ذيل إيراني ، أو ذيل يهودي.
يعجبني اليوم أكتب عن كلمة (ذيل).
كثر في الآونة الأخيرة استخدام مفردات مثل كلمة (ذيل) لوصف شخص قد يذكر إيران بخير فيقولون له بأنه (ذيل إيراني). فما هي استخدامات كلمة ذيل في اللغة ومن هم الذيول حقا ، انظر آخر المقال.
الذيل علامة الستر فهو يستر العورة ، ويطرد الذباب ، وفي اهتزازه اظهار السرور بالاحباب والاصحاب، وإذا عُقف للاعلى فاحذر فإن الهجوم وشيك ، وإذا ارتخى فهو الرضا والقبول، وإذا مال يمينا فهو الحيرة في القرار. واذا اتجه يسارا فهذا يعني شررٌ ونار. والذيول اشكال ، ولكن احذر من لا ذيل له. فقديما قالت العرب وإلى اليوم (فلان له ذيلٌ طويل) . اي له نسبٌ و ذُرية كثيرة تتغلغل في التاريخ وتؤسس البيت أو العشيرة. ومن لا (ذيل) له تقول العرب عنه بأنه (أبتر).وهي سُبّةٌ قاسية استخدمها القرآن بقوله (إن شانئك هو الأبتر).
لا انتسب لحنتمة لا حبتر ـ لي ذيلٌ لا اوصف
بالأبتر
قد قال الله لمن ارسلهُ ـــ إنا أعطيناك الكوثر
وفي أوربا في القرون الوسطى كان البارونات والدوقات يرتدون ستر ذات ذيول طويلة كدليل على صحة نسبهم وامتدادهم.
ويُقال لأسفل الثوب أو الفستان (ذيل) وهو اشارة إلى العزة والشرف عند العرب فيُقال (فلان ذيلهُ نظيف). والذيل آخر الشيء وقيل أن الأمور في أواخرها او خواتيمها.
وفي القواميس قيل فلان طويل الذيل ، اي غنّي ميسور الحال . والغريب أنك عندما تقول عن شخص بأنه ذيل فهي ليست اهانة ابدا لأن الذيل تختلف عن (الذَنَب) بفتح الذال.
ويُقال لنهاية الكتاب أو ملحقه أو هامشة (ذيل الكتاب). وإذا وقّع الشريف او كبير القوم كتابا قيل له (ذيّل الكتاب بتوقيعه).ويُقال أيضا : ذُيول المشكلة ، ذُيول الأمر ، ذُيول الحادث : أي آثارها الباقية ، نتائجها وعواقبها وخواتيمها.
وقيل للمستجير ببيت الله بأنه (لاذ بأذيال الكعبة). ويُقال للشريف بأن الناس تلوذ بأذياله ، فيُقال : تعلّق بأذياله أي: استنجد به وطلب الحماية.
وذيل الحصان ، هو نبات عشبي مائي فيه فوائد طبية كبيرة. ومن استخدامات كلمة (ذيل) : تمسَّك بأذيال الخيبة و جرَّ أذيالَه : تبختر أي زها بنفسه. و ذيل الرِّيح : ما انسحب منها على الأرض . و رجَع يجرُّ أذيال الخيبة : لم يوفَّق في مسعاه . وقيل لمن كان مستقيم السلوك ، حَسَن الخُلُق ، نزيه شريف بأنهُ (طاهر الذَّيْل).
وطهارة الذَّيْل : هي النزاهة والاستقامة. ويُقال ذالَتِ الْمَرْأَةُ : اي جَرَّتْ ذيلها خُيَلاءَ وغنج ودلال. ويُقال أيضا : ذال الشَّخصُ : جرَّ ذيله خيلاء وكِبْرًا وتبختُرًا . ولعل اجمل موظة للمرأة هي تسريحة ذيل الحصان.
وفي القواميس : فإن ذيل المذنّب شعاع طويل مضيء من الغاز والغبار ناتج عن رأس مُذَنَّب عندما يدخل مجال الأرض. وتقول العرب للمرأة الشريفة : (أرخت ذيلها) اي سترت نفسها.
وفي الكتاب المقدس يُقال للولد الشريف بأنه يستر ذيل أبيه ، اي يُحافظ على زوجة أبيه كما ورد في سفر التثنية 27: 20 (ملعون من يضطجع مع امرأة أبيه، لأنه يكشفذيلأبيه).
وقد أمر الله تعالى أمة عظيمة أن تستر اطرافها بأن تضع ذيول طويلة في اسفلها كعلامة على شرفها وعزتها كما في سفر العدد 15: 38 (أن يصنعوا لهم أهدابا في أذيال ثيابهم في أجيالهم، ويجعلوا على هدبالذيلعصابة).
وإذا حمى رجل إمرأة أصبح وليا لها فقيل : (بسط ذيله لها) اي سترها وحماها كما جاء في سفر راعوث 3: 9 (أنا راعوث أمتك. فابسطذيلثوبك على أمتك). وإذا ستر الله على شخص قيل له : (بسط الله ذيله عليه) كما نقرأ في سفر حزقيال 16: 8 (فبسطتُذيليعليك وسترت عورتك).
وختاما لربما سوف يستغرب البعض من أن كلمة ذيل تصف كل من يتبع اليهود الذين يصفون اصدقائهم والمناصرين لهم بأنهم ذيول لهم كما تصف التوراة ذلك فتقول في سفر زكريا 8: 23 (هكذا قال الله: في تلك الأيام يمسك عشرة رجال من جميع الأممبذيلرجل يهودي). هههه فقد تبين أن من علامات آخر الزمان أن (الذيول) هم الذين يتبعون اليهود وليس إيران. وما أكثرهم في أمة العرب.