
مصطفى الهادي.
(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات).(1)



المتابع لسيرة نساء النبي جميعا يرى أن هناك تفاوتا في سلوكهن، فمنهن المؤمنات الصالحات اخلاقا ودينا وسلوكا وحسن معاشرة (إن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما).(2) المحسنات فقط .










فأين عائشة من ذلك ؟


وبعد وفاته صلوات الله عليه وآله ، كانت تقود المعارضة ضد الخليفة عثمان وتسببت في مقتله لا بل أفتت بقتله. وأشعلت حربا ضروس راح ضحيتها اكثر من عشرين ألف من المسلمين في حرب الجمل. وقد اصحرت بعدم حبها لآل بيت رسول الله عندما منعت دفن الحسن مع جده وقالت : (لا تدفنوا من لا أحب في بيتي).(14) فهي لا تحب سيّد شباب اهل الجنة وخامس اهل الكساء وحفيد رسول الله (ص).وعندما سمعت أن الخلافة آلت إلى علي ابن ابي طالب (ع) تمنت أن تنطبق السماء على الأرض.(15) ثم يقولون تابت وقبل الله توبتها ، فهل هذه افعال من تاب ؟


1- سورة فاطر آية : 19.
2- سورة الاحزاب آية : 29.
3- سورة الأحزاب آية : 50.
4- ليس القرآن وحده من قال بذلك بل أن جميع الكتب السماوية استخدمت لفظ (المرأة) في وصف الزوجات العاصيات أو اللاتي يعانين من خلل في العلاقة مع ازواجهن بصورة ما.
5- صحيح البخاري كتاب النكاح باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها حديث رقم : 4895. وحتى بعد وفاة النبي كان الصحابة يضعون تهديد الله تعالى لها امام عيون عائشة كما حصل عندما امرت عائشة بقتل عثمان وأخذت تصيح في سكك المدينة (اقتلوا نعثلا فقد كفر).فقال عثمان لها (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) تعريضا بها وأنهما ليستا زوجاته بل امرأتيه.انظر المحصول في علم أصول الفقه، للفخر الرازي ج4 ص :492.
6- مقاتل الطالبيين، أبوالفرج علي بن الحسين الأصفهاني ج1، ص11.
7- سورة التحريم آية : 4. وعلى رغم التهديدات الإلهية بالطلاق لهما إلا أن المرأتين لم تتوبا من أذية رسول الله (ص) وبقيتا على أداء دورهما التخريبي من داخل بيت النبوة وهو التجسس لصالح أبويهما ومن يقف ورائهما من متآمرين. ودليل عدم توبتهما هو انتقالهما بالعداء من رسول الله (ص) إلى آل بيته عليهم السلام وهو ما تجسد في افعال اجرامية ضدهم بعد رحيل رسول الله (ص). ناهيك عن التجسس الذي اخبرنا القرآن به عن المرأتين في قوله تعالى : (وإذ اسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما انبأت به اظهره الله).
8- الكشاف للزمخشري، ج7 ص : 97.
9- سورة الاحزاب آية : 57.تفسير الميزان الطباطبائي ج 19 ص : 331.
10- اختلف اهل السنة في المقصود بأهل البيت فقال بعضهم أنهم نساء النبي ـ وهم الخط الأموي ـ وقال البعض الآخر: الخطاب خاص بالنبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. انظر :سنن الترمذي ج5 ص:699، رقم الحديث : 3872. وابن حجر والطحاوي في تفسيره وغيرهم ، وصحح الحديث : الألباني.
11- عمدة القاري بشرح صحيح البخاري و مسند الامام أحمد، وصحيح البخاري. باب غيرة نساء النبي طبعة 1993. عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها! فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال: لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، أمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء).قال ابن حجر : وقد أثنى النبي (ص) على خديجة ما لم يثن على أحد غيرها. الإصابة ابن حجر، ج8 ص103.
12- وهو قوله تعالى : (فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن).البقرة: 222.وكذلك هي التي رفعت صوتها على النبي بينما القرآن يقول : (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي).
13- اخرج عبد الرزاق في مصنفه بسنده عن عائشة قالت: (ما شعرنا بدفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل). المصنف ج 3 ص: 339.
14- اتفق السنة والشيعة على أن عائشة منعت دفن الحسن مع جده حتى كادت الفتنة ان تقع وخرجت عائشة على بغلة شهباء وهي تصيح : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي.انظر من الشيعة الشيخ الكليني في الكافي ج1 ص : 302. ومن السنة جمهرة كبيرة منهم الذهبي في سير الأعلام ج3 ص : 75.واليعقوبي في تاريخه ج2 ص:225.والغريب أن عائشة سمعت النبي يقول : (اللهم إن هذا ابني وأنا أحبه فأحببه وأحب من يحبه).
15- تاريخ اليعقوبي: ج٢ ص: ١٨٠؛ أنساب الأشراف: ج٣ ص : ١٨ و شرح نهج البلاغة ج ٦ ص : ٢١٥.