هل ستستغرب الأمم طول عمر المهدي؟ الرشد شرط الظهور.

2022/03/06

هل ستستغرب الأمم طول عمر المهدي؟ الرشد شرط الظهور.
مصطفى الهادي.

مهّد الله للبشرية سبل قبول مسألة طول عمر بعض البشر وذلك عبر آيات وسور كثيرة حفلت بها الكتب السماوية ، وكان آخرها ما حصل أمام الناس وإلى هذا اليوم هو اطالة عمر عيسى عليه السلام حيث رفعهُ إليه،ثم أخبرنا تعالى بأن لعيسى دور في آخر الزمان سينزل لأدائه مع شخصية عالمية أخرى اطلق عليها (القائم). وهذا ما ذكره الإنجيل أيضا : ( يقول إشعياء: سيكون اصل يسي والقائم ليسود على الأمم،عليه سيكون رجاء الأمم).(1) يضاف إلى ذلك هو عدم استقرار الأعمار على حد معيّن أو سقف محدد، وهذا الاختلاف في الأعمار فيه اشارة إلى قابلية العمر ان يمتد أو يقصر.

هناك اتفاقا وجداني بين الشعوب وعلاقة متينة بين الأديان وتوحد في العقائد على أن هناك شخصا سيأتي تشعر البشرية في عصره بالسعادة والأمان ويتحقق الرفاه الاجتماعي بأوسع مدياته. ولذلك نرى أن لكل امة من الأمم مهديها ولكنه باسم مختلف ولكن العنوان والهدف واحد هو القضاء على الظلم ونشر العدالة حتى باتت قضية الامام المهدي مقبولة بشكل عام في ذاكرة حتى المعاصرين على اختلاف معتقداتهم وثقافتهم وجنسياتهم ؟. وكل امة من الامم او دين من الأديان له مهديه الذي ينتظره وكل الأديان الرئيسية تؤمن بأن منقذها الموعد حي يُرزق يواكب تطور البشرية ويراقب التحولات السياسية والاقتصادية. ولكن في النهاية ستجتمع البشرية على أمرٍ واحد (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم).(2)

ولهذا، فإننا نجد هذه البشائر بالمخلص الموعود حاضرة في التراث المسيحي بشكل واضح، ونشير هنا إلى بعض الكتب التي وردت فيها تلك البشائر والإشارات حول ظهوره في آخر الزمان: إنجيل متى، إنجيل لوقا، إنجيل مرقس، مكاشفات يوحنا، إنجيل برنابا.ففي الفصل السادس والتسعون من إنجيل برنابا المترجم من الانجليزية . يسأل الكاهن السيد المسيح (عليه السلام): هل أنت مسيح الله الذي ننتظره؟

أجاب يسوع: حقاً إن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خُلق قبلي وسيأتي بعدي.
أجاب الكاهن: إننا نعتقد من كلامك وآياتك أنك نبي وقدوس الله لذلك أرجوك أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفية سيأتي؟

أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي إني لست الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً: بنسلك أبارك كل قبائل الأرض. ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشطيان مرة اخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عدم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله، فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يبقى ثلاثون مؤمناً، حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله، الذي سيأتي من الجنوب بقوة، وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام ، وسينزع من الشيطان سلطته على البشر، وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به، وسيكون من يؤمن به مباركاً). (3) وقوله : وسيأتي برحمة الله لخلاص الذي يؤمنون به. يقصد سيأتي من صلبه من ينقذ العالم ويخلصه من الظلم.

وقد ورد في مزمور داوود (عليه السلام) ذكر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، والامام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) فإن صياغة النص شبيهة بالأدعية والتوسل إلى الله عز وجل حيث نرى داود يطلب من الله أن يعطي الحكم (للملك وابن الملك) . وهذا مما لم يحصل في اليهودية ولا المسيحية لأن موسى وعيسى بُعثا فقط لبني إسرائيل والمسيح لم يأت بشريعة ولم يتزوج وليس له ابن.

نص دعاء النبي داود في المزامير :
(اللهم أعط أحكامك للملك، وبرك لابن الملك.يدين شعبك بالعدل، ومساكينك بالحق.تحمل الجبال سلاما للشعب، والآكام بالبر.يقضي لمساكين الشعب. يخلص بني البائسين، ويسحق الظالم يخشونك ما دامت الشمس، وقدام القمر إلى دور فدور.ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الأرض. يشرق في أيامه كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر ويملك من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤه يلحسون التراب ويسجد له كل الملوك. كل الأمم تتعبد له. ينجي الفقير المستغيث، والمسكين إذ لا معين له. يشفق على المسكين والبائس، ويخلّص أنفس الفقراء .تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال. يكون اسمه إلى الدهر. قدام الشمس يمتد اسمه، ويتباركون به. كل أمم الأرض يطوبونه).(4)

طبعا هذا النص احتاروا في كيفية تفسيره ، ففي كل طبعة يختلف النص ويُضاف عليه ويُحذف منه. حتى أنهم في أحد الطبعات اضافوا اسم نبي الله سُليمان. ولكن فاتهم أن النص يتحدث عن ملك أبدي دائم وسليمان مات وأن أبن الملك المذكور سيكون طويل العمر (سيكون اسمه إلى الدهر. قدام الشمس يمتد اسمه). وكعادتهم فقد احتاروا في معرفة من هو كاتب هذا المزمور مع أن المشهور أن المزامير لداود (وآتينا داود زبورا).(5) فقال المفسرون : (كاتب المزمور وهو سُليمان، أو داود الملك أو شاول الذي سبقه).(6)

وهناك تفاسير ونصوص تنفي أن يكون سُليمان هو المقصود بهذا النص فيقول : (بعض آيات المزمور تشير لسليمان ولكن بعضها لا يمكن أن يشير لسليمان فمثلًا سليمان لم يملك إلى أقاصي الأرض. ولم يسجد له كل الملوك ولم تتعبد له كل الأمم. ولم يكن اسم سليمان إلى الدهر ـ أي طويل العمر ــ. بل سليمان في نهاية أيامه بخّر للأوثان لذلك فهذا المزمور يتحدث عن الملك المثالي).(7)

فالمقصود بابن الملك ليس سُليمان ولا عيسى أيضا وذلك أن سُليمان مات . وعيسى لم يكن له أب. وقد رفض عيسى أن يكون ملكا وهرب من ذلك ثم نفى أن تكون له مملكة او حكم في هذا العالم فقال : (مملكتي ليست من هذا العالم ، وعندما جاؤوا لينصبوه ملكا انصر إلى الجبل وحده).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
قالت: كيف يختار أحد الاسلام وهو يأمر بضرب المرأة.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف