فردوس الملحد.

2022/10/23

فردوس الملحد.
مصطفى الهادي.
مشكلة هؤلاء الملاحدة أنه يسعون إلى خلق عالم افضل لهم مليء بالنعيم والرفاه والجنس والخمور والفجور والمخدرات وكل ما من شأنه ان يخلق لهم هذا النعيم الزائف الزائل فيجعلونه بديلا عن فردوسهم الذي انكروه. فهم في الدنيا يُحاكون واقع الآخرة بكل تفاصيله ، إلا أن فردوسهم زائل مليء بالنكد والاكدار ، وفردوس المؤمنين باق .
فكل ما اسسه هذا الملحد في الدنيا إنما هو صورة لذالك العالم الذي انكره. فبانكاره لذلك العالم خلق له عالم خاص هنا. والفرق أن عالم الملحد يشتريه بالمال ، بينما عالم المؤمن ثمنه الاعمال.
على الأرض يبني ما يُحاكي به العالم الاخر الذي ضغط على نفسه كثيرا من اجل انكاره.فينغمس بالنساء الحسان والخمور والمخدرات واشهى المطعومات، والملبوسات، ولكن كل هذه الامور يصاحبها النكد والامراض. السكر ، الضغط ، امراض القلب و تصلب الشرايين ، آلام المعدة ، الأرق، يضاف إلى ذلك الحسد ، والمنافسات الغير شريفة والجرأة على كسب المال الحرام. فبأمواله ينقلب نعيمه جحيم.وبسبب الخواء الروحي كم رأينا عمليات انتحار لأشخاص اثرياء وهم في قمة المجد.
والغريب أننا لو تابعنا اقوال مئآت لا بل ألوف الملحدين في آخر أيامهم، لراينا اعترافهم بوجود اله وآخرة وجنة. والكثير منهم يصرخ في لحظات الموت طالبا التوبة للنجاة من النيران . ففي ساعات الاحتضار يكون شغل المحتضر الندم الذي يُسيطر على فكره ووعيه، ليس فقط الملاحدة بل كل البشر على اختلاف اديانهم وعقائدهم ففي هذه اللحظة وهم يودعون الحياة يمر شريط الذكريات امامهم بكل تفاصيله ليعرض لهم جرائمهم.
وهذا ما أكدة الكثير من رؤوس الكفر في العالم . أمثال : ﺳﻴﺰﺭ ﺑﻮﺭﺟﻴﺎ و توماس هبس و توماس سكوت و الفيلسوف الفرنسي الملحد فولتير. و المؤرخ ديفيد هيوم . و ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻧﻴﻮﺑﺮﺕ:ﺭﺋﻴﺲ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ. و ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺳﺘﺮﺍﻭﺱ:ﻭﻫﻮ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻠﺤﺪ ﺃﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ. و لينين ، وستالين . و ﺃﻧﺘﻮﻥ ﻟﻴﻔﻲ:ﻣﺆﺳﺲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﺆﻟﻒ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ. وغيرهم الكثير ،
ولو اردنا ان نحصر آخر كلماتهم ونوجزها لرجعنا إلى قول توماس باين اشهر ملحد الذي قال قبل موته : إني على شفير جهنم ، إني كنت عميلا للشيطان. شتان ما بين الهاوية التي اقع فيها وبين جنة الخلد.
مما تقدم أنك لو نظرت إلى حال الملاحدة في أواخر أيامهم وفي وصاياهم لرأيتهم من المؤمنين المغالين في حبهم لذلك العالم الذي طالما انكروه ، فهم يوصون ان يُدفنوا في مقابر المسيحية مثلا ، ويضعون على قبورهم الصلبان ويطلبون الغفران في ساعاتهم الأخيرة على يد كاهن او قسيس، فيرش على قبورهم ماء الرحمة، ويشعل البخور ليُبعد عنهم النقمة.وبعضهم يبكي بحرقة على ما فرط في حياته.
العلمانيون والملاحدة الذين انكروا الدين والجنة ، هرعوا إلى رجال الكنيسة ليشتروا منهم قطع في الجنة. وقد علموا أن ذنوبهم سوف تلاحقهم في آخرتهم فركضوا لاهثين وراء صكوك الغفران. ولازالوا إلى هذا اليوم يركضون في أيامهم الأخيرة للكاهن فيجلسون على كرسي الاعتراف لكي يتخلصوا من ذنوبهم حتى يدخلوا الفردوس الذي انكروه ليجلسوا في حجر يسوع المسيح. الاثنان يهلكان ، الملحد بكفره ، ورجل الدين الذي جعل الدين تجارة. ومها توهم الملحد أنه يصل الجنة يصك اسماعه قوله تعالى (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ).
ومع كل مكابرة وعناد وكفر الطغاة والملاحدة والشاذين وامتلاكهم للاموال والاتباع، إلا أننا لا نرى مقابر خاصة بهم ، فهم يُدفنون في مقابر المؤمنين المتدينين، وما ذلك إلا رغبتهم المكبوتة في أن يحصلوا على بعض الراحة ولو بالمجاورة، أو تفيض الرحمة عليهم من المؤمنين ، وهذه أمنية حتى أهل النار ، وكأنهم لا يعملون أن الله تعالى حرمهم ذلك عليهم : (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين).
أخترنا لك
الفرس والعرب والسفياني ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة