مريم العذراء بين الإنجيل والقرآن.

2022/03/06

مريم العذراء بين الإنجيل والقرآن.
مصطفى الهادي.
اليوم وبمناسبة الأيام الفاطمية فإن بحثنا حول الصديقة مريم العذراء التي حسب رواياتنا أنها وآسية بنت مزاحم زارتا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عند ولادتها للصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.(1)

من المؤلم حقا أن تتعمد التعمية والتغطية على الفضائل لا بل ازالتها او تشويهها خدمة لمصالح آنية ضيّقة تقف ورائها انانية مفرطة وحسد مقيت. وهذا ما تعرّض له الكثير من الأنبياء وأوصيائهم والصلحاء وحتى المبدعين. والأخطر من ذلك سرقة هذه الفضائل واضفائها على أشخاص لا قيمة لهم.خصوصا إذا تم احاطتها بهالة من القدسية الدينية.

ولعل المؤلم حقا هو أنك عندما تبحث وتعرف الحقيقة الدامغة وتضعها للناس يرفضوها ولربما يعتبروك زائغ العقيدة كافرا. والسبب أن المزيف انفقوا عليه الكثير من المال والوقت حتى استحكم بنائه وأصبح عصيّا على الهدم والتغيير، وعلى رأس هؤلاء يقف اليهود ومن تتلمذ على أيديهم.

فمنذ أن بدأت الخطوات الأولى لبني إسرائيل على هذه الأرض بدأوا بسرقة تراث الشعوب والزعم أنها لهم وإلى هذا اليوم فهم ينسبون كل الابداعات والاختراعات لهم حتى الجوائز التي يُقدمونها للمبدعين اطلقوا عليها اسماء مشاهير اليهود ولو بحثت وراء كل يهودي زعم أنه اكتشف او ابدع لوجدت خلفه جهود هائلة بذلها علماء مهدوا الطريق لهذا الاكتشاف أو ذاك فاستحوذ اليهود عليها ونسبوها لهم. ولعل أقذر ما قاموا به هو كتابة الأناجيل باسم اربعة من اليهود هم (متى ، لوقا ، مرقس، يوحنا). ليكون امتياز كتابة الأناجيل الأربعة لليهود، فدسّوا ما دسوّا فيه.

وكذلك نرى على المستوى الديني أن اليهود اكبر قراصنة انجازات الانبياء ودائما ما ينسبون فضل ما يقوم به الانبياء إلى أنفسهم حيث يزرعون شخصية من شخصياتهم في دعوة الأنبياء ويرفعون من شأنه حتى ينسى الناس الأنبياء ولا يذكرون إلا من رفعه اليهود. غايتنا من وراء هذا الكلام هو ما حصل في قصة مريم العذراء وابنها السيد المسيح عليهم السلام . حيث يخبرنا القرآن عن قصتهما بما ينسف كل ما ورد في الكتاب المقدس (الإنجيل).

الإنجيل يجعل من مريم العذراء امرأة هامشية فهي مجرد وعاء حملت بالسيد المسيح وانتهى دورها ، اما الدور الحقيقي فقد نسبوه ليوسف، فجعلوه أبا للسيد المسيح ، وأنه هو الذي وقف بوجه قيصر الروم وانقذ مريم وابنها من الذبح مخاطرا بحياته وأن الوحي كان ينزل عليه ليرشده وليس على مريم او ابنها السيد المسيح. ففي إنجيل متى يقول : (يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح). (2)

ففي هذا النص يزعمون أن السيد المسيح هو ابن يوسف النجار.بينما يذهب القرآن إلى أن السيد المسيح كان معجزة إلهية فلا أب لهُ. ولكن الإنجيل يبقى مصرا على الخطأ حيث يذكر لنا متى أيضا بأن الشائع عند اليهود أن عيسى هو ابن يوسف النجار وأن له اخوة من أمه مريم كما نقرأ : (أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟).(3)

القرآن ينفي زواج مريم نفيا قاطعا ويقول : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها ). (4) ومريم نفسها تؤكد عفتها وتنفي أن يكون بشر قد مسّها : ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ). (5) فنفت مريم أن تكون متزوجة ، ونفت أيضا التهمة التي الصقها بها يوسف النجار من أنها زانية كما يذكر الإنجيل (فيوسف رجلها ، لم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرا).(5) فيوسف كما يزعم الإنجيل اكتشف خيانة مريم وحملها قبل أن يدخل بها، فاتهمها بالزنا وقرر عدم التشهير بها وأن يطردها من بيته سرا. ولكن القرآن ينفي كل ذلك ويدلنا على أن الذي تكفل بمريم هو زكريا وليس يوسف (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا). (7)

فالقرآن يخبرنا بأن من تكفّل بمريم هما الله تعالى والنبي زكريا .ولكن اليهود لا يعجبهم ذلك ، فحدثُ بهذا الحجم لابد ان ينسبوه لانفسهم او يجعلون لهم فيه ذكرا ، فوضعوا يوسف النجار في قصة مريم، وهو الذي اتهمها بالزنا وقرر طردها ، وكذلك نسبوا إليه منقبة آخرى بأن جعلوه الفدائي الذي قرر التضحية بحياته من أجل انقاذ مريم وابنها عيسى الذي قرر القيصر قتله عندما سمع بمولده كما يقول متى : (ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
سلمان الفارسي شخصية حيّرت المسيحية.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف