هل يجوز
للإنسان ان يُسلّم نفسه للقتل من دون
مقاومة؟
مصطفى الهادي.
نهت الشريعة الإنسان على
اعانة الظالم على نفسه، وإنما وجب له دفع الأذى عن نفسه
بشتى الوسائل فيموت وهو مقاوم للظلم خير من العيش وهو
مستسلم للظلم ، فلو سلّم الحسين نفسه للقتل من دون قتال
أو مقاومة لكان في ذلك اثما عليه ، والمعصوم لا يفعل ذلك
، لأنه وفق الاحاديث فإنه لا يجوز للعبد ان يعين القاتل
على قتله (من أعان عدوّه على نفسه، فلا يلم غيره).عندما
أراد احد جلاوزة معاوية لعنهم الله ، ان يضرب عنق حجر بن
عدي قال له : مدّ عنقك لأقتلك؟ ، فقال له حجر : (إني لا
أعين الظالمين على ظلمهم).(1)
فأعتبر حجر أن مد رقبته
للقتل هو بمثابة اعانة للظالم وتسهيل لأمره للتعجيل
بقتله. إنما يفعل ذلك الأذلاء العبيد كما نفهم ذلك من
خطبة الإمام الحسين عليه السلام (والله لا أعطيكم بيدي
إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد).(2)
فلم يفعل الإمام الحسين
عليه السلام ذلك ، وإنما كان حتى اللحظات الأخيرة يُدافع
عن نفسه ويدفع الشمر عن قتله لا بل يعضهُ وينصحهُ، ولكي
يتخلص الشمر من مقاومة الامام الحسين ومن تقريعه ونصحه
اكبه على وجهه ثم نحره سلام الله عليه.
المصادر :
1- انظر كتاب رجال حول
علي بن ابي طالب ، سعيد رشيد زميزم، تقديم العلامة الشيخ
باقر شريف القرشي،حجر بن عدي. مؤسسة البلاغ.
2- بحار الأنوار العلامة
المجلسي ج45 ص : 7.