أنا والبروفيسور : الكنيسة وليس العلم من فرض نظرية دارون !

2020/01/15

أنا والبروفيسور : الكنيسة وليس العلم من فرض نظرية دارون !
الحلقة الثانية .
مصطفى الهادي الديواني .

لم تكن نظرية داورن علمية على الاطلاق لانها تتبع فرضيات وتخمينات ولكنها في النهاية تخدم هدف معين خطير جدا . تعال معي في هذه الجولة القصيرة.

كانت الكنيسة تلاحق النظريات وتحرقها تحت اقدام اصحابها وقد اعدمت الالآف من العلماء ، فلماذا ايدت ومن دون اعتراض (نظرية تطور الانسان من القرد)؟

كانت النظريات والكتب توضع تحت أقدام صاحبها وتضرم فيها النار فيحترق الكتاب وصاحبه ، ولكن الأمر المستغرب هو أن النظرية التطورية على الرغم من مخالفتها الصريحة للكتاب المقدس إلا أن الكنيسة وافقت عليها ، لا بل أن بعض رجال الكنيسة تحول إلى أتباع النظرية التطورية ومدافعا عنها حتى ولو أدى دفاعه إلى الطعن في الكتاب المقدس !!

بدأ شأن النظرية يعلو بين أوساط الأكاديميين ، ثم أعلن اليسوعي الفرنسي ( دو شاردان ) الذي كان جده يهوديا ثم تنصر (1) تحوله إلى صفوف المذهب التطوري وصرّح عام ( 1921 ) قائلا : أن التطور البيولوجي يُؤكَد أكثر فأكثر كواقع . ثم بدأت النزعة للتوفيق بين الإيمان الكاثوليكي والمذهب التطوري واضحة بشكل متزايد ، وحتى هذه اللحظة لم يكن للعلم اي دور في بروز هذه النظرية.
وفي سنة ( 1948 ) أعلن مسيحي كبير قائلا : طوال أكثر من 20 سنة كان هنالك ازدياد فريد في عدد اللاهوتيين الذين ، رغم كونهم فوق الشبهات من ناحية إيمانهم بالإنجيل ومعتقدات الكنيسة يعلنون أن التوفيق بين التطور والإيمان الكاثوليكي ممكن إذا ضمن حدود معيّنة .

ونتيجة للضغوط المتزايدة من قبل اليهود على البابا بيوس الثاني عشر ، أصدر هذه الأخير رسالته الشهيرة بالإيطالية ( هوماني جينيريس ) جاء فيها : أن العلماء الكاثوليك يمكن أن يعتبروا نظرية التطور فرضية معقولة .
فقد كانت الأفكار الكنسية هي المهيمنة على الساحة .وكانت الكنيسة تملك المال والقوة في ردع أي فكرة تناقض ما كانت تنشره هي ، وبناءا على ذلك أحرقت الكنيسة وأعدمت الألوف من العلماء ، بعد اتهامهم بالهرطقة ، فكان العالم الذي يجرأ على إظهار أفكاره يحرق أمام الملأ وتحرق كتبه تحت قدميه بعد أن تعلق لافته على عنقه كتب عليها (هرطوقي) أي زائغ من الدين.

لقد كان أفضل علماء أوربا يموتون حرقا أمثال : (فادلر أو ف، وباث ، وبيكون) . وهذين الأخيرين سجنا بتهمة إحداثهما بدعا تضرّ بتعاليم الكنيسة . لأن الكنيسة تقول بأن الأرض مسطحة . وهؤلاء العلماء يثبتون بان الأرض كروية !

وهكذا أحرقت الكنيسة ( آرنولد الفيلانوفي ) حيا بعد أن رمي بالسحر والزندقة والخروج عن تعاليم الكنيسة . وأحرقت ميخائيل سكوت لأنه ذكر الحقيقة التي تضرّ بالكنيسة ومصالحها المادية .

لقد كانت الكنيسة تدير هذه المحارق الرهيبة وعلى رأسها شخصيا يقف البابوات . ففي الوقت الذي يمارس فيه البابا بولص الثالث عمليات الإحراق الجماعية يتصدى البابا اسكندر الرابع فيصدر قرارا كنسيا يحرم فيه كل أنواع البحث العلمي .

