لمباهلة والكيل بمكيالين .
مصطفى الهادي .
من اعاجيب الكيل بمكيالين أن قصة أسماء بنت أبي بكر الملقبة بـ (ذات
النطاقين). لم تثبت وليس لها اي مصداقية. لأنها قصة قام بتأليفها
وفبركتها أسماء وعائشة ، فلم ترد الرواية عن طريق آخر. اضافة إلى ذلك
أنها قصة ورواية خيالية وليس من روايات رسول الله صلوات الله عليه
وآله ولا أحاديثه ابدا. ولكننا نرى التطبيل والتزمير حتى أنهم ادرجوا
هذه القصة في كبار صحاحهم ومؤلفاتهم واتذكر انها كانت تُفرض للتدريس
في المدارس . ومن اهم نقاط كذب هذه الرواية .
أولا : أن اسماء بنت ابي بكر كانت مع زوجها الزبير بن العوام في
المدينة فقد هاجر الزبير وزوجاته الأربعة قبل هجرة رسول الله (ص)
.
الثاني : أن المسافة بين جبل ثور الذي فيه الغار وبين مكة كبيرة لا
تتحملها امرأة تسير وحدها في الصحراء لإيصال الطعام. اضافة إلى انتشار
المشركين في كل زاوية بحثا عن النبي .
الثالث : لقد اضافوا على القصة امور هوليودية منها مثلا : ان راعي
للأغنام كان يسير خلف اسماء ليخفي آثار أقدامها لكي لا يستدل بها كفار
قريش على مكان النبي.
وقد اعتبر اهل السنة هذه القصة من أكبر فضائل آل أبي بكر من دون النظر
في مصداقياتها وانا ليست حديثا نبويا ولا حديثا قدسيا ، بل رواية
اختلقتها اسماء واختها عائشة.
ولكن ؟ !
عندما يرد في روايات ثابتة واحاديث متواترة عن رسول الله صلوات الله
عليه وآله ، وكذلك يرد اثر في القرآن الكريم عن يوم المباهلة مع نصارى
نجران ، وأن الرسول باهل بأهل بيته (علي وفاطمة والحسن والحسين). تخرج
لك أصوات نشاز تقول أن المباهلة لم تصح وأن القرآن لم يُبين لنا اسماء
من باهل بهم النبي. وحتى لو حصلت المباهلة فإنها ليست فضيلة ولا ميزة
يتميز بها آل البيت عليهم السلام.
قال عتلّهم الزنيم ابن تيمية (ليس في المباهلة دلالة على أن آل بيته
أفضل هذه الأمة. ولا دلالة على الامامة ولا على الأفضلية).(1) منهاج
السنة النبوية ، ابن تيمية ج7 ص : 123. وهكذا تلاقف أهل السنة هذيان
ابن تيمية ونسجوا على منواله على الرغم من اعتراف ابن تيمية في مكان
آخر بأن حديث وآيات وروايات المباهلة صحيحة وردت في الصحاح ، فيقول :
(أما أخذه علياً وفاطمة والحسن والحسين في المباهلة فحديث صحيح رواه
مسلم عن سعد بن أبي وقاص).
قال تعالى : (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل
لعنة الله على الكاذبين).(2) سورة أل عمران آية : 61.
