شرط الله تعالى لأتباع الأديان الأخرى إن أرادوا ان يكونوا مسلمين.

2022/10/23

شرط الله تعالى لأتباع الأديان الأخرى إن أرادوا ان يكونوا مسلمين.
مصطفى الهادي.
الخطاب موجه لكل من يقع خارج دائرة الدين الإسلامي الذين خاطبهم الله من المشركين واليهود والنصارى الذين خرجوا من الإبراهيمية دين التوحيد الاسلام الأصيل بتحريفهم للكتب وقتلهم للأنبياء،(1) وعبادة الأصنام ، فيقول تعالى لهم : إذا اردتم ان تكونوا مسلمين على الدين الصحيح مرة أخرى وتعودوا للإبراهيمية : (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).(2)
هذا هو أهم شرط من شروط الإسلام عليهم ، أن يكونوا على نفس إيمان المسلمين في زمن الرسول (ص) فإذا فعلوا ذلك فقد اهتدوا كما يقول تعالى : (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق). (3) اي في خلاف وعناد واستكبار شديد فيما بينهم وكذلك مع المسلمين. والشِقاق في قواميس اللغة هو : اختلاف وانقسام، خصومة وعدم اتِّفاق، عداوة. وهو مصدر شاقة مشاقة وشقاقا ، الخلاف والعداوة. وهذه العداوة قائمة لا تنتهي كما يقول تعالى : (فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة).(4)
الإيمان بالله وما انزل من كتب وارساله للأنبياء والرسل كان على رأس اولويات دعوة الأنبياء فكل نبي يأتي يشترط هذا الشرط. وهذا ما نراه في قول السيد المسيح لليهود أيضا عندما بُعث فيهم فقد حثهم على الاعتراف بكل الانبياء الذي سبقوه ، ولكنهم رفضوه واتهموه بأن فيه شيطان : (فقال له اليهود: الآن علمنا أن بك شيطانا. قد مات إبراهيم والأنبياء. أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسله. وأنا لا أقول شيئا غير ما تكلم به الأنبياء وموسى).(5)
فعندما جاء الاسلام قال اليهود والنصارى للمشركين : لا تكونوا مسلمين بل (كونوا هودا او نصارى تهتدوا). (6) وحثوا المشركين على محاربة المسلمين وألبو القبائل وامدوهم بالمال والسلاح، وكان هذا اول الشقاق الذي تسببه عنادهم واستكبارهم فرمى الله العداوة بينهم لتخفيف الضغط على المسلمين وذلك بانشغال اليهود والنصارى بجدالات عقيمة فيما بينهم وكل طرف يزعم أنه على شيء : (قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء).(7) وسيبقون على خلافهم هذا حتى يفاجأهم عيسى بنزوله فيُنهي الخلاف ويجبرهم جميعا على اتباع الإسلام الإبراهيمي ، لأن الدين واحد من عند واحد.
المصادر :
1- لم يكن القرآن وحده الذي قال بأنهم كانوا يقتلون الأنبياء، بل كتابهم المقدس نسب إليهم ذلك لا بل شتمهم شتما قبيحا كما نقرأ : (هكذا أنتم : من خارج تظهرون للناس أبرارا، ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثما. تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء.الحيات أولاد الأفاعي! كيف تهربون من دينونة جهنم؟أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فمنهم تقتلون وتصلبون، ومنهم تجلدون في مجامعكم، وتطردون من مدينة إلى مدينة،يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه). () إنجيل متى 23: 28 ــ 35.
2- سورة البقرة آية : 136.
3- سورة البقرة آية : 137.
4- سورة المائدة آية : 14.
5- سفر إشعياء 43: 10. و : إنجيل يوحنا 8: 52.و: سفر أعمال الرسل 26 : 22.
6- سورة البقرة آية : 135.
7- سورة البقرة آية : 113.
أخترنا لك
شبهات حول الملائكة.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة