حصر التكريم الإلهي
وسلبه.
مصطفى الهادي.
في القرآن توجد آيات شريفة يقوم
فيها تعالى بتكريم خاص وعام للصحابة، ومن ذلك مثلا نرى وصفه للمهاجرين
الأولين بأنهم (صدّيقون) فأضفى عليهم هذا الشرف والتكريم. فقال تعالى
عنهم : (المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من
الله ورضوانا وينصرون الله ورسولهُ أولئك هم الصادقون).(1)
وكذلك قوله تعالى : (والذين آمنوا
بالله ورسلهِ أولئك هم الصديقون). (2)
وقوله : (ومن يُطع الله والرسول
فأولئك مع الذي أنعم اللهُ عليهم من النبيين
والصديقين).(3)
وفي مجال تكريم النساء نراه تعالى
لا يقوم بتكريم الرجال فقط ، بل قام بتكريم النساء متمثلا ذلك في
شخصية ازواج النبي فقال : (وأزواجه امهاتهم). فجعل كل زوجات النبي
امهات للمؤمنين ما دمن أحياء.
أليس من العجب ان يتم حصر هذا
التكريم الإلهي بشخص واحد وامرأة واحدة ، ويُسلب بقية الصحابة من
المهاجرين والمهاجرات منهُ؟ فلم نسمع في اي من كتب الحديث والسيرة اي
وصف لأي صحابي آخر بأنه (صدّيق).(4)
وكذلك لم نسمع وصفا لأي من زوجات
النبي بأنها (أم المؤمنين). إلا لواحدة فقط.
فتاريخيا بات من المعروف أن أبا بكر
هو الصديق فقط من دون سائر الصحابة. (5)
وتاريخيا أيضا بات من المعروف أن
عائشة هي فقط أم المؤمنين حتى اشتهر لها ذلك.
فكم من تكريم إلهي من مستحقيه سُلب
، وكم من لقب لغير مستحقية نُسب.
فوضى الألقاب لغير مستحقيها اليوم ،
هي رشحٌ لما ارساه الأوائل في كل الأديان.
المصادر :
1- سورة الحشر آية : 8.
2- سورة الحديد آية :
19.
3- سورة المائدة آية :
75.
4- طبعا فقط الامام علي عليه السلام
وصف بـ (الصديق) في الحديث المشهور . (أنت الصديق والفاروق).يضاف إلى
ذلك فإننا نعرف أن أبا بكر كان لقبه في الإسلام (ابن ابي قحافة). فلم
نسمع حتى منه أنه قال عن نفسه بأنه صدّيق! حتى في السقيفة وهو أحوج ما
يكون إلى هذا اللقب لتدعيم موقفه، فلم نسمع منه ولا من صاحبه عمر ولا
من شلة السقيفة كلها. فهل عزب عنهم ذلك ، أم أنه من مختلقات بني أمية
المتأخرة.
5- يقولون بأن ابا بكر وصف بأنه
صديق لأنه أول من آمن بالرسول (ص) وصدّق به. وهذا محال لأننا نرى
القرآن الكريم يصف كل من آمن بالرسول بأنه صدّيق أيضا.
