(اني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) .
لم يستطيعوا ان يتغلبوا على الشيعة في اماكن كثيرة من العالم ، في
اليمن ، في سوريا ، في لبنان ، في إيران ، في العراق ــ طبعا لا اقصد
شيعة الحكم في العراق ــ ، وفي كل مكان وجدوا فيه الشيعة لاقوا صعوبات
في تمرير مشاريعهم . فأوعزوا إلى حركاتهم المتطرفة أن تضرب الشيعة في
كل مكان وقاموا بتمويل وتجهيز هذه القطعان الحيوانية المنفلتة
وتدريبها وتسليحها ثم اطلقوها هنا وهناك. ولكن مع ذلك وجدوا صعوبة في
دحر الشيعة لا بل اصيبوا بخيبات أمل كبيرة وفشلت مشاريعهم على يد هذه
الفئة الصغيرة المؤمنة الصابرة.
واليوم يتكرر نفس المشهد الدموي في افغانستان على الشيعة الأوزبك
والشيعة الهزارة. فكانت باميان ودولة آباد شاهد على تلك المجازر التي
اصابت العالم بصدمة كبيرة. فلا يمر عاشوراء إلا وتصطبغ الأرض بدمائهم
والجدران باشلائهم.
وقد اعتقد الشيعة هناك بأنهم سوف يرتاحون بعد أن انتهى حكم طالبان سنة
2001، ولكن العكس كان صحيحا حيث شنت الجماعات السنّية المطرفة السلفية
والوهابية هجوما آخر كانت فيه التفجيرات والمفخخات والاحزمة الناسفة
والذبح من اكبر معالمها.
وفي سنة 2016 تدخلت داعش لتصب النار على الزيت فبدأت تفجيرات داعش
وكان اولها تفجير انتحاري كبير ادى إلى مقتل 97 وجرح 267. وهكذا تتالت
مذابح داعش فبدأت مجازر المساجد فكان انفجار مسجد كارتي ساخي في حي
الجامعة في غرب العاصمة الأفغانية والذي أدى إلى مقتل وجرح المئآت ثم
مسجد ملك شاهي شمال افغانستان وقدّر ناشط السلام، علي رضا أن في كل
شهر يقتل في المتوسط 43 شيعيا.
واليوم حصل ما لم يكن في الحسبان فقد سمحوا لطالبان ان تحتل ولاية
دولة آباد كلها فقد نقلت وكالات الانباء ومنها وكالة انباء الاناضول
خبرا تقول فيه (فرضت حركة طالبان، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة "دولت
أباد" التابعة لولاية فارياب شمالي أفغانستان، بعد هجوم شنته
عليها).
فماذا يعني ذلك ؟
هذا يعني أن المجازر بحق الشيعة الهزارة والأزبك الموجودين بكثرة في
دولة آباد ستعود مرة أخرى على يد شراذم خلق الله. ولكن ليس مثل ما حصل
ايام حكم طالبان الأول ، لأن إيران قامت بارسال الخبراء والسلاح لهم
ودربتهم فهم على ما يبدو مستعدين لذلك ولكن ارادة الغرب الأمريكي هي
من اعادت طالبان إلى هذه المنطقة يوم الثلاثاء الماضي . ناهيك عن وجود
الفتوى المباركة بمقاتلة داعش في كل مكان. وقد ادت عودة طالبان إلى
تضامن الشيعة واتحادهم هناك تحسبا لما سوف يحصل وقد أعلن الحاج محمد
محقق، زعيم حزب الوحدة الشيعي في أفغانستان، عن تضامنه مع جماعة
الهزارة . وكذلك انظم الشيعة الأوزبك إلى هذا الحلف.
تتكون ولاية فارياب في دولة آباد من المذاهب السنية والشيعية وهم :
البشتون والطاجيك سنّة/ والهزارة والأوزبك شيعة.
وعلى الرغم من قيام المظاهرات والاحتجاجات في مدن مختلفة حول العالم،
لإدانة اعمال العنف ضد الهزارة فكانت التظاهرات في أستراليا وأوروبا
الغربية وأمريكا الشمالية وكذلك في أفغانستان على هذه عمليات القتل
وصمت المجتمع الدولي. ونظرا لما حصل للشيعة هناك فقد تم توثيق اضطهاد
الهزارة من قبل الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس
ووتش، واللجنة الآسيوية لحقوق الإنسان، ولجنة حقوق الإنسان في
باكستان، ولجنة أفغانستان المستقلة لحقوق الإنسان. على الرغم من كل
ذلك . فقد سمح هذا الغرب المنافق بعودة طالبان لهذه
المدينة.
اكرر ما قلته في الموضوع السابق الذي تم حجبه. ايها الشيعة في كل مكان
اعتبروا واستعدوا فإن امريكا وحلفائها لا يُغادروا منطقة إلا وقد
هيأوا لها الأسوأ. وما يجري اليوم في العراق خير دليل وشاهد على ذلك ،
بمباركة ومساعدة عملاء امريكا في الداخل.