
مصطفى الهادي.


الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) أبوه أول الناس إسلاما ، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) سيدة نساء العالمين. وجدتهُ خديجة بنت خويلد زوج النبي (ص) وعمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وعمه الآخر جعفر الطيار ، يضاف إلى ذلك أن الحسين خامس أصحاب الكساء ، وسيد شباب أهل الجنة ، وأحد الأئمة الذين بشر بهم نبي الإسلام الذي قال في حقه وحق أخيه : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، وأنه مصباح الهدى ، وسفينة النجاة ، وقد نزل في الحسين من القرآن آيات كثيرة ، أوردها أصحاب السنن في مدوناتهم ، لابل أن هناك سورة في القرآن يطلقون عليها (سورة الحسين).

وأما يزيد ، فهو ابن معاوية بن أبي سفيان الطليق بن الطليق الذي أمر النبي بقتله إذا رأوه على منبره ، ولكن الناس لم يفعلوا ، وجدّته آكلة الأكباد التي شقت بطن حمزة عم النبي ، وأكلت كبده ، وجده الآخر أبو سفيان بن حرب ، الذي حارب الله ورسوله حتى دخل الإسلام نفاقا راغما خانعا . وسيرة يزيد معروفة للخاص والعام فهو يشرب الخمر علنا ، ويلعب بالقرود ، وينادم اليهود والنصارى ، ويلبس الحرير والذهب ، وأغلب المؤرخين يذهبون على أن يزيد تربى تربية نصرانية عند أخواله ، فهو بعيد عن الإسلام ، لا يتورع عن ارتكاب أي محرم من أجل ملذاته ، وهو الذي أمر بضرب الكعبة وتهديمها ، وهو الذي بادر بذبح الأطفال والنساء ، وكان جيشه يعيث بالأرض فسادا دون أن يردعهُ ، حتى قال بحقه بعض الصحابة : خرجنا من عند يزيد وقد خشينا أن ترجمنا السماء بالحجارة .يضاف إلى ذلك أنه من الشجرة الملعونة في القرآن التي أجمع المؤرخون على أنها نزلت في بني أمية.(1)
وأكثر يزيد من نظم الشعر في ذم الرسول ومدح الخمر والغناء مثل قوله :
معشر الندمـان قــومــوا واسمعـوا صـوت الأغانــي
واشـربــوا كأس مـــدام واتــركـوا ذكــر المثانـي
شغلتــني نغمـة العـــيدان عـــن صــــوت الأذان

عُليّة هـاتي وأعلني وتـرنمي بذلك إنّي لا أحــب التناجـيا
حديث أبي سفيان قدما سما بها إلى أُحدٍ حتى أقــام ألبواكيا
ألا هات اسقّيني على ذاك خمرة تخيرها العنسي كــرما شآميا
إذا ما نظرنا في أمـور قديمة وجدنـا حلالا شربـها متواليا
فان الذي حدّثت عن يوم بعثنا أحاديث خرافة تجعل القلب ساهيا
ولا بد لي من أن أزور محمدا بخمرة صفراء تروي عظاميا .(2)





1- تاريخ ابن عساكر ، وكنز العمال ج13 ص 112 . تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 220 .الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة ج1 ص 170. وغيرها من مصادر.
2- معالم المدرستين للعلامة السيد مرتضى العسكري ، ج3 ص 20 ط 2 .
3- الأغاني ج16 ص 68 .
4- ابن كثير ج8 ص 436 .وفي ذلك روايتان. الأولى تقول بأن يزيد مات بسبب عضة القرد. وأخرى تقول بأن فرس يزيد خافت من القرد فجمحت به فسقط وبقى قدمه معلقا بالركاب والفرس تركض إلى أن تقطع لحمه ومات.