أليست معجزة؟

2025/12/05

أليست معجزة.
مصطفى الهادي.
سنوات طويلة قام بها النبي(ص) وسط قومه في مكة والمدينة ومن حولها بالتبليغ برسالة ربه ولكن بعد وفاته صلوات الله عليه وآله تبين أن الذين آمنوا به قليل بل أقل من القليل.(1) وبعد وفاته (ص) هرع الجميع إلى السقيفة ولم يبق مع الإمام علي عليه السلام إلا عشرة.(2) وبعد مضي سنوات طويلة تكاثروا فأصبحوا أقل من عشرين شخصا يحبون آل البيت عليهم السلام وهذا ما يعكسه حديث الإمام زين العابدين عليهم السلام الذي يقول فيه : (ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا).(3)
وفي رواية تدل على كثرة المنافقين سمع حذيفة رجلا يقول اللهم أهلك المنافقين فقال: يا ابن أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك).(4)وفي رواية : لخلت شوارع المدينة من المارّة.
واليوم إذا اخذنا الأمور على ظاهرها، الا يُعتبر الانتشار الكبير من محبي آل البيت عليهم السلام في كل زاوية من زوايا العالم ، الا يُعتبر ذلك معجزة، بعد الذي تعرضوا له ويتعرضون له إلى هذا اليوم من تنكيل وقتل وتهميش وابادة. أليس من حقنا أن نعتقد أن قوله تعالى لنبيه : (إنا اعطيناك الكوثر). المقصود به هو كثرة أتباع محبي آل البيت عليهم السلام فلم يُبشّر الله تعالى نبيه بكثرة أتباعه من الفاسقين والنواصب والكافرين والمنافقين . المقصود شيعة آل البيت عليهم السلام طبقا للحديث الذي يرويه العلامة ابن عساكر الذي روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده الحسين، عن علي قال: (شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس إياي. قال: يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا. قال علي: قلت:يا رسول الله فأين شيعتنا؟ قال: شيعتك من ورائكم).(5)
المصادر:
1- فلا عجب في ذلك إذا راينا القرآن يذكر عن موسى قوله : (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين). فوصف كل الذين أتبعوه بالفاسقين الخارجين عن دينه.ونوح كذلك قام بالتبليغ في قومه مئات السنين ولكن القرآن يقول عنه : (وما آمن معه إلا قليل).قيل آمن به عشرة أشخاص وقيل غير ذلك. وعيسى أيضا قال عنه القرآن : (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله). فلم يؤمن به سوى الاثنا عشر.
2- قيل في عدد الذين كانوا مع الامام علي بعد السقيفة فمنهم المكثر والمقل وقيل عشرة منهم المقداد وأبو ذر وسلمان وعمار بن ياسر وعبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان والزبير بن العوام.
3- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٩٧. وذكره ايضا شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ١٠٤.
4- مصنف ابن أبي شيبة ج21ص: 163)، و: مدارج السالكين ج1ص:358)
5- في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق (ج 1 ص 126 ط بيروت). وكذلك رواه الشيعة.
أخترنا لك
انظر مع من تكون.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة