غبار في أنف معاوية .رواية وتفسير.(1)

2022/10/23

غبار في أنف معاوية .رواية وتفسير.(1)
مصطفى الهادي.
يا من يُسائل دائباً ــــ عن كلِ معضلةٍ سخيفة
لا تكشفنَ مغطّأً ـــــ فلربما كشَّفتَ جيفة
(سُئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل ، معاوية بن أبي سفيان أو عمر بن عبد العزيز.فقال والله أن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل من عمر بألف مرّة). (2)
هذه الرواية يُطبل الوهابية وبعض اهل السنة لها ، ويعتبرونها من المفاخر لمعاوية ، مع ان عبد الله بن المبارك منافق ناصبي لا تجوز شهادته إلا أن اهل السنة يعتبرون شهادته بحق معاوية تنزيها له. وهذا من الاخطاء الكبيرة في فهم معنى الرواية.أو تعمد عدم فهمها.
سبب هذه الرواية هو ان الأمويين كانوا يتضايقون من بعض افعال عمر بن عبد العزيز ــ الخليفة الأموي أيضا ــ لأنه رفع شتم علي ابن ابي طالب (ع) من على المنابر وارجع فدك إلى ورثة الزهراء (ع) وامور كثيرة قام بها لصالح العلويين. وهو إنما قام بها ليس حبا بعلي والزهراء وإنما لدفع الخطر عن الدولة الاموية التي يدأت تترنح واصبحت على وشك السقوط نتيجة لامعانها في اهانة آل بيت رسول الله (ص) واذلال المسملين، فحاول عمر تدارك الامر باستمالة الناس ببعض الاصلاحات.كما فعل العباسيون فيما بعد بالدعوة لآل البيت ثم انقلبوا عليهم. كلهم سواء.
ونتيجة لاعمال عمر بن عبد العزيز التي يعتبرها اهل السنة لصالح العلويين سألوا عبد الله بن المبارك عن سلوك عمر بن عبد العزيز الذي ارجع فدك للزهراء (ع) ورفع شتم علياُ من المنابر .هل هو افضل من معاوية الذي سنّ سب وشتم علي ابن ابي طالب (ع)؟
وكأنهم رأوا في ارجاع فدك التي سلبها عمر بن الخطاب و منع شتم علي ادانة لافعال عمر ومعاوية. فأجابهم عبد الله بن المبارك الناصبي الزنديق قائلا: (إن الغبار الذي دخل في انف معاوية في معاركه ضد رسول الله افضل من عمر بن عبد العزيز الف مرة). نعم صدق ابن المبارك، فقد شارك معاوية وأبيه أبو سفيان في كل المعارك ضد رسول الله (ص) وامتلأت مناخيرهم بغبار تلك المعارك ، ولذلك فإن غبار هذه المعارك اشرف من عمر بن عبد العزيز في نظر ابن المبارك.
هذا هو واقع الرواية وليس كما يزعم أهل السنة ومن لف لفهم . لأن معاوية قضى حياته كلها محاربا لله ورسوله ولم يكن في مكة عندما دخلها النبي فاتحا واسلم ابوه ابو سفيان كرها واصبح من الطلقاء، وقد عاب معاوية على أبيه دخوله للإسلام وشنّع عليه. ومعاوية رجع إلى مكة بعد وفاة رسول الله ص فمتى اصبح معاوية كاتبا للوحي ومتى حارب مع رسول الله (ص) هلا ذكر لنا ابن المبارك واحدة من معارك معاوية مع الرسول عدا معاركه ضد الاسلام ونبيه؟.
معاوية هرب إلى اليمن عندما علم بدخول النبي إلى مكة فاتحا ،هرب خوفا من ان يعلن اسلامه، هرب بغضا منه للنبي وللاسلام ولم يرجع إلا بعد وفاة النبي (ص).
المصادر:
1- لم تكن لمعاوية فضائل بسبب عدم كونه مسلما وقد أمر النبي (ص) بقتله لو رآه المسلمون على منبره فقد أوصى المسلمين قائلا : (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه). وهل يأمر النبي بقتل مسلم صحيح الإيمان؟ رواه البلاذري في أنساب الأشراف 3: 121 في ترجمة معاوية . والكامل في التاريخ ج 5:ص 200 ترجمة علي بن زيد وفي سير أعلام النبلاء 4: 76 ترجمة معاوية.
2- اشتهرت عند من أتباع معاوية عدة أوصاف وصفوه بها لم يصح منها شيء ولم يثبت فيها حديث للنبي (ص) وقد وضعوا بحقه احاديث اتفق اهل السنة انها باطلة ومن ذلك وصفهم إياه بأنه خال المؤمنين، وكاتب الوحي الأمين ، وكسرى العرب ، وأول ملوك المسلمين، ودعاء النبي (ص) له بأن يجعله الله تعالى هادياً مهدياً ويهدي به!! وما إلى ذلك من ألقاب وفضائل ما أنزل الله بها من سلطان ،والتي لم يثبت منها شيء . وقول البخاري (باب ذكر معاوية) يدل على ان معاوية لا فضائل له ، وكذلك قال النسائي: والله لا أعرف له فضيلة إلا قول النبي (ص) له: (لا أشبع الله بطنك)! (أنظر شذرات الذهب لابن العماد (ج2 ص 24).
أخترنا لك
حتى الله يكره اليهود ، وهذا ما تقوله توراتهم.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة