الآربعون حديثا
اهتم الشيعة بحديث الأربعين حديثا
الوارد عن النبي اهتموا بالعمل به منذ القرن الثاني فأقدم المؤلفات
ظهرت في أواخرالقرن الثاني ومن أقدم المصنفات المعروفة في تلك الفترة
الأربعون حديثاً تأليف عبد الله بن المبارك المَرْوَزي. إلا أن أقدم
المصنفات الموجودة هو كتاب الأربعين عن المشايخ عن الأربعين صحابيا،
تأليف محمد بن أسلم الطوسي. ثم تتالت هذه الكتب عند الشيعة حتى اصبح
عددها بالمئآت.
وتبحث هذه المصنفات عادة في المعنى
الظاهري والباطني للحديث. فمن المعاني الظاهرية للحديث: حفظ الحديث
وتدوينه، ونقله وصيانته من التغيير والتحريف وتدريسها بطريقة سليمة
ومن المعاني الباطنية، حفظ معانيها والتفكر في دقائقها واستنباط الحكم
والمعارف منها.
وقد صنف كل من ابن عساكر والحاجي
خليفة والكنتوري والـ آقا بزرك الطهراني وعطيه ومساعديه فهارس
وببلوغرافيا للمصنفات الأربعينية ، يمكن الرجوع إليها.
قرأت لعلماء كتبوا كتبا تشرح الاحاديث
فألفوا بذلك كتب مثل (شرح الأربعين). او (القول المتين في شرح
الأربعين) ، (الأربعين في الجهاد والمجاهدين)، (كتاب الأربعين عن
الأربعين في فضائل علي أمير المؤمنين، للنيشابوري). وغيرها ،رأيتهم
يتجنبون البحث في احاديث الظواهر العلمية والطبيعية ، بل يكتفون بشرح
احاديث تتعلق بالعبادات وغيرها . اما احاديث الملاحم والفتن والاحاديث
التي وردت فيها اشارات علمية عن الائمة سلام الله عليهم فيتحاشونها.
لا بل لم ار بين العلماء من قام بشرح بعض احاديث الانبياء مثل نبي
الله ابراهيم وداود وموسى وعيسى وغيرهم ، مع أن حديث رسول الله لم
يُشر إلى أن الاحاديث حصرا من الدين الاسلامي. وكلما حاولت ان اقوم
بشرح الاحاديث التي وردت فيها اشارات علمية ، او تتعلق بالظواهر
الكونية ، أو الملاحم والفتن والاخبارات الغيبية. اجد صعوبة في ذلك
حيث أن ذلك يحتاج سعة اطلاع ويحتاج ايضا إلى حذر شديد في تفسيرها، مع
توفر الوقت . وبذلك عرفت لماذا يتحاشى العلماء هذا النوع من الاحاديث.
ولكن لعل الله يشرح لي صدري فأقوم بذلك.(رب اشرح لي صدري ويسر لي امري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).
ولعل أروع ما قرأت في ذلك هو الأربعين
حديثا من تأليف آية الله روح الله الموسوي الخميني الذي يستنطق فيه
شرح مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته من كتاب أصول الكافي
للكليني ويتضمن الشرح بحسب الحديث بحوثاً أخلاقية وعقائدية وفلسفية
وعرفانية.
وبالمقابل فإن اسوأ ما قرأت من كتب هو
كتاب شرح الأربعين لابن عثيمين.مستعينا بالبخاري ومسلم .فشرح فيه
احاديث البول وقوفا ، وحديث الذبان ، وحديث الأرض على قرن ثور. وحديث
: المرأة والكلب والحمار يقطعون الصلاة،وفرك المني بالاظفر، ولماذا
اغتسلت عائشة امام الرجال غسل الجنابة.وحديث تسليم اموالك للحاكم إذا
جلد ظهرك.وحديث البزونة والجنة.والكلب والعاهر الزانية. وغيرها من
أحاديث اختارها بعناية وقصد خبيث.
للاطلاع فقط.
أخترنا لك
