لنا في قصص القرآن لعبرة. (لا تقدرون أن تخدموا الله والمال).

2022/10/23

لنا في قصص القرآن لعبرة. (لا تقدرون أن تخدموا الله والمال).
مصطفى الهادي.
تكلم الله تعالى كثيرا عن اليهو د وجعلهم مثلا لطبيعة الإنسان الجشعة التي لا تُبالي بالعواقب، وتوراتهم تخبرنا بنمط تفكير هذه الشرذمة من البشر.
يصفهم القرآن بقوله : (واشربوا في قلوبهم العجل).(1) أي ان تفكيرهم مادي لا يعبدون إله لا يروه.ولكن في حقيقتهم أنهم لم يعبدوا العجل كمخلوق ، بل عبدوا الذهب الذي صُنع منه العجل، وهذا ما تخبرنا به توراتهم : (قال لهم انزعوا أقراط الذهب واتوني بها.نزع كل الشعب أقراط الذهب فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل، عجلا مسبوكا. هذه آلهتك يا إسر ائيل).(2) وقوله : هذه آلهتك يا إسر ائيل ، يعني الهكم الحقيقي هو الذهب متى ما امتلكتموه سيطرتهم على كل شيء.وهو مصدر سعادتكم، فسجدوا لتمثال الذهب، مع علمهم انهم صنعوه ولا ينفعهم بشيء ، ولكن بريق الذهب يخطف ابصارهم فقد اعماهم عن رؤية ما قام به الله تعالى من اطعامهم في الصحراء القاحلة لأربعين سنة. ونتق فوقهم الجبل، وفجّر لهم من الصخور عيون ماء، وشق لهم البحر وانقذهم من بطش فرعون.كل ذلك رأوه ووعوه ، ولكن الذهب جعل على أعينهم غشاوة.فالذي لا يمتلك الكفاءة والمهارات للوصول إلى السلطة والغلبة عليه بالأموال فهي خير وسيلة لشراء النفوس. وهذا ما تفعله المادة الآن حيث نرى الكثير ممن يحمل سيماء الصالحين وتظهر عليهم علامات التقوى ولكن بمجرد ان يروا بريق الأموال تظهر حقيقتهم.
قديما قالت الكتب المقدسة : (حب المال اصل كل شر. محبة المال أصل كل أنواع الأذية، وهي التي مال البعض وراءها فضلّوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم طعنا بأوجاع كثيرة. لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيدين، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال).(3)
(تأكلون التراث أكلا لما ، وتحبون المال حبا جما ،كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ،وجاء ربك والملك صفا صفا ، وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى).(4)
القضاء على الفساد دعوة تتكرر مع كل حكومة جديدة ، فهل دعوة القضاء على الفساد والفاسدين هذه المرّة حقيقية أم هي كسابقاتها؟
المصادر :
1- سورة البقرة آية : 93.
2- سفر الخروج 32 : 2ــ4.
3- تيموثاوس 6 : 10. و : إنجيل متى 6 : 24.
4- سورة الفجر 19 ــ 23.
أخترنا لك
النوم والغفلة .

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة