعي والحثّ على رِفقةِ الصديقِ الصالح والابتعادِ عن أصدقاءِ السوء. 
- تحديدُ أوقاتٍ مُعينةٍ للجلوسِ واستخدامِ شبكةِ الإنترنت مع المُتابعة.
- استخدامُ البرامجِ الخاصةِ بالمُراقبةِ والفلترة وتنصيبها على أجهزة الحاسبِ الآلي الخاص بالأبناء لضمانِ عدم دخولهم المواقع التي تُشكِّلُ خطورةً على فكرهم ومعتقدهم أو أخلاقهم وسلوكهم.


 
أخترنا لك
وسادة التراب

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف