بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان

2021/03/05

ذات يوم تحديدا في عام 2017 كنتُ حاضرا في مهرجان ربيع الشهادة الذي تقيمه العتبتان المقدستان في كربلاء ويحضره نخبة من جميع اطراف العالم ومن مختلف الطوائف والاديان واتفق ان التقي ممثل الارثوذوكس في اسبانيا (الأب ديمتري) فحاورته بقصد كتابة مقال وكان من جملة ما قاله: (ان الاسلام الحقيقي يمثله سيد الشهداء الامام الحسين (ع) ومن سار على نهجه)  ثم تحدث عن (علاقة الود والاحترام بين المسيحيين والمسلمين في اسبانيا ونظرة الكنيسة والعالم المسيحي تجاه الدين الاسلامي مؤكداً على ان العالم بدأ يُميز بين الانتماء الحقيقي للاسلام والانتماء المزيف)

في البداية عجبت لحديثه وقلت في نفسي لا يمكن لزيارة واحدة الى كربلاء ان تجعله يتحدث هكذا ولكن بعد سلسلة من اللقاءات مع بعض الشخصيات ادركت جواب سؤالي لا سيما بعد ان التقيت الاستاذ (موسى الاعسم) رئيس مؤسسة اهل البيت (ع) في اسبانيا والذي اكد بأن مؤسسة اهل البيت (ع) قد استطاعت خلال عامين من بداية تأسيسها ان تجعل الكنيسة الاسبانية تعتمد مذهب التشيع ممثلاً عن الدين الاسلامي بشكل رسمي بالرغم من قلة عدد افراد الشيعة في ذلك البلد وان الساحة الاسلامية يشغلها السلفيون الوهابية بنسبة 95% وتوغلهم الكبير في اسبانيا بفعل المغاربة والدعم الواسع الذي يحضون به من دول الخليج العربي لاسيما السعودية ، ويفاجئك الاعسم عندما تسأله عن راعي تلك المؤسسة فيجيبك ان صاحبها وراعيها هو السيد السيستاني (دام ظله) لتكتشف ان جميع ما تعرفه عن عطاء ذلك السيد العظيم سيبقى جزءا بسيط ونزرا يسير لأنك ستؤمن أن ما خفي من عطاء يمينه كان اعظم.

يذكرني ذلك بحديث احد الاصدقاء عما شاهده هو ومَن كان معه من الاعلاميين خلال تواجدهم في باكستان حيث اصابهم الذهول عندما اكتشفوا ( 10 جامعات و40 مدرسة رسمية ) في باكستان تعمل برعاية سماحة السيد السيستاني (دام ظله) ، وما هذه الشواهد الا بعض فيض ذلك السيد المبجل..

من هنا ندرك اهمية الدور الذي تؤديه المرجعية في تلك البلدان وحجم الاعمال التي تمارسها في اوساط تلك المجتمعات حتى بلغت هذا المستوى من النجاح في ظل ما تعيشه بلدان العالم من سيطرة قوى الشر وتحكم السلطة الظلامية في مصير الشعوب وهيمنتها على مقدرات العالم واساليب الخطاب ونوعه ..

فالمعركة معركة وجود والبارع اقدرهم على اثبات وجوده والمرجعية قد استطاعت ان تحقق ما عجزت عن تحقيقه دول عظمى ومنظمات مُخيفة وبإمكانيات لا قياس بينها وبين ما لدى خصومها ، فلا همّ ولا شغل للمرجعية سوى ان تحفظ ما تبقى من دين محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه واله وسلم) وتُوصله الى شعوب العالم بصورته الناصعة وتعاليمه السمحاء في قبال جيوش الشياطين وحشود الضلال التي لا تمل ولا تكلّ من السعي لتدمير هذا الدين واطفاء شعلته بشتى الاساليب والتي تندرج تحتها آلاف العناوين ممن يظنون انهم يحسنون صنعاً للاسلام .

اسعد عبد الرضا الحلفي

٤/٣/٢٠٢١

 

 
أخترنا لك
أمل النجوم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف