متى دخلوا المسجد الأقصى أول مرة . ومتى ستكون الثانية.

2022/10/23

متى دخلوا المسجد الأقصى أول مرة . ومتى ستكون الثانية.
مصطفى الهادي.
درست أوضاع العراق فوجدت أن العراق أرض التحرير الشامل من الظلم وسيادة حكم الله على الأرض ، فهي أرض الانطلاقة الكبرى نحو الخير وله دور مستقبلي مهم للغاية. ولكني وجدت أن اي حكومة تقوم فيها ستكون مستهدفة من قبل قوى متربصة لا تسمح ان يقوم حكم عادل في هذه الأرض .
لأن هذه القوى المتسترة تعلم يقينا أن اي حكم عادل في هذا الارض هو يستهدف مشاريعها الفاسدة ، ولذلك وجب القضاء على هذا الحكم او اضعافه ، أو على الاقل زرع التشكيك بقدرته على ادارة الحكم.لأن (الأموريين) ــ الأمويون او السفيانيون فيما بعد ــ أقسموا بعد أن اهلك طوفان العراق اجدادهم في زمن نوح، وهلكت لهم كيانات ودول على هذه الأرض، أقسموا أن يقفوا بوجه أي حكومة عادلة يبدأ حكمها من العراق وذلك بسبب افكارهم المسبقة عن شكل هذه الحكومة فيخشون إن هم تساهلوا مع حكومات العدل في هذه البقعة أن تكون هي الحكومة التي ستقضي على حفيدهم (السفياني الأموري).مثلما فعل نوح الرجل الصالح.ومثلما فعل نبوخذ نصر الذي دمّر حضارتهم واستأصل شأفتهم وساق بقيتهم أسرى إلى بابل.
ومنذ حكومة الامام علي عليه السلام في العراق مرورا بحكم الامام الحسن (ع) ، لم تستقر حكومة ، وأي إمام او رجل صالح يدخل العراق سيُقبر فيه ويقمعوا انصاره بكل قسوة.وهذا ما فعلوه بالامام الحسين (ع) وبقية أولاده المعصومين الذي دخلوا العراق. ولذلك فإن هذا الخط يُقلقهُ كثيرا قضية قيام حكومة العدل الإلهي في هذه البقعة وستكون سوريا والعراق التي هي مهدهم ومهد حضارتهم المندثرة ستكون مسرحا للقضاء مرة أخرى على كيانهم (1) فنرى متابعتهم لقضية السيد المسيح والمهدي والعمل بكل جد من اجل تشويهها وجعلها بالصورة التي تعود بالنفع عليهم،والضرر لمن يعتنقها. ولو نظرنا إلى نص إشعياء (11) لرأيناه يقول : (سيكون اصل يسوع والقائم ليسودا على الأمم، عليه سيكون رجاء الأمم).(2) فهو نصٌ واضح يرمز إلى شخصيتين سوف تعودان في زمن ما. فقاموا بعملية فصل خبيثة بين المسيح والمهدي (القائم)، فجعلوا نزول المسيح الثاني علامة على قيام دولتهم دولة الشر والعدوان والتي من ابرز اهدافها القضاء على القائم . فتبنوا عقيدة المسيح الدجال الذي سينصر ملكهم الأموي القادم (الأموري السفياني).
فالمسيح في نظرهم إنما يأتي للقضاء على دولة القائم وليس نصرته.وقد حذّر السيد المسيح من هذه الشخصية المنتحلة لشخصه كما أخبر تلاميذه بذلك : (أنا قد أتيت بإسم الله ولستم تقبلونني. إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه).(3) يُشير بذلك إلى شخصية المسيح الدجال.
فبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن تترسخ فكرة المسيح البديل (الدجال) في أجيالهم فتسلحوا بأخطر الأسلحة على أمل ان ينزل مسيحهم ويقضي على ثورة أو دولة القائد المسلم الذي يطلق عليه الكتاب المقدس إسم (القائم) . فمع أن النص يقول أن القائم عليه سيكون رجاء الأمم. أي أن رجاء الشعوب في التخلّص من الظلم يقع على القائم، وليس على السيد المسيح الذي سوف يكون جنديا في جيش القائم ، إلا أنهم لم يعجبهم ان يكون القائد من المسلمين فعمدوا إلى تشويه النص وقلبه وخدعوا بذلك جمهور كبير من اليهود والمسيحيين ، وحتى بعض المسلمين الذين عادة لا يقرأون ماذا في الكتب الأخرى وماذا أعد لهم أعدائهم.وبخبث عجيب عمدوا إلى خلق شخصيتين مزيفتين بدلا عن السيد المسيح والمهدي . وهما المسيح الدجال والسفياني.
وعلى ضوء ذلك رأيت أن العراق مرشّح فقط لحكومة ناجحة واحدة ستكون على يديها خاتمة آلام البشر في كل المعمورة. وكل الحكومات التي تأتي قبل هذه الحكومة ستلاقي الويل على ايدي خبثاء القوى الظلامية إلا الحكومات الموالية لخط دجالهم ، وهذا ما انبأت به الكتب المقدسة ، وما جاءت به المدونات القديمة، وخصوصا إذا قرأنا تصريحات السيد المسيح بهذا الشأن فعندما سألوه عن شكل ونوع المملكة التي سوف يقوم بتأسيسها. متجاهلين في سؤالهم (القائم) : (فعلم يسوع أفكارهم، وقال لهم: كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة. ومملكتي ليست من هذا العالم).(4) فقطع الطريق عليهم بقوله أنه لن يصبح ملكا وليس له ممكلة هنا على الأرض.إنما دوره ينحصر في نصرة قائد الدولة المستقبلية.
واما حزقيال فيصف شعب دولة القائم كما وصفهم الله تعالى فيقول : (أصيّرهم أمة واحدة في الأرض ومَلِك واحد يكون ملكا عليهم كلهم، ولا يكونون بعد أمتين، ولا ينقسمون بعد إلى مملكتين.ويسكنون في الأرض. وأقطع معهم عهد سلام، فيكون معهم عهدا مؤبدا، وأجعل مقدسي في وسطهم إلى الأبد).(5) فقد اخبرهم حزقيال بأن المسيح لا مملكة له ، لانه لا تقوم مملكتين في آن واحد. إنما هي مملكة واحدة للقائم الذي سيكون عليه رجاء الأمم.
طبعا هذا الكلام لم يعجبهم أيضا لأنه يعطي القيادة والزعامة لغيرهم ، فدسوا فيه جملة صغيرة اوهموا بها العالم بأن اليهود هم المعنيون بهذا الكلام ، فقالوا بأن المقصود من هذا الشعب هو شعب إسرائيل. (اجمعهم من كل ناحية وآتي بهم إلى أرضهم واكثّرهم).(6) واقول لهم أن هذا صحيح وقد ورد مثله في رواياتنا بأن الله سوف يجمع اليهود ويجعلهم اكثر نفيرا وعددا، لا لكي يحكموا بل لكي يُبادوا وينقذ الأرض من شرّهم وهي (الكرّة الثانية). وهذا ما جاء بحقهم في سورة الإسراء : (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ، لتفسدن في الأرض مرتين ، ولتعلن علواً كبيراً ، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد ، فجاسوا خلال الديار ، وكان وعداً مفعولاً ، ثم رددنا لكم الكرة عليهم ، وأمددناكم بأموال وبنين ، وجعلناكم أكثر نفيرا ... فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ).(7)
والآن تعالوا لنسأل التوراة اليهودية . متى قام الفلسطينيون والعرب في المرة الأولى فذبحوا اليهود ذبحا وطهّروا الأرض منهم بسبب تآمرهم وخبثهم فقتلوهم مع حلفائهم الأموريين (الأمويين). فيجيبنا سفر أخبار الأيام الثاني فيقول : ( وأهاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب ، فصعدوا إلى يهوذا وافتتحوها وسبوا كل الأموال الموجودة في بيت الملك مع بنيه ونسائه أيضا، ولم يبق له ابن).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
غبار في أنف معاوية .رواية وتفسير.(1)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف