من قُتل على شاطئ الفرات؟ حوار مع قسيس.

2021/08/25

من قُتل على شاطئ ألفرات؟ حوار مع قسيس.
مصطفى الهادي.
عندما كتبت مواضيعي حول شهادة الامام الحسين عليه السلام وأن الواقعة كلها مذكورة في التوراة وفي سفر النبي إرمياء ، وتم مناقشة ذلك على الانترنت ، كتب لي قسيس قبطي من مصر قائلا: (هيه اي هونطه ، شو علاقة الحسين بالكتاب المقدس، يعني انت حتقدر تقضي على المسيحية). فكتبت له : وأنت ماذا تقول في نص إرمياء وغيره الذي يقول بأن هناك ذبيحة مقدسة (لله) سوف تقع على شاطئ الفرات).
فقال : المعركة وقعت على شاطئ الفرات بين فرعون نخو ، وبختراصر ولا علاقة لها بالحسين ولا كربلاء). فقلت له ولكن لماذا اجمع المفسرون المسيحيون على أن الذبيحة التي ستقع على الفرات هو (يسوع المسيح). فصعق القسيس وقال : اتحداك اين ذلك ؟ فوضعت له نصوص كثيرة عن المفسرين المسيحيين يقولون بأن الذبيحة هو يسوع المسيح . فسكت.
ثم قال : نعم يجوز ان نقول ذلك ، لأن يسوع المسيح قدم دمه فداءا للناس. فقلت له : وهل يسوع المسيح تم ذبحه. وهل ذُبح على نهر الفرات؟ فسكت . فأردفت وقلت : لماذا تقولون بأن السيد المسيح هو المقصود بذبيحة الفرات مع أن النص نزل قبل المسيح بأكثر من الف عام ولم يذكره سوى النبي إرمياء.وعندما نقول نحن أن النص نبوءة لم تتحقق إلا في العراق في منطقة يُقال لها كربلاء ولم يُذبح على طول شاطئ الفرات شخص غير الحسين، تزعلون وتعتبرون ذلك محاولة للقضاء على المسيحية مع أن النص لا علاقة له بالمسيحية لأنه نبوءة توراتية، ولم يرد لها ذكر في الإنجيل.
ثم قلت له : السيد المسيح لم يُذبح بل حسب عقيدتكم تم صلبه على شجرة او وتد او خشبة او صليب. بينما نص إرمياء يقول بأن المقتول على شاطئ الفرات يُطلق عليه (ذبيحة للرب). فمتى كانت ذبائح الوثنيين مقدسة عند الله؟
فاختفى، واعطاني منع.
لقد كتب الكثيرون حول نص إرمياء ومن هو سوف يقتل على شاطئ الفرات، واذكر منهم انطوان بارا، والسيد البدري ، والسيدة إيزابيل بنيامين التي كتبت اشهر مواضيعها بهذا المجال. وهناك كثيرون كتبوا وعلّقوا. ولكني سبقت الجميع إلى طرح هذا الموضوع حيث نشرته في آواخر التسعينات في موقع شبكة هجر الثقافية. وموقع يا حسين ، ومنتديات أهل البيت.
لقد طلبنا وبكل احترام من المسيحيين أن لا يستخدموا اسلوب التشنج والتشكيك بما يُطرح إلا بعد التأكد من حجتهم والرجوع إلى مصادرهم ، ولكنهم كعادتهم في قلب الحقائق وتحريفها ينسفون النص ولا يُقدمون بديلا له.
نهر الفرات طويل جدا من مصبه إلى نهايته في البصرة . والمعركة وقعت على شواطئه . صحيح أن النص لم يذكر اسماء او يحدد مكان ، ولكن بالرجوع إلى كل ما قيل عن معركة شاطئ الفرات التي وصفها النبي إرمياء بقوله (للسيد رب الجنود ذبيحة عند نهر الفرات).لم نجد اي معركة وقعت على شواطئه تم وصفها بأنها ذبيحة مقدسة لله. فلم تنطبق إلا على واقعة كربلاء ومن هنا جاءت الاشارات من النبي وآل البيت عليهم السلام وبعض علماء اليهود ، من أن الحسين هو الذبيح الذي سيُقتل على شاطئ الفرات.(1)
المصادر:
1- روى الامام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده عن رسول الله انه قال : (أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات). اضافة إلى رواية كعب الأحبار الذي قال عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء : (ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين فقلنا هذا هو لأننا نروي ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان). الصدوق: الأمالي، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة 1417ه‍ ، مجلس 29 رقم 4 ص224. و الطبراني ، المعجم الكبير ح 85.
أخترنا لك
ما قلّ ودلّ . من أوهام التوراة.مصطفى الهادي

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة