العلم والعلمانية في الميزان. مصطفى الهادي

2019/10/01

العلم والعلمانية في الميزان. مصطفى الهادي
مصطفى الهادي
الحق ان تقول رأيت ، والباطل أن تقول سمعت ولذلك قال الامام علي عليه السلام (بين الحق والباطل اربع اصابع). (1) فما نراه اليوم هو المقياس وليس ما نسمعه لأننا نسمع بكلمات كبيرة يردهها البعض ببلاهة من دون النظر ورائها مثل : (العصرية ، والتطور ، التنوير ، العلمانية ،الانفتاح ، الديمقراطية) وغيرها ، ولكننا نرى نتاج هذه الكلمات الرنانة على عكس ما نسمعهُ.

قديما قيل : العلم نور والجهل ظلام ، وقد حث الدين على العلم فقال : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وحث على طلب العلم من المهد إلى اللحد. ولكن ايُ علمٍ نطلبه؟ اهي العلوم الموجودة بين أيدينا اليوم ؟

فلينظر أحدنا ماذا صنع العلم والعلمانية وما فعله ويفعله اهل العلم المتنورون العصريون المنفتحون المتحررون المتطورون ، تآمر تجسس خيانات وعالم مدمر حروب مروعة ، قتل وسفك دماء سرقات شعوب ثورات ظالمة شعارات تخديرية مثل التنوير و العلم وهم من افسد البشر والبيئة العلمانيون والعلماء سوف يُدمرون حضارتنا، ثقب الأوزون من فوق رءوسنا، رفع حرارة جو الأرض لتذوب الثلوج وتغرق مدننا الساحلية ، قتل مئات الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية وانقراض الكثير من الاصناف وأنى لنا أن نسترجعها، انتشار السرطانات والامراض الخطيرة الخبيثة، حتى المطر لم يسلم من عدوان العلم والعصرنة والتنوير، فقد جعل العلم المطر حامضيا يقتل الغابات ويسمم الأسماك في البحيرات. حروب دموية يذهب ضحيتها كل عام الملايين ، وتسابق محموم لصناعة افتك الاسلحة.(2)

اسلحة فتاكة كل يوم تتطور وتتجدد وخزينها هائل يكفي لتدمير الأرض مئآت المرات ، سياسات فاسدة ، حكّام مرضى فاشلون مجرمون ، بدع وخرافات وسائل اعلام خبيثة ماكرة، اقتصاد مريض مشلول امراض نفسية وووووو اكثرها انعدام الثقة بين الناس .فقد كان العلم سبباً في اختراع كل ما من شأنه أن يحصد ملايين الأرواح البشرية على سطح الكرة الأرضية، وتسبب في قيام وانهيار العديد من الدول والحضارات، واليوم فإن الخوف يطارد الناس من انهيار البشريّة جمعاء، فظهرت مؤلفات مثل (الكرة الأرضية العظيمة المأسوف عليها). (3) أو كتاب (انقراض الجنس البشري)و (هرمجدون معركة اليوم الأخير). او (قنبلة يوم القيامة). ناهيك عن رمي كلاب التنظيمات الإرهابية هنا وهناك لتُشيع الفوضى والرعب والخوف.

أروني شيئا صالحا اليوم فماذا في الغد ؟ كل هذا يحصل تحت إسم التنوير والعلم والعلمانية والتطور الذي يزعم البعض ان العلم سوف يحل مشاكل العالم وأنه بديل عن الدين . فإذا فعل التنوير والعلمنة كل هذا ، فماذا سوف يفعل الجهل؟

المصادر :
1- قال الامام علي في نهج البلاغة : (أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع) فسئل عليه السلام عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال: الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت. نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٢٤.

2- على اعتاب القرن العشرين وثلثه حصلت الحرب العالمية الأولى والثانية التي أدت إلى تدمير وخراب هائل في الحضارة وتسببت بقتل الملايين واعاقة الملايين وملايين المفقودين والمرضى هذه الحرب دارت على القارة الأوربية الأكثر تعليما وتحضرا وتقدما ورفاهية وعلما.

3- كتاب (آخر أعظم كرة أرضية ) للقس هول ليندسي الصادر عام ( 1970) والذي أردفه بكتاب آخر أسمه : (الكرة الأرضية العظيمة المأسوف عليها).
أخترنا لك
جذور مؤامرة قتل علي عليه السلام.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة