حتى الله يكره اليهود ، وهذا ما فعلته الأمم بهم.الجزء الثالث.

2019/10/10

حتى الله يكره اليهود ، وهذا ما فعلته الأمم بهم.الجزء الثالث.
مصطفى الهادي.

وفي عصر الرسالة الإسلامية بعد أن كان اليهود ينتظرون ظهور نبي في هذه المنطقة طبق النبوءات التي ذكرتها التوراة ولكنه لما بُعث ورأوا انه من غير اليهود تآمروا مع أعداء الإسلام من الأمم الوثنية فقام الرسول الأكرم ( ص) بقتالهم فهدم حصونهم وقتل بعضهم وأجلى البعض الآخر.

ثم ابعدهم عمر بن الخطاب إلى ضواحي فلسطين وبذلك يكون عمر بن الخطاب أول من مهّد لليهود الاقتراب من فلسطين مخالفا بذلك (العهدة العمرية) التي وقعها مع نصارى فلسطين والتي من احد اهم بنودها أن لا يدخل اليهود إلى فلسطين.

ثم هربوا من حكومة علي بن ابي طالب عليه السلام ودخلوا البلاط الأموي وتمكنوا من إدارة الدولة الإسلامية بالخفاء وهكذا في زمن العصر العباسي.

وفي سنة ( 1096) م جلبت الحملة الصليبية الأولى الخراب والدمار على المجتمعات اليهودية في (راينلند) ، فقتل آلاف اليهود ، في مذبحة جماعية قام بها الصليبيون ، وكان من نتائج هذه المجزرة موت العالم اليهودي الكبير(الرابي سليمان الراشي ) مفسر التوراة ، والذي مات كمدا مما حصل لليهود.

وفي القرن (11 ) الميلادي تعرض اليهود لعمليات القتل والتشريد على أيدي الصليبين الذي لاحقوا اليهود في كل أنحاء أوربا . وعندما استولى الصليبيون على بيت المقدس عام (1099) م احرقوا اليهود في كنيستهم مع أن اليهود قاموا بخيانة المسلمين ومساعدة النصارى على احتلال بيت المقدس . وكاد اليهود أن يفنوا في هذه المجزرة .
ثم جاءوا إلى الأندلس هاربين من المذابح في أوربا ، فأحاطهم أمراء المسلمين بعطف ورعاية بالغين .ومن الجدير بالملاحظة أن اليهود لم يشهدوا فترة سادها الهدوء ، وحصلوا فيها على الأمان وعمهم الرخاء وتكاثر عددهم غير فترة وجودهم مع المسلمين الذين رعوهم حق الرعاية ووفروا لهم جو الأمان والسلام .

وفي سنة ( 1390) قام كاثوليك اشبيلية بمهاجمة اليهود وافنوهم عن بكرة أبيهم وكان القتلى بالآلاف منهم . ثم تتابعت المجازر في كل من بلنسية وقرطبة وطليطلة وبرشلونة . ثم أجبروهم على اعتناق النصرانية ومن لم يعتنقها تم طرده من أسبانيا وذلك بعد خروج المسلمين من الأندلس.

وقد طرد اليهود من بلجيكا سنة ( 1370 ) م . وطردوا من تشيكسلوفاكيا سنة ( 1380 )م وفي سنة ( 1420 ) م طردوا من النمسا وفي سنة ( 1444 ) م طردوا من هولندا . ثم من نابولي ، وسردينيا ، وروسيا حيث تعرضوا لأكبر عملية اضطهاد في أوكرانيا سنة ( 1919 ) م (1)

وطردت إنجلترا اليهود من المملكة المتحدة في القرن الثالث عشر للميلاد بعد أن خربوا اقتصادها وحرضوا الايرلنديين على الانفصال. (2)

ونحن على أعتاب الألفية الثالثة وعند نهاية القرن العشرين ، يطالب الجنرال الروسي ((البرينا مكاشوف)) بتطهير الكرملين من اليهود لأنهم يسيطرون على الدولة.

واما المذابح التي تعرض لها اليهود على أيدي النصارى وغيرهم من الأمم فكثيرة ولاعد لها وخصوصا محاكم التفتيش التي أفنتهم في بعض مناطق الأندلس وغيرها من بلدان أوربا ناهيك عن المذابح التي تعرضوا لها من بني جلدتهم ، وآخرها ، الانفجار الذي دمر أحد مقراتهم في الأرجنتين في بوينس آيرس والذي ذهب ضحيته المئات منهم بين قتيل وجريح . وقد أعلنت الحكومة الأرجنتينية الحقيقة وان (اليهود) هم وراء الانفجار، فسارع معهد ( سيمون فييسنتال ) باتهام الحكومة بأنها معادية للسامية .

إذن من كل ما تقدم تبين أن المذابح التي تعرضت لها هذه الشرذمة قديمة قدم مؤامراتهم وخبثهم على هذه الأرض .

وهكذا يعيش اليهود على أيدي إخوانهم اليهود عهدا جديدا من الرعب والخوف ، كل ذلك من اجل سواد عيون الدولة العبرية التي ستكون مقبرتهم الأخيرة بإذن الله .

