عقيدتي الخلاص والشفاعة في الأديان الثلاث.

2022/03/06

عقيدتي الخلاص والشفاعة في الأديان الثلاث.
مصطفى الهادي.
لم تكن عقيدة المخلّص من مختصات المسيحية ، بل هي استعارة اخذوها من التوراة اليهودية، بعد فقدانهم لإنجيلهم وذهاب نبيهم فبدأوا بلملمة عقائدهم من جديد فامتدت أياديهم إلى التوراة وعقائد الشعوب المجاورة ليصوغوا لهم إنجيلا ودستورا دينيا حسب رغبة آبائهم الكبار.

اليهود كانوا احسن حالا من المسيحيين حيث نسبوا الخلاص لله وحده كما يقول النبي داود : (للرب الخلاص. الله فاعل الخلاص في وسط الأرض).(1) وهكذا شهد إشعياء بأن الله هو المخلّص (أنا أنا الربُ، وليس غيري مخلص).(2) وكذلك يقول هوشع : (وأنا الرب إلهك ، لا مخلّص غيري).(3) ولكن التوراة تشهد أيضا إذا وجد بين الناس مخلّص آخر فهذا يعني أن الله تعالى هو الذي عينهُ (الله يعلم اين يجعل رسالته). فعندما يقع الإنسان في ضيق شديد ويرفع رأسه للسماء طالبا العون من الله تعالى فيرسل له مخلّصا بإذنه (وصرخ بنو إسرائيل إلى الله ، فأقامُ لهم الرب مخلصا).(4)

المسيحية تبنّت هذه العقيدة بأبشع صورة ، ثم بدأت تلوح في أفق المسيحية عقيدة الشفاعة فاختلطت الأمور فأصبح المسيح عندهم هو المخلص والشفيع في آن واحد ولكنهم اصطدموا بشخصية يسوع البشرية لأن التوراة تؤكد أن المخلص هو الله وحده ولا أحدٌ سواه. فاضطروا إلى القول بأن يسوع المسيح هو الله الحي الذي اتخذ شكل إنسان لكي يقتل نفسه ليُخلّص البشرية من ذنوبها وخطاياها. وهذا القول يقولونه جهارا نهارا لا خائفين ولا وجلين فيقولون : (حينما نقول إن الله هو المخلّص، إنما نعني نفس الوقت أن المسيح هو الله المخلّص ، إننا نتمسك بأن المسيح هو الله).(5)

الكتاب المقدس يؤكد وبحزم بأن الله تعالى هو المخلص ولا أحد سواه : (أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إلهٌ بارٌ ومخلّص ليس سواي).(6) وهذا ما أدركه السيد المسيح من أن الله هو المخلص فأعلن قائلا : (وتبتهج روحي بالله مخلصي).(7) وعند البحث تبين أن اول من نسب عقيدة الخلاص للسيد المسيح هو بولص اليهودي المتنصر متأثرا بيهوديته العريقة التي أبى أن يتخلى عنها حتى في زعمه اعتناق المسيحية. يقول بولص : (لأنه إذا كانوا ، بمعرفة الرب والمخلّص يسوع المسيح).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
هل كان يسوع عاقّا بأمه؟ وهل ماتت مريم كمدا.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف