بدعة التلوث الضجيجي . منع الاذان .
مصطفى الهادي.
من المعروف أن السعودية (الحجاز) ومصر لهما ثقل كبير في وجدان العالم
الإسلامي، وهذا ما يعرفه أعداء الإسلام ولذلك سعوا جاهدين للاستيلاء
على هاتين الدولتين والهيمنة على قراراتهما الدينية والسياسية عبر
وكلاء وعملاء لا يتورعون عن ارتكاب ابشع الجرائم من اجل فروجهم
وكروشهم. وقد رأينا مصاديق ذلك عبر فتاوى أدمت قلوب العالم الإسلامي
واهله.
كان أبو رقيبة الهالك اول زعيم عربي يمنع الاذان من فوق المنائر تحت
حجة (التلوث الضجيجي). ويوم أمس طالعتنا السعودية وعلى لسان كبار
مفتيها ورجال دينها وباجماعهم بأن مكبرات الصوت في المآذن يجب ان تقوم
بتخفيض صوت الأذان او يجب جعل الأذان والاقامة داخل المسجد وليس من
فوق المنائر . وقد قال كبير مفتي وخطيب مسجد قبّاء الدكتور سُليمان
الرحيلي استاذ الدراسات العليا بالجامعة الاسلامية : بأنه لا فائدة من
الاذان من المنائر عبر مكبرات الصوت ، لأن الناس في الشوارع لا
يستمعون له.
وكذلك افتوا بمنع اذاعة القرآن من مكبرات الصوت بحجة أن الناس ايضا لا
يستمعون له وهذا يُعتبر اهانة للقرآن والاذان.
واما مفتي المهلكة صالح الفوزان فقد قال : يجب أن يكون صوت القرآن
والاذان داخل المسجد فقط . والمخالف لذلك يتعرض لاشد
العقوبات.
ماهو رأي الشريعة الاسلامية بذلك .
أولا : ثبت من خلال الأحاديث أن بلال كان يؤذن من فوق سطح الكعبة. حتى
ازعج صوته المشركين.
ثانيا : ثبت أن الأصل رفع الصوت بالاذان . قال أبو سعيد الخدري : (
ارفع صوتَك بالنِّداء،(الاذان) فإنه لا يسمع صوتَ المؤذن جنٌّ ولا
إنسٌ ولا حجرٌ ولا شجرٌ إلا شهد له يوم القيامة سمعتُه من نبيكم عليه
الصلاة والسلام).(1)
ثالثا : ورد عن رسول الله (ص) (جعل الله لها من الثواب ما لو علم
الناس مقداره لتنافسوا عليه، فالمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم
القيامة، إذا ألجم الناس العرق؛ جزاء ما رفعوا أصواتهم بذكر الله بحيث
يسمعه القاصي والداني، ويشهد لهم يوم القيامة كل شيء سمع
أذانهم).(2)
الرابع اجماع الامة الاسلامية على رفع الصوت بالاذان
.(3)
الخامس : ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي (ص) قال : (المؤذن يُغفر
له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس).(4)
ختاما : فتوى الجامع الأزهر تقول : (الأذان بمكبرات الصوت لتبليغ من
بعده وغيره لا حرج فيه؛ لما في ذلك من المصلحة العامة جاز شرعاً
استعمال مكبر الصوت سواء ذلك في الخطبة والصلاة والوعظ وغير ذلك… وليس
هذا من البدعة المذمومة شرعاً، بل هو من أعمال البر والخير؛ لما يترتب
عليه من سماع من لا يسمع واتعاظه).(5)
إن السر في الخوف من الاذان هو جملة (الله اكبر) التي اصبحت شعارا
للمظلومين يرفعونها بوجه زعمائهم الخونة الظالمين. فما على هؤلاء
الزعماء إلا اسكات الاذان لكي لا يرعبهم او يزعجهم صباحا اثناء
نومهم.
ولكن لعلهُ من أغرب الأمور أن يتزامن منع الاذان في السعودية مع قيام
سلطة اليهود في فلسطين بمنع الاذان من فوق المآذن.
المصادر :
1- أبو سعيد الخدري مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما عند
البخاري برقم (584).
2- صحيح مسلم رقم الحديث (387).
3- أنظر المبسوط 1/138 والخرشي على مختصر خليل 1/232 والجموع 3/119 و
المغني 2/82.ومثله في كتب الشيعة.
4- رواه أبو داود (515) والنسائي (645) ابن ماجة (724) وصححه الألباني
في صحيح الجامع برقم (6644).
5- مجلة الأزهر، انظر: مجلة الأزهر، الجزء السادس المجلد الخامس
والعشرون ص714 وانظر كذلك ما ورد في: (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن
إبراهيم 2/127، المجلة العربية العدد121 صفر 1408هـ
ص12).