فمن اجل تحقيق فكرة إنشاء الدولة العبرية ،عمد الصهاينة إلى زعزعت أمن جميع يهود العالم ، وإيذائهم ونشر فكرة (معاداة السامية ) لمنع اندماجهم وذوبانهم في بقية المجتمعات واقناعهم بضرورة الذهاب إلى ارض الميعاد في فلسطين ودفعهم للهجرة إليها.
فقام الصهاينة بملاحقة اليهود في كل مكان وتهديم قبورهم وتفجير أماكن عبادتهم واخافتهم وبث الرعب فيهم عبر وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها . فتم تفجير كنيسة (( شمتو)) عام ( 1948) في بغداد ومقتل العشرات من اليهود العراقيين ، فبدأت على الفور عمليات الترحيل تحت عنوان ( علي بابا ) المعروفة (3)

ثم أغرقت سفينة ( باتريا) عام (1940) والتي كان على ظهرها مئات اليهود . وكذلك منع سفينة (استروما) من الرسو عام ( 1942) وغرق مئات اليهود الرومانيين .. الخ

وقد صرح ابن غوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني عقب هذه الحوادث قائلا:(( انوي إرسال الشبان اليهود إلى البلدان التي تقطنها نسبة كبيرة من اليهود ليقوموا بدورهم في تصعيد حالة معاداة اليهود حيث رأينا أن هذه الأعمال هي اكثر نفعا في دفع اليهود على الهجرة إلى فلسطين)). (4)

وحتى اليهود الذين استقروا في الدولة اللقيطة إسرائيل ، لم يشعروا بالأمان ، فعندما أنتخب بنيامين نتنياهو لرئاسة وزراء إسرائيل أصدر كتابه (( أمن وسلام )) خصص من هذا الكتاب ثلاث فصول أكد فيها أنه لا يمكن الحفاظ على الأمن والسلام واستئصال الإرهاب مع الحفاظ على الحريات . أي أنه دعا إلى مصادرة الحريات الثلاث : (حرية التعبير وحرية العبادة وحرية الرأي) فيصبح اليهود بيادق شطرنج على رقعة الدولة العبرية .
وفي داخل الدولة العبرية في فلسطين فإن الخوف يطارد اليهود فالاضطهاد الذي يتعرضون له على أيدي إخوانهم اليهود والمعاملة القاسية ، دفعت الكثيرين ممن هاجر إلى الدولة اللقيطة إلى التفكير بالهجرة المعاكسة والهرب من دولة الأحلام الدولة التي طالما تمنى سياسيي اليهود أن تقوم لهم والتي تدر عليهم لبنا وعسلا .

نتيجة لهذه المجازر أصبح عدد اليهود قليل ، وبما أنهم يريدون السيطرة على العالم إذن يجب الاعتماد على قوة أكبر ودفعها للقتل والقتال نيابة عنهم والانتقام من الأمم التي آذتهم لأن اليهودي لا ينسى حقده.

وقد تنبه الكثير من المؤرخين إلى ذلك فكتبوا: (إن اليهود دائما بحاجة إلى العمق البشري الذي لا يملكونه لعدم إيمان الناس بالديانة اليهودية وانسلاخ المنتمين إليها منها ، ولذلك يتحتم عليهم وبدرجة أولى أن يضربوا المسيحية بالأديان والشعوب الأخرى نيابة عنهم وبعد فراغ الساحة يكون من السهل عليهم القضاء على المسيحية في كل العالم والسيطرة على العالم بأسره فتتحقق نبوءة التوراة بإعطاء كل الأرض لبني إسرائيل). (5)

فاخطر حركة التفاف قامت بها اليهوديـة هي أنها عندما رأت نفسها محاصرة في أوربا من قبل المسيحية ارتمت في أحضانها وهي تكيد لها، وقد نقل الأستاذ عوض الخوري عن كتاب فرنسي اسـمه :(القوة الخفــية) بأن دور اليهوديـــة في نشوء التحالف اليهونصراني دور رهيب وخصوصا في مسخ وتشويــه وجــه التاريـخ الإنساني ومحاربــة أمل الإنسان في الحياة ، وقــد استغلت اليهوديــة ضعف النصرانــية بــعد انتــهاء الحروب الصليبــية وفشلها ، فأنشأت جمعية الصليب الوردي عام (1616 ) ميلاديــة حيث تمت فيه المصالحة بين اليهود والنصارى وكبتوا المواثيق من أجل التعاون فيما بينهم .
ولاتعلم النصرانية بأنها تركض وراء حتفها وتنساق إلى مصيرها الأسود على يدي اليهود حيث نرى ذلك في تصريح لأحد أقطاب الماسونية قائلا : (يجب أن يعدم آخر ملك بأمعاء آخر قسيس) والمقصود من ذلك المسيحية والإسلام .

المصادر .
1- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين الندوي ، طبع القاهرة 1990 .
2- مجلة التوحيد ، العدد : 106 السنة التاسعة عشر 1421 هـ2001 م طهران.
3- مجلة التوحيد العدد 73 السنة 12 1994 ص 107 .
4- مجلة التوحيد العدد 73 السنة 12 1994 ص 107 .
5- بحث كوبان البانسلي عام ( 1099) في باريس وكذلك كتاب الكنيسة الرومانية أمام الثورة الذي كتبه كربتنوجولي عام (1836) .
أخترنا لك
المهدي الموعود ، من أي دين؟.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة