????️ الأقانيم هل هي ثلاث أو اربع او
ستة ؟ من هو أب الله!.
مصطفى الهادي .
???? في إنجيل يوحنا 20: 17 قال السيد
المسيح : (أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم).فلم يطلق السيد المسيح الكلام
على اطلاقه فيكون مبهما ، بل قام بتوضيح معنى أبي وأبيكم بأنه خالقي
وخالقكم ، اي أنه إلهي والهكم. ولكن الذي لا نفهمه هو قول السيد
المسيح الزعوم : (يا أبا الأب). فإذا كان يسوع قد بيّن معنى الأب .
فماذا يقصد بأبي الأب؟
???? أبا الأب ، لم ترد في التوراة ولا في اي من الأناجيل الأخرى إلا في إنجيل مرقس . وعلى ما يبدو من سياق النص أن يسوع المسيح ارتبك وخاف جدا من عملية الصلب ، حيث أنه اطلق هذا النداء مستغيثا لكي يُعفى من الموت الذي ينتظره على يد اليهود الذين تآمروا مع الرومانيين لقتله فلجأ إلى بستان جشيماني ثم خر على الأرض واطلق ندائه متعلثما خائفا : (ثم خرّ على الأرض وكان يُصلي لكي تعبر عنهُ الساعة وقال: يا أبا الآبُ كل شيء مستطاع لك فأجز عني هذه الكأس).(1) ويقصد بها كأس الموت.
???? هذا المصطلح الجديد ــ الغريب ــ الذي أطلقه يسوع ــ كما يزعمون ــ لم يعجب تلاميذ يسوع ولذلك نرى ثلاثة من كتبة الإنجيل يُنكرونه ولم يذكرونه في أناجيلهم . أما الذي تبنى هذا القول فهم (مرقس و بولص) الذي ذكروه في مكانين. اما بولص فمعروف بكيده للمسيحية فذكر هذه العبارة ووضعها وسط نصوص غريبة لا يفهم منها أحدٌ شيئا فخلط بين الأقوال واضاع المقال .لا بل اوردها في نص آخر لا علاقة له بالنص الأول . فقد جعل من الناس كلهم أبناء الله وجعل يسوع روح الله ، ثم تنازل في نص آخر ليضع في الناس روح العبودية المزروعة في الخوف ،ثم يتراجع فيجعل فيهم روح التبني فيقول : أخذتم روح التبني الذي نصرخ به : يا أبا الآب. (2)
???? وأما الآخر الذي أورده فهو مرقس
في إنجيله حيث زعم أن المسيح عندما علم بأنه سوف يُصلب قال : (يا
أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس).(3)
???? أما المفسرون فقد سكتوا طيلة
قرون ولم يتعرضوا لهذا النص ، ولكن انبرى لتفسيره افضل عالم في
المسيحية وهو القديس أغسطينوس فجاءنا بما عجزت الافهام عن هضمه وعسر
على الناس فهمه ، فيقول : (ربما نطق السيد بهذه الكلمات لما تحويه
من سرّ في داخلها، مظهرًا أنه قد وضع على عاتقه أن يتألم حسب جسده،
أي حسب الكنيسة، التي صار لها رأس الزاوية والتي تأتي إليه بعض
أعضائها من العبرانيين، والآخر من الأمم فإن كلمة أبا Abba ترمز
لليهود في علاقتهم بالله، وكلمة الآب ترمز للأمم في علاقتهم أيضًا
بالله، إذ هو أب لليهود كما للأمم).هذا القديس الجهبذ ابتدأ تفسيره
بقوله : (ربما). إذن حتى هذا الفطحل غير متأكد من تفسيره للجملة
ولكن لدى مراجعة التوراة لم نجد لهذا النداء اي اثر حسب زعم المفسر
المسيحي من أن يسوع يقصد بقوله : يا ابا الاب ، هو أبا الامم
واليهود.
???? يضاف إلى ذلك أن رفض بقية التلاميذ إدراج هذا الكلام في أناجيلهم واستبداله بنص آخر يدلنا على أن هناك تلاعبا مشينا اوقع المسيحية في الحرج فقد اتفقت الاناجيل الثلاث على انكار هذه الكلمة (أبا الأب).
????️ فإنجيل متى قال : (وخر على وجهه، وكان يصلي قائلا: يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس).(4)
????️ ولوقا أيضا انكر الجملة فلم يوردها : (قائلا: يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس). (5)
أما يوحنا فلم يورد في إنجيله اي من هذا الكلام فقد انكره واسقطه من إنجيله.
???? الحرج الذي وقعت به المسيحية هو أنهم يعرفون بأن الثالوث يتكون من ثلاث اقانيم : (الأب ، الابن ، الروح القدس).(6) فمن هو الرابع الذي ذكره يسوع ؟؟ (أب الأب). من يكون هذا (الجد). هل كان يسوع يؤمن بأقنوم رابع لا تعرفه المسيحية.
???? هذا المأزق الذي وقعت به المسيحية جعلهم يتحايلون فيعمدون إلى أتعس الحلول وهو تحريف النص وحذف الكلمة واستبدالها خصوصا في الطبعات الحديثة للكتاب المقدس . وإليك طائفة من هذه التحريفات الفاضحة.
???? هناك أقوال لطبعات مختلفة من الأناجيل .
???? ففي كتاب الحياة الطبعة العربية
: (وقال : أبّا ، يا أبي. ابعد عني هذه الكأس).
???? وفي الترجمة البولسية قالوا :
(وكان يقول : أيّا! أبتاه أجز عني هذه الكأس).
???? وفي الترجمة العربية المشتركة :
(أبي ، يا أبي ! أبعد عني هذه الكأس).
???? وفي الترجمة الكاثوليكية
اليسوعية : (أبّا ، يا أبتِ، أصرف عني هذه الكأس).
فهل هذه اللخبطة جاءت من النُسّاخ ، او من المترجمين؟
???? عندما يقول المسلمون بأن الكتاب المقدس تم تحريفه والتلاعب به تثور ثائرتهم . ولكننا عندما يقول القرآن : ( يحرفون الكلم عن مواضعه). (7) فإن هذا القول صادق عندنا لأننا نجد نضيرا له في كتابهم المقدس الذي يقول : (اليوم كله يحرفون كلامي. علي كل أفكارهم بالشر).(8)
???? ليس القرآن وحده من يقول بالتحريف بل كم كبير من روايات العلماءالغربيين والمسلمين و الأحاديث التي تؤكد حصول التحريف لا بل حتى من علماء النصارى أنفسهم.(9)
????️ المصادر:
1- إنجيل مرقس 14: 36.
2- انظر رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 8 : 15 . و : رسالة بولس
الرسول الى أهل غلاطية 4 : 6.
3- إنجيل مرقس 14: 36.
4- إنجيل متى 26: 39.
5- إنجيل لوقا 22: 42.
6- في إنجيل متى 28: 19قالوا بأن المسيح امر تلاميذه قائلا :
(فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح
القدس). فيجعلونهم ثلاث في حين أن يوحنا يجعلهم ستة كما في رسالة
يوحنا الرسول الأولى 5: 7(الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب،
والكلمة، والروح القدس). ولكن يوحنا حتى في هذه اختلف فغيّر قوله
فيجعل ثلاث آخرين في الأرض كما نقرأ في يوحنا في رسالته الأولى 5: 8
. (والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم). فأصبح
عدد الأقانيم ستة وليس ثلاث. القرآن نهى عن ذلك بشدة فقال تعالى :
(لا تقولوا ثلاث انتهوا انتهوا خير لكم ! إنما الله إله واحد). سورة
النساء : 170.
7- سورة النساء آية : 46.
8- سفر المزامير 56: 5.
9- من احاديث التحريف هو ما نقله الحاكم في مستدركه كتاب الاطعمة
رقم 7405 قال : (إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم). وفي
معجم الطبراني الأوسط رقم 5694 قال عن رسول الله (ص) : (إن بني
إسرائيل كتبوا كتابا، فاتبعوه ، وتركوا التوراة). وفي البخاري حديث
رقم 2685 عن ابن عباس قال : (يا معشر المسلمين ! كيف تسألون أهل
الكتاب عن شيء و كتابكم الذي أنزل الله على نبيكم (ص) أحدث الأخبار
بالله محضا لم يشب . و قد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب
الله و غيروا ، فكتبوا بأيديهم وقالوا : هذا من عند الله ليشتروا به
ثمنا قليلا. أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم).
وعلماء النصارى المنصفون يعترفون بحصول التحريف في كتابهم. فكما جاء
في كتاب : الأناجيل أصلها ونموها للعالم فريدريك جرانت أنه قال : إن
نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافًا كبيرًا، ولا يمكننا
الاعتقاد بأن أيًا منها نجا من الخطأ... إن أغلب النسخ الموجودة من
جميع الأحجام قد تعرَّضت لتغييرات أخرى على أيدي المصحِّحين). نقلا
عن كتاب التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير السيد سلامة غنمى
ص 224.