كانت أحكام الإعدام تنفذ في مهرجانات عظيمة يتفرج فيها القساوسة ، ورجال الدولة والأهالي ، وأحيانا (الملك شخصيا) وكبار رجال دولته . وكان يحرق المتهمون جماعيا في موكب الموت للترهيب .
في الوقت الذي تحُرق فيه هذه الألوف من العلماء وهم على حق في نظرياتهم العلمية ، نرى هذه الكنيسة نفسها (تغض النظر حول نظرية دارون) وتتعامل معها بكل احترام . ألا يثير ذلك الاستغراب ؟ مع العلم أن نظرية دارون تخالف الكتاب المقدس وتنسف نظرية الخلق من الأساس . بل تهيج الرأي العام ضده . كما يقول العالم الفرد هويل : (أثارت كتب لايل الشك في الإصحاحات الأولى للعهد القديم ، وأن كتاب دارون جاء ليحل محلها) .
أو كما يقول العالم الفرنسي ريتشارد بل : (لقد قوضت نظرية دارون أسس المجتمع والدين) .
وياليت رجال الدين هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب يحرقون العلماء أحياء ، ياليتهم سكتوا فقط بل نراهم يذهبون أبعد من ذلك بكثير . لقد أيدوا نظرية دارون في فتاواهم الكنيسة ومن أرفع مستوى وأجبروا الناس على تقبلها مع أنها تخالف نظرية الخلق ، لا بل فرضوا تدريسها في كل جامعات ومدارس الغرب المسيحي ثم فرضوا تدريسها ضمن مدارس المسلمين.
فقد أصدرت جريدة نيويورك تايمز سنة (1938) نص فتوى كنيسة إنكلترا فتقول : (يؤيد تقرير لكنيسة إنكلترا فكرة الخلق التطورية) . وقال التقرير الذي أعدته لجنة برئاسة رئيس أساقفة يورك : (لا يمكن استخلاص أي اعتراض على نظرية تطورية من روايتي الخلق في التكوين ( 1 و 2 ) لأنه من المتفق عليه عموما بين المسيحيين المثقفين أن أصل هاتين الروايتين خرافي وأن قيمتهما بالنسبة إلينا رمزية لا تاريخية)
اقرأ واعجب لقد ذهبت الكنيسة إلى أبعد من تأييد النظرية لقد ألغت نص مقدس من (الكتاب المقدس) (2) إكراما لسواد عيون نظرية دارون.

ولم يتوقف تأييد الكنيسة للنظرية التطورية على الرغم من الضربات المهلكة التي تعرضت لها على أيدي العلماء، ففي العصر الحديث ونحن نلج في قرن جديد آخر والنظرية التطورية تشهد نهايتها بعد أن خنقتها الاكتشافات العلمية المذهلة ، تخرج لنا الكنيسة الكاثوليكية برأيها الجديد في هذه النظرية . وفي تصريح خطير للبابا يوحنا بولص الزعيم الروحي للفاتيكان نشرته جريدة إيل دجورنالي الإيطالية قال : ((إننا ربما تحدرنا من القرود)). (3)

وهذا كفرٌ صريح من البابا بالكتاب المقدس الذي يصف الإنسان بأنه خٌلق على صورة الله تعالى وليس على صورة قرد ففي سفر التكوين قال الله نصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وكل ما يدب على الأرض . ((فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلق بشرا ذكرا وأنثي خلقهم وباركهم الله فقال لهم أنموا واكثروا واملأوا الأرض )). (4)
وفي كورنثوس قال : (( كان آدم الإنسان نفس حية ، الإنسان الأول من التراب فهو أرضي . وما الأجسام الحية كلها سواء ، فالإنسان جسم وللحيوان جسم آخر وللطير جسم )) فقد ميزت هذه الآية جسم الإنسان عن جسم الحيوان وجعلت له جسما آخر.
إذن يتبين مما تقدم أن الذي رفع من شأن نظرية دارون هي الكنيسة ، وليس مرتبة النظرية العلمية.
ــــــــــــــــــــ
إلى هنا تم ختم الرسالة ، ولكني اقول معقبا على كل ذلك ومبينا السر.
والآن هل عرفت السر الذي من اجله وقفت الكنيسة بكاملها خلف نظرية دارون ؟ لا تستغرب إذا قلت لك : لقد احلوا لحم الخنزير وزعموا أن الانسان مخلوق من قرد كل ذلك من اجل سواد عيون اليهود ، الذين مسخهم الله (قردة وخنازير) فإذا اكل الانسان لحم الخنزير وآمن ان اصله قرد ، فهذا من شأنه ان يرفع عار المسخ الذي رمى الله به هذه الامة الملعونة . وإلا قل لي بربك بماذا تنتفع الكنيسة في دعمها لهذه النظرية وهي تخالف اصل كتابها المقدس؟ ألا يدلنا هذا على أن اعلى سلطة دينية في عالم المسيحية مخترقة من قبل اليهود وهي واجهة لتسويق كل افكار اليهود.

المهم بعد هذا البحث حمدت الله على سلامتي . لأني لا اريد ان اكمل الاسباب التي من اجلها تم اقصائي ، ولم يتم استدعائي لأي لقاء مع الجامعة.

المراجع .
1- راجع كتاب رجال الكنيسة اليسوعية . ج5 ، شاردان طبع انكلترا .
2- سفر التكوين السفر الأول ـ سفر الخليقة
3- مجلة استيقظ ، عدد 22 أيار / 1997 ص 28 ، الطبعة ا لعربية بروكلين أمريكا
4- سفر التكوين السفر الأول ـ سفر الخليقة.
5- كورنثوس الأولى 15 : 39 .
 
 
أخترنا لك
شبهة قتل الشاه عباس الصفوي للسنة في إيران وتحويلهم للمذهب الشيعي.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة