فاطمةُ الزهراء(عليها السلام) والقيادة النموذجية للأسرة(4)
2023/01/23
بقلم: حنان الزيرجاوي
أسرةُ الزهراءِ (عليها السلام)
لقد كانتْ أُسرةُ الزهراء (عليها السلام) أسرةً مثالية، فالحياةُ
الزوجيةُ اندماجٌ لحياتينِ تصبحان حياةً مشتركةً.. حياةً واحدة.
وتقومُ حياةُ الأسرةِ على التعاونِ والمحبّةِ والاحترام.
كانتِ السيدةُ الزهراءُ (عليها السلام) النموذجَ الأروعَ والمثلَ
الأعلى الذي يجبُ على كُلِّ امرأةٍ مُسلمةٍ أنْ تقتديَ به في سلوكِها
الأخلاقي مع زوجها، وفي تربيتها لأولادها، وفي عفّتها وزهدها في
الحياةِ الدنيا، وفي حرصِها على الحفاظِ على بيتها وسعادةِ أسرتها،
وعدمِ تكليفِ زوجها بما لا يُطيق من أمورِ المعيشة.
كانتْ حياةُ عليٍ وفاطمةَ (عليهما السلام) مثالًا للحياةِ الزوجيةِ
الكريمة؛ كانَ عليٌّ يُساعدُ فاطمةَ في أعمالِ المنزل، وكانتْ فاطمةُ
تسعى إلى إرضائه وإدخالِ الفرحةِ على قلبه، وكانَ حديثُهما في مُنتهى
الأدبِ والاحترام؛ فإذا ناداها (عليهما السلام) قال: يا بنتَ رسولِ
الله، وإذا خاطبتْه قالت: يا أميرَ المؤمنين. وكانا مثالَ الأبوينِ
العطوفين على أبنائهما.
قالَ (عليه السلام): "فواللهِ ما أغضبتُها ولا أكرهتُها على أمرٍ حتى
قبضَها اللهُ (عزّ وجل)، ولا أغضبتني ولا عصتْ لي أمرًا، ولقد كُنتُ
أنظرُ إليها فتنكشفُ عنّي الهمومُ والأحزان".1
غذّتْ أولادَها بالأخلاقِ قبل الطعام، بسلوكها منحتهم دروسًا تربوية،
فزرعتِ الحُبَّ والخيرَ في نفوسِ أولادِها؛ لأنّها تعي مسؤوليةَ
التربيةِ وتأثيرَها في بناءِ المُجتمع، فأخرجتْ للعالمِ تلك الأسرةَ
النموذجيةَ التي كانَ أفرادُها خيرَ البريةِ بعدَ رسولِ اللهِ (صلى
الله عليه وآله).
فقد رويَ عن الإمامِ الحسن (عليه السلام) قال: "رأيتُ أُمّي فاطمةَ
(عليه السلام) قامتْ في مِحرابِها ليلةَ الجمعة، فلم تزلْ راكعةً
ساجدةً حتى انفجرَ عمودُ الصبح، وسمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمناتِ
وتُسمّيهم، وتُكثِرُ الدُعاءَ لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقُلتُ لها:
يا أُمّاه ولِمَ لا تدعين لنفسكِ كما تدعينَ لغيرك؟ فقالتْ: يا بُني
الجار ثم الدار"2
....................
1-العلامة المجلسي ، بحار الانوار ، ج43،ص134.
2- العلامة فياض الكاشاني ، اخلاق النبوة والامامة ، طك1، (لبنان: دار
الحي البضاء ،2005م)،ص 102.