جيل الصحابة الأول وثقافة الكراهية. الجزء الأول .

2019/10/17

جيل الصحابة الأول وثقافة الكراهية. الجزء الأول .
الأساس الأول للارهاب .
مصطفى الهادي .

تدور في الفضائيات وعلى بعض المواقع الالكترونية وعلى ألسنة البعض هذه الأيام اتهامات جديدة توجه للشيعة على أنهم يروجون (سياسة الكراهية) بين المسلمين وذلك للتغطية على الجرائم الكبرى التي ترتكب بحق الشيعة من قبل الجهات التكفيرية والسلفية التي أصبحت من الفرق المكروهة لدى عامة المسلمين إلا من شذ منهم ممن لاحظ له بالمعرفة وليس له نصيب من تعليم .ولو رجعنا إلى الجذور الأولى لثقافