
دراسة.
مصطفى الهادي.









ولكن بالمقابل فإننا نستفيد من كامل نصوص الكتاب المقدس بأن الذي يمسح الكهنة هم الانبياء. وكلمة يمسح هنا تُفيد إلى (التنصيب والتعيين والاستخلاف) والمسح على الرأس بالدهن هو رمز لذلك ، فلم يثبت لنا أن شخصا عاديا قام بتنصيب او مسح خليفة او نبي او وصي بالدهن فيصبح بذلك مُمثل ارادة الله في الأرض.لأن الله يعلم حيث يجعل رسالته.(11)

الأول : أن الذي مسح السيد المسيح بالزيت هو مريم اخت لعازر كما يقول يوحنا : (ومريم اخت لعازر هي التي دهنت الرب ومسحت رجليه بطيب).(12)
الثاني : يذكر الإنجيل بأن الكثير تم مسحهم وأن الله هو الذي مسحهم ، كما نقرأ في كورنثوس الثانية : ( الذي مسحنا ليثبتنا معكم في المسيح هو الله).(13) فهنا عدد كبير من الممسوحين.
الثالث : لم يرد عن السيد المسيح ولا عن احد من تلاميذه انهم قالوا بأن الله مسح عيسى بالزيت او بغيره ، ولكن بعد رحيل السيد المسيح بسنوات طويلة ظهر لنا بولص شاول الطرسوسي مخرّب المسيحية ليزعم أن الله مسح يسوع كما نقرأ في العبرانيين : (أحببت البر وأبغضت لإثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج).(14) طبعا وهذا النص نسخة كوبي من التوراة اقتبسه بولص من المزامير ووضعه في الإنجيل لكي يزعم أن المسيح مُسح بزيت فيقول في مزامير التوراة : (من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج).(15)









1- ورد في الرواية عن النبي (ص) أنه قال : (إني أولى الناس بعيسى ابن مريم . ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال).
2- إنجيل يوحنا 5 : 43. ونفس التحذير اطلقه نبينا (ص) عندما قال : (يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة (المسيح) الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة. يا عباد الله فاثبتوا).
3- يقول كتاب النقد الكتابي من مكتبة الكتب المسيحية أ.حلمي القمص يعقوب : مسيح الرب : (شاع استخدام الزيت أو الدهن للمسح في بني إسرائيل فكانوا يمسحون الملوك والكهنة والأنبياء . فعندما اختار الله شاول مسحهُ صموئيل وصب الدهن على رأسه وقبّله : فدعي مسيح الرب). ويُصنع الدهن المقدس من أفخر أنواع العطور والأطياب وهو حسب قول التوراة وصفة إلهية انزلها على موسى كما نقرأ : (وقال الرب لموسى: تأخذ أفخر الأطياب. مراً قاطرا. وقرفة عطرة. وقصب الذريرة ، وسليخة، وزيت الزيتون ، تصنعهُ زيتا مقدسا للمسحة). سفر الخروج 30 : 22 ـ 31.
4- كتاب الخلفية العقيدية واللاهوتية للكتاب المقدس الراهب القمص بطرس البراموسي: السيد المسيح ممسوح من الروح القدس.
5- إنجيل متى 16 : 13 ـ 17.
6- كما نقرأ في إنجيل متى 13 : 55. (أليس هذا ابن النجار؟ اليست أمه تدعى مريم).
7- تيموثاوس الأولى 3:16.
8- إنجيل متى 26 : 74.
9- سفر إشعياء 45 : 1.
10- تكرر هذا التحذير مرتين في إنجيل مرقص: 13 : 22. وفي إنجيل متى 24 : 24.
11- سورة الانعام آية : 124.فقد كان في الأديان تنصيب الائمة او الخلفاء حواريين او اسباط كان بإذن الله وبتبليغ من النبي لأمته.
12- إنجيل يوحنا 11 : 2.
13- رسالة بولص الثانية كورنثوس 1 : 21.
14- رسالة بولص إلى العبرانيين 1 : 9.
15- سفر المزامير 45 : 7.
16- سفر الخروج 30 : 26 ـ 30.
17- انظر معجم المعاني الجامع (مسح) و لسان العرب ج6 و تاج العروس ج2 ص : 224 . و المعجم الوسيط ج2 ص : 903.قالوا بالمجمل : أمساحٌ ومسوحٌ الكساء من شعر وهو ثوب الراهب. ومنه : المفعول به ممسوح ومسيح.وفي لسان العرب : ثوب أو كساء من الشعر الغليظ. وقال في تاج العروس : وقيل به سُمّي عيسى عليه السلام للبسة البلاس الأسود تقشفا، وفي المعجم الوسيط : اطلق المسح على ثوب الراهب.والراهب إنما لبس المسح تأسيا بسيده المسيح.
18- سفر دانيال 9 : 3.
29- انظر قاموس الكتاب المقدس ، دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة مسيحي.وكذلك انظر سفر أعمال الرسل 11 : 26. حيث يقول : (ودعي التلاميذ في أنطاكية مسيحيين).
20- آل عمران : 52.
21- سورة البقرة آية : 62.
22- ومن أكبر بركاته أنه مسح وبارك خمس ارغفة من الخبز وسمكتين، فأكل منها خمسة آلاف إنسان حتى شبعوا وحملوا الباقي في اثنا عشر قفة.إنجيل لوقا 9 : 16.
23- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 13 : 17.
24- رسالة يوحنا الأولى 4 : 3.