أمة بلا شعائر أمةٌ ميّتة.
مصطفى الهادي.
(كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون). (1) الله هو الذي زيّن لكل امةٍ عملها فلا يحق لنا ان نُعيب على أمة ممارساتها فلا تنصبوا انفسكم قضاة لمحاسبة الناس.
(قد تجد في التاريخ مدنًا بلا أسوار ومدنًا بلا ملوك ومدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة بلا معبد أو بلا ديانة اوطقوس). (2) وتبقى هذه الطقوس اشرف وانظف وانزه من طقوس الفساد التي تمارسها عصابات السلطة واعوانهم . الفساد الذي يفتك بالعراق وأهله واشرف من القتل والمفخخات والكذب والمراوغة والغدر والخيانة التي تتفشى بين الناس حتى اصبح الانسان لايثق بأقربهم إليه. وكذلك اشرف من تفشي المخدرات والخمور والكبسلة والبغاء التي تجري في طول العراق وعرضه ولا من مصلح ولا من متدخل او منتقد. ثم يُطالب بعض المأزومين باصلاح الشعائر الدينية! إذا كنتم فعلا تُطالبون بالاصلاح ارفعوا شعار الامام الحسين عليه السلام (إنما خرجت لطلب الاصلاح) واصلحوا ما فسد من امر السلطة والدولة في جميع مرافقها لابل ليخرج احدكم عن عبادة هواه ويُصلح نفسه اولا فمتى ما فعلتم ذلك سوف تنصلح الأمور من ذاتها.
ليس كل الناس في مستوى واحد من التفكير ، الله خلقهم على هذه الحالة (ولو شاء ربُك لجعلَ الناسَ أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين غلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).(3)
دعو ما للناس للناس إن كنتم ترون في هذه الطقوس احراجا لكم دعو غيركم يُعبر عما في نفسه هي عشرة أيام فقط. اليس في ذلك تعبير نظيف شريف نزيه عن الحرية الفردية او الجماعية التي ترعب الاعداء . هذه الشعائر تستمد مفرداتها مما جرى على أرض الواقع في كربلاء فآل بيت رسول الله (ص) تعرضوا لشتى انواع المحن والبلاء والعذاب النفسي والجسدي من اجل إحياء ما تبقى من الدين الذي ذهب على أيدي أغيلمة من قريش (4)
هذه المفردات هي : (سلاسل ، وسياط ، وقطع رؤوس وادمائها واسر وربط بالحبال وحرق بالنيران وسبي وعطش وجوع وخوف) . وهذه المفردات تتجسد في الوجدان الشعبي عفويا كل عام في كل بقعة وجد فيها موالٍ محبٍ لأل البيت عليهم السلام. فلا احد يجبر أحد على ضرب السلاسل او اللطم او التطبير او المشي على النار أنها الممارسات العفوية التي تنطلق من وجدان كل موال بلا إكراه او طمع ، لا بل أنك لو حاولت منعها لرأيت رفضا وصدا من الممارسين.
شعبٌ بلا طقوس او شعائر شعبٌ ميّت لا إحساس فيه وهذا يشمل جميع الأديان وحتى السياسة. لكل شيء في هذا العالم طقوس وشعائر تختلف بين امة وامه وشعبٌ وشعب كلٌ حسب ثقافته ووعيه .مثلا نحن هنا في أوربا نُشاهد الكثير من الطقوس المختلفة التي تجري في المناسبات مثل : اليوهانانس ، اليولو، إيتسانايسوس بيفا والهالويين. حيث يقوم الملايين بتلطيخ انفسهم بالدماء والظهور بمظاهر مرعبة مخيفة وسط الشوارع والساحات والحدائق العامة وهم يحملون جثث اطفال مدماة.والتي استوحت السينما من هذه الاحتفالات افلام (زومبي).
كل من وقف ضد هذه المعتقدات الشعبية الدينية زال ، ذهب ، انقرض ، وهذه الشعائر باقية ووتيرتها تتصاعد كل عام وكأنها تسعى بشعور فطري نحو هدف سامٍ يوحد البشرية لتحقيق وعد خطته السماء سفك الأنبياء والمصلحون دمائهم من اجله وسار على خطاهم الحسين وبقية الائمة والمخلصين من شيعتهم.
(كل يوم كربلاء ، وكل أرض عاشوراء وكل ما عندنا من كربلاء) دم الحسين ودموع الباكين عليه احدثت طوفانا ازاح امبراطورية استمرت ثلاث آلاف عام كان شعارهم (لبيك يا حسين) واولد الحرس الثوري واولد انصار الله واولد حزب الله واولد الحشد الشعبي ولا يزال يتمخض لولادة انصار المهدي عما قريب .
هذه الممارسات الدينية هي من زرعت الحس الثوري في نفوس المظلومين والمسحوقين لانها تستمد مقومات وجودها من المظلوم الاول الشهيد الامام الحسين عليه السلام الذي أرسى بدمه قواعد النهضة على الظالمين لا بل قرأت ورأيت ان الكثير من علماء الأديان وفلاسفتها اثنوا على هذه الثورة ولربما لعنفوانها اثرٌ في نهضتهم.
المصادر :
1- سورة الأنعام آية : 108.
2- قال المؤرخ الإغريقي (بلوتاك): (قد تجد في التاريخ مدنًا بلا أسوار ومدنًا بلا ملوك ومدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة بلا معبد أو بلا ديانة).
3- سورة هود، آية: 117-118. والاختلاف بين الناس له اربع امور: بسبب اختلاف مصادر المعرفة من شخصٍ لآخر. كلٌّ ينظر إلى الأمر من جانب مختلف. صعوبة إدراك بعض الأشخاص للقضايا والإحاطة بكاملِ الموضوع.اتباع بعض الناس لأهوائهم ورغباتهم .•التقليد الأعمى الذي يؤدي إلى التعصب للرأي .
4- وهو قول الرسول (ص) في الحديث المشهور : (فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش).او في رواية أخرى (هلاك امتي على يد أغيلمة سفهاء من قريش). انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري حديث رقم : 6649.
مصطفى الهادي.
(كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون). (1) الله هو الذي زيّن لكل امةٍ عملها فلا يحق لنا ان نُعيب على أمة ممارساتها فلا تنصبوا انفسكم قضاة لمحاسبة الناس.
(قد تجد في التاريخ مدنًا بلا أسوار ومدنًا بلا ملوك ومدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة بلا معبد أو بلا ديانة اوطقوس). (2) وتبقى هذه الطقوس اشرف وانظف وانزه من طقوس الفساد التي تمارسها عصابات السلطة واعوانهم . الفساد الذي يفتك بالعراق وأهله واشرف من القتل والمفخخات والكذب والمراوغة والغدر والخيانة التي تتفشى بين الناس حتى اصبح الانسان لايثق بأقربهم إليه. وكذلك اشرف من تفشي المخدرات والخمور والكبسلة والبغاء التي تجري في طول العراق وعرضه ولا من مصلح ولا من متدخل او منتقد. ثم يُطالب بعض المأزومين باصلاح الشعائر الدينية! إذا كنتم فعلا تُطالبون بالاصلاح ارفعوا شعار الامام الحسين عليه السلام (إنما خرجت لطلب الاصلاح) واصلحوا ما فسد من امر السلطة والدولة في جميع مرافقها لابل ليخرج احدكم عن عبادة هواه ويُصلح نفسه اولا فمتى ما فعلتم ذلك سوف تنصلح الأمور من ذاتها.
ليس كل الناس في مستوى واحد من التفكير ، الله خلقهم على هذه الحالة (ولو شاء ربُك لجعلَ الناسَ أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين غلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).(3)
دعو ما للناس للناس إن كنتم ترون في هذه الطقوس احراجا لكم دعو غيركم يُعبر عما في نفسه هي عشرة أيام فقط. اليس في ذلك تعبير نظيف شريف نزيه عن الحرية الفردية او الجماعية التي ترعب الاعداء . هذه الشعائر تستمد مفرداتها مما جرى على أرض الواقع في كربلاء فآل بيت رسول الله (ص) تعرضوا لشتى انواع المحن والبلاء والعذاب النفسي والجسدي من اجل إحياء ما تبقى من الدين الذي ذهب على أيدي أغيلمة من قريش (4)
هذه المفردات هي : (سلاسل ، وسياط ، وقطع رؤوس وادمائها واسر وربط بالحبال وحرق بالنيران وسبي وعطش وجوع وخوف) . وهذه المفردات تتجسد في الوجدان الشعبي عفويا كل عام في كل بقعة وجد فيها موالٍ محبٍ لأل البيت عليهم السلام. فلا احد يجبر أحد على ضرب السلاسل او اللطم او التطبير او المشي على النار أنها الممارسات العفوية التي تنطلق من وجدان كل موال بلا إكراه او طمع ، لا بل أنك لو حاولت منعها لرأيت رفضا وصدا من الممارسين.
شعبٌ بلا طقوس او شعائر شعبٌ ميّت لا إحساس فيه وهذا يشمل جميع الأديان وحتى السياسة. لكل شيء في هذا العالم طقوس وشعائر تختلف بين امة وامه وشعبٌ وشعب كلٌ حسب ثقافته ووعيه .مثلا نحن هنا في أوربا نُشاهد الكثير من الطقوس المختلفة التي تجري في المناسبات مثل : اليوهانانس ، اليولو، إيتسانايسوس بيفا والهالويين. حيث يقوم الملايين بتلطيخ انفسهم بالدماء والظهور بمظاهر مرعبة مخيفة وسط الشوارع والساحات والحدائق العامة وهم يحملون جثث اطفال مدماة.والتي استوحت السينما من هذه الاحتفالات افلام (زومبي).
كل من وقف ضد هذه المعتقدات الشعبية الدينية زال ، ذهب ، انقرض ، وهذه الشعائر باقية ووتيرتها تتصاعد كل عام وكأنها تسعى بشعور فطري نحو هدف سامٍ يوحد البشرية لتحقيق وعد خطته السماء سفك الأنبياء والمصلحون دمائهم من اجله وسار على خطاهم الحسين وبقية الائمة والمخلصين من شيعتهم.
(كل يوم كربلاء ، وكل أرض عاشوراء وكل ما عندنا من كربلاء) دم الحسين ودموع الباكين عليه احدثت طوفانا ازاح امبراطورية استمرت ثلاث آلاف عام كان شعارهم (لبيك يا حسين) واولد الحرس الثوري واولد انصار الله واولد حزب الله واولد الحشد الشعبي ولا يزال يتمخض لولادة انصار المهدي عما قريب .
هذه الممارسات الدينية هي من زرعت الحس الثوري في نفوس المظلومين والمسحوقين لانها تستمد مقومات وجودها من المظلوم الاول الشهيد الامام الحسين عليه السلام الذي أرسى بدمه قواعد النهضة على الظالمين لا بل قرأت ورأيت ان الكثير من علماء الأديان وفلاسفتها اثنوا على هذه الثورة ولربما لعنفوانها اثرٌ في نهضتهم.
المصادر :
1- سورة الأنعام آية : 108.
2- قال المؤرخ الإغريقي (بلوتاك): (قد تجد في التاريخ مدنًا بلا أسوار ومدنًا بلا ملوك ومدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة بلا معبد أو بلا ديانة).
3- سورة هود، آية: 117-118. والاختلاف بين الناس له اربع امور: بسبب اختلاف مصادر المعرفة من شخصٍ لآخر. كلٌّ ينظر إلى الأمر من جانب مختلف. صعوبة إدراك بعض الأشخاص للقضايا والإحاطة بكاملِ الموضوع.اتباع بعض الناس لأهوائهم ورغباتهم .•التقليد الأعمى الذي يؤدي إلى التعصب للرأي .
4- وهو قول الرسول (ص) في الحديث المشهور : (فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش).او في رواية أخرى (هلاك امتي على يد أغيلمة سفهاء من قريش). انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري حديث رقم : 6649.