كلما عاهدوا
عهدا نقضوه.
مصطفى الهادي.
احد أهم مطالب حما س
وحركات المقاو مة في فلس طين أن تقوم إسرا ئيل بتوقيع
تعهد خطي تلتزم به بالاتفاق.
كم مرَّةٍ عضَّ اليهو د
يدًا امتدَّت إليهم بالسلام! وكم مرةٍ نقَض اليهو د
عهودًا أبرموها، ومواثيق عقدوها ليس القرآن وحده من يصفهم
بنقض العهود، بل تورا تهم تصفهم على لسان مو سى (نكثوا
العهد والحلف الذي حلفوه).(1)
وكذلك الإ نجيل أيضا
يصفهم بنقض العهود فيقول في العبرا نيين (العهد الذي
عملته مع آبائهم ، لم يثبتوا في عهدي وأنا
أهملتهم).(2)
ثم جاء القرآن مؤكدا لكل ما جاء في
التور اة والإ نجيل بحقهم فأثبت عليهم نقضهم للعهود فيقول
: (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل
مرة).(3).
وقال تعالى عنهم :
(أوكلما عاهدوا عهدا نبذهُ فريقٌ منهم بل أكثرهم لا
يؤمنون).(4)
الغريب أن التاريخ
الإسلامي يذكر وقائع عاهد فيها اليه ود رسول الله (ص)
وكتب بينهُ وبينهم كتابا حين وصل المدينة، فهل التزموا
بذلك؟ وهل احترموا مواثيقهم.كلا . فقد غدر يهو د بني
قينقاع بعد سنة واحدة عندما حانت لهم فرصة الغدر. ثم غدر
يهو د بني النضير بعد غزوة أحد، حيث استغلوا ما أصاب
المسلمين في تلك المعركة. ثم غدر بنو قريظة في أشد الظروف
وأحلكها على المسلمين يوم الأحزاب.
يبرم اليهو د العهود
والمواثيق ويوقعونها مع غيرهم على أنها للضرورة ولغرض
مرحلي، ولمقتضيات مصلحة آنية، فإذا استنفذ الغرض المرحلي
وتمكنوا نقضوا عهودهم ومواثيقهم التي أعطوها من غير
الشعور بأي قيم أخلاقية أو أدبية ولا مواثيق
دولية.
فهل سوف تستفيد حما س
وغيرها مما حصل على عهد رسول الله (ص) من غدر لليه ود
وكذلك ما ذكره القرآن فتجد بديلا للعبة التعهدات
والمواثيق.
إضافة إلى ذلك يتميز
اليه ود بمزايا تُمثل نقاط ضعفهم وينفردون بها من دون
سائر الأمم منها :
حب البقاء : (ولتجدنهم
أحرص الناس على حياة).(5)
جبنهم : (وإن يُقاتلوكم
يولوكم الأدبار ثم لا يُنصرون).(6)
ونقضهم للمواثيق وهو
الذي ذكرناه.
المصادر :
1- سفر المكابيين الأول
7 : 18.
2- رسالة بولس إلى
العبرانيين 8 : 9.
3- سورة الأنفال آية :
56.
4- البقرة آية :
100.
5- سورة البقرة آية :
96 .
6- سورة آل عمران آية :
111 .