هل كان السيد المسيح مخصيا؟ الخصيان في الديانة المسيحية.

2022/04/22

هل كان السيد المسيح مخصيا؟ الخصيان في الديانة المسيحية.(1)
مصطفى الهادي.
قد تُثير مسألة عدم زواج المسيح أوعدم وجود اشارات في الإنجيل وكتب السيرة والتفسير لزواجه من عدمه قد تُثير بعض الاشكاليات، ولكننا لسنا بصدد ذلك كما يبدو من عنوان الموضوع ، لأن موضوع عدم زواج المسيح عالجناه في موضوعات مستقلة.ولكننا في هذا الموضوع نريد أن نعالج قضية افرزتها أقوال السيد المسيح في الإنجيل وهي مسألة (الاخصاء). والتي تم تفسيرها وتوضيفها ابشع تفسير وأبشع توضيف فأفرزت : البتولية ، والرهبنة.

يقول السيد المسح : (يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم، ويوجد خصيان خصاهم الناس، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات. من استطاع أن يقبل فليقبل).(2)

في مواضيع شتى قلنا فيها أن الله تعالى استخدم لغة الأمثال لتقريب المعاني للناس ، وسمح لأنبياءه باستخدام هذه اللغة أيضا لتسهيل عملية فهم التشريعات. فلغة الامثال حفلت بها الكتب السماوية وتفسيراتها وكذلك كتب الأحاديث.فعندما يضرب الله مثلا ما ، او يضرب النبي مثلا ما فإنه يقصد به معنى آخر. ولكن للناس تفسيراتهم وكلٌ يُقدم تفسيرا للامثال حسب وعيه وفهمه وثقافته وغاياته.ولكن أن تقوم مثلا طبقة رجال الدين والكهنة والحكماء بتفسير خاطئ للأمثال الإلهية أو النبوية والوقوف حرفيا على معنى واحد، فهذا يعني أن هناك اهداف منحرفة شاذة لربما عند هذه الطبقة.

السيد المسيح ضرب امثال كثيرة في الإنجيل ،ولم يكن يُكلم الناس إلا بالامثال (3) ولكن رجال الدين تمسكوا بظاهر قوله فقاموا باخصاء انفسهم ، واخصاء الناس، ثم ابتدعوا ــ في ظاهر الأمر ــ فرق الخصيان الخاصة بالغناء المسيحي في الأديرة والكنائس، والتي يُطلق عليها (السوبرانو الدينية).والتي زعموا أنها تقوم بانشاد فقرات من الكتاب المقدس بصوتٍ ملائكي. ولكن حقيقة الأمر أن بعض الكهنة الفاسدين عشقوا بعض الغلمان، فقاموا بخصائهم لكي تبقى أصواتهم واشكالهم انثوية جميلة، تلبي رغباتهم الجنسية من دون اي حمل او ولادة ولا فضائح. ويدخلون للكنائس والأديرة بحرية تامة ، لأن القانون الكنسي يمنع ويُحرّم دخول النساء إلى الأديرة.

فقد أوّل كهنة الكنيسة قول السيد المسيح (يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم). فقالوا بأن السيد المسيح يقصد نفسه ولذلك لم يتزوج. فاتخذوا ذلك ذريعة لكي لا يتزوجوا تشبيها بالسيد المسيح (ع). وقد انتفع المنحرفون من رجال الكنيسة من قول السيد المسيح الثاني (يوجد خصيان خصاهم الناس). فاعتبروا ذلك اقرارا من السيد المسيح بجواز الخصاء والاخصاء لأهداف دينية. فأمعن رجال الدين المسيحي بترا للأطفال من نوعيات خاصة وسن معينة، فجعلوا قسما منهم فرق غناء وقسما آخر لمأرب أخرى .

وقد ذكرت سجلات الفاتيكان السرية أن بعض هؤلاء الخصيان تم تخليد أسمائهم في سجلات الفاتيكان المقدسة ومن هؤلاء : روسّيني، غلاك ، مايربير، هاندل وبادري سوتو وقد وصف البابوات هؤلاء بأنهم ملائكة في قوالب بشرية. وقد كان البابا سيكتس الخامس مولعا وبشغف بالخصي بادري سوتو وبشكل غريب بحيث دفعه ذلك إلى تغيير قرارات البابوية السابقة فأصدر مرسوما بابويا خلق فيه جوقة مرتلين خاصة به تغني له في (بازليك القديس بطرس). فشملت أربعة مغنين خصيان.

هؤلاء الكهنة المنحرفين يعلمون جيدا تحريم اخصاء الناس تحريما مشددا، لا بل أن الله امر أنبيائه بأن لا يدخل أي خصي او رجلٌ فيه عيب إلى دور العبادة كما نقرأ ذلك : (وكلّم الرب موسى قائلا : إذا كان رجل فيه عيب فلا يتقدم ليُقرب خبز إلهه.لا رجل أعمى ولا أعرج ، ولا أفطس ، ولا رجل فيه كسر رجل او يد ، ولا أحدب ، ولا مرضوض الخصيتين ، لئلا يدنس مقدسي).(4)

لا بل أن المسيحية تعلم جيدا أن الله تعالى نهى أن يفعل الناس ذلك كما نقرأ : (ومرضوض الخصية ومسحوقها ،ومقطوعها لا تقربوا للرب وفي أرضكم لا تعملوها).(5)

وكذلك يعرف الكهنة أن الخصاء عادة وثنية يقوم بها الملوك لبعض حراس دور الحريم حتى لا يحصل حمل واختلاط انساب دونية بالدم الملكي في حال حصول خيانة نتيجة عجز الملك عن تلبية هذا العدد الهائل من النساء في قصور حريمه.فيعمدوا إلى اخصاء بعض الحراس الشباب ليقوموا بتسلية نساء القصر.

فقد كانت أعداد الخصيان في قصور الملوك الوثنيين كبيرة جدا بحيث جعل لهم الملك رئيسا : (ودخل كل رؤساء ملك بابل وسرسخيم رئيس الخصيان).(6) فقد كان رؤساء الخصيان لأهميتهم يدخلون ويجلسون مع ملوك بابل.وكانت أهميتهم تنبع مما قلناه من أنهم يحرسون ويخدمون نساء الملوك والسلاطين ويُلبون حاجاتهن الأخرى : (وليوكل الملك وكلاء في كل بلاد مملكته ليجمعوا كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر إلى شوشن القصر ، إلى بيت النساء ، إلى يد هيجاي خصي الملك حارس النساء).(7)

تصورهذا العدد الهائل من العذارى يتم جمعهن من جميع أنحاء المللكة في قصور الملك، يا ترى هل الملك قادر على تلبية طلباتهن الجنسية جميعا؟ تخبرنا بعض كتب التاريخ للدولة العباسية والأموية بأن الجواري والسراري ونساء الملك لربما لا يصل الدور لإحداهن سنوات طويلة.(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=