التطبيع . النهاية الأخيرة ، تجمع محور الشر.

2020/11/12

???? التطبيع . النهاية الأخيرة، تجمع محور الشر.
مصطفى الهادي.
???? قد يخفى على البعض أن التوراة أمرت بني إسرائيل بأن لا يتجمعوا في دولة او مكان ، وأمرتهم أن يسكنوا في الخيام كل حياتهم.(1) فقد امرهم الله أن لا يؤسسوا أي كيان لهم فقال لهم : (ولا تبنوا بيتا، ولا تزرعوا زرعا، ولا تغرسوا كرما، ولا تكن لكم بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم، لكي تحيوا أياما كثيرة على وجه الأرض). هذا هو شرط بقائهم أحياء.فمتى ما تجمعوا كانت نهايتهم. لأن الله عرف دخائل هذه الأمة الشريرة فوصفهم بالفاسقين يقول الله في التوراة : (حينما كنت أشفي إسرائيل، فإنهم قد صنعوا غشا. تذكرت كل شرّهم كلهم فاسقون).(2)
???? ليس التوراة وحدها من وصفهم بالفسق والشر ففي الإنجيل وصفهم السيد المسيح أيضا بالشر والفسق فقال عنهم : (جيلٌ شريرٌ فاسق). (3) وخاطبهم المسيح بقوله : (يا أولاد الأفاعي.كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار؟).(4) وقد كانت الأمم تتوجس من شرّهم فتحاربهم وتستعبدهم وتستضعفهم لكي تُبطل شرّهم لما عُرف عنهم من غدر وتآمر وخيانات مع الأمم التي يسكنون معها ، فإنهم امة حسودة حقودة تنغلق على خصائصها الخبيثة وتتناقلها معها عبر الأجيال.
???? من ذلك نفهم أن في تجمع اليهود هلاكهم ليس وحدهم بل كل من يتحالف معهم ويضع يدا بيدهم فسوف يلحقهُ مصيرهم. فقد فسدوا في الأرض مرتين وتم القضاء على شرّهم ولكن في المرة الثالثة ستكون القاضية عليهم وعلى من يتحالفون معهم كما قال تعالى : (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين).(5) وفي المرة الثالثة من فسادهم سيأتون من أطراف الأرض لفيفا كعلامة من علامات يوم القيامة كما أخبرنا تعالى بقوله : (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا). (6)
???? محور الشر الأول : هو تأسيسهم لدولتهم القديمة سلط الله عليهم (نبوخذنصر). فأبادهم وقضى على أحلافهم وسفه احلامهم واخذ بقيتهم اسرى يستعبدهم ويُذلهم.ونظرا لجسيم المذلة التي ذاقوها على يد نبوخذنصر دونوها في توراتهم واعترفوا بأن الله هو من فعل بهم ذلك كما نقرأ : (قد سقط آباؤنا بالسيف، وبنونا وبناتنا ونساؤنا في السبي . إله السماء دفعهم ليد ملك بابل نبوخذنصر).( 7)
???? محور الشر الثاني: ثم نهض اليهود في القرن الأول الميلادي مرة أخرى متحالفين مع القبائل المجاورة وعم الأرض الشر على أيديهم وبدأوا ينزون على أرض الأمم المجاورة يقتلون ويأسرون ، فسلط الله عليهم الفيالق الرومانية بقيادة غالوس فاخترق مدينتهم بجيشه الجرار ، ثم في سنة 70 ميلادية كما يذكر تاريخ فلافيوس يوسيفوس عاودت الفيالق الرومانية لتتم عمل غالوس بقيادة القائد تيطس. فدمر المدينة تدميرا كاملا مع الهيكل وسؤّيا بالأرض. فقُتل تحت التعذيب أكثر من مليون يهودي ورميت جثثهم خارج بوابات المدينة لتأكلها الوحوش. ثم اخذ تيطس اكثر من سبع وتسعون ألف يهودي اسرى مات أكثرهم في حلبات الصراع في مباريات المبارزة او مصارعة الأسود. (8)
???? أما محور الشر الثالث (اللفيف الذي بدأ يتجمع) من جديد فقد اعد الله له قائدين عظيمين هما السيد المسيح والقائم المهدي حيث ستكون نهاية اليهود الأخيرة التي لا تقوم لهم قائمة بعدها ابدا.(9) لا نقول ذلك حقدا عليهم كأمة او دين من الأديان بل لأن الله ذمهم ولعنهم ووصفهم بأقذع الأوصاف وحتى توراتهم تصفهم بأنه لا يستحون ولا يعرفون الخجل ولا يعرفون السلام و(كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم).وتوراتهم تقول عنهم : (من النبي فيهم إلى الكاهن يمارسون الكذب ويقولون سلام سلام ! وما من سلام ، لا يستحون ولا يعرفون الخجل فلذلك يسقطون مع الساقطين).(10) فلا أدري عن أي سلام يتحدث العرب والتوراة تصف اتباعها بأنهم لا يعرفون السلام.
???? أنا لا أخاطب الحكومات العربية الذليلة بل أخاطب الشعوب التي يحكمها هؤلاء فأقول لهم انظروا إلى اليهود كيف تصفهم توراتهم فتقول عنهم : (تلطخت أيديكم بالدماء. شفاهكم تنطق بالكذب وألسنتكم تهذي بالشر. لا أحد يدعوا فيكم بالعدل. تتكلون على الحجج الفارغة. وتنطقون بالكلام الباطل. تحبلون وتتمخضون بالمكر. وإلى سفك الدماء البريئة. أفكاركم أفكار الإثم . وفي مسيركم خراب وهدم . طريق السلام لا تعرفونه ولا في مسالككم عدل).(11) فهل تضعون أيديكم بأيدي امثال هؤلاء المجرمين وتسكتون عما تقوم به حكوماتكم.
???? المصادر:
1- في سفر إرمياء 35 : 7.
2- سفر هوشع 7: 4.
3- إنجيل متى 16 : 4.
4- إنجيل متى 12 : 34.
5- سورة الاسراء آية : 4.
6- سورة الإسراء آية : 104. قوله تعالى : (جئنا بكم لفيفا) قال المفسرون أي جميعا .واللفيف هو المختلط بعضه ببعض.وهو التجمع العرقي ، أي مختلطين لا تتعارفون ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وحيّه : تتجمعون من اطراف الأرض من اوكرانيا ، وبريطانيا ، وألمانيا . وأمريكا ، وروسيا ، والمغرب ، والعراق ، واليمن وإيران وغيرها من بقاع الأرض يأتون لفيفا. وأما دينيا فيجمعهم الله : اشكناز ، وسفارديم.صدوقيون ، سامريون، حسيديم،آسينيون، فريزيون، عنانيون،ابنيون. وصولا إلى إحدى وسبعين فرقة أو ما تبقى منها.
7- سفر عزرا 5 : 12. و : سفر أخبار الأيام الثاني 29 : 9.
8- كتاب : حروب اليهود ، ج2 الفصل التاسع عشر .
9- تدلنا الأحاديث النبوية أن حالة الاحتقان ضد اليهود نتيجة افعالهم تصل إلى حد أن الحجر والشجر يحرضان عليهم كما في الرواية المشهورة عن رسول الله (ص) : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود). وقوله الحجر في إشارة إلى كل الدولة إلا (الغرقد) وهو دلالة على السعودية الحالية لان شجر الغرقد من اشهر اشجارها. ولذلك قيل (بقيع الغرقد). وهذا الحديث صحيح لان له مصاديق في التورات التي تقول في سفر التثنية 32 : 30. (أن صخرهم باعهم والرب أسلمهم). والحديث مشهور عند المسلمين كافة وورد في صحاحهم ومنها : صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث رقم 5334.
10- إرمياء ، الإصحاح ، 8 ، 10 ـ 12.
11- إشعياء ، الإصحاح ، 59 : 8.
أخترنا لك
احراق القرآن، لماذا؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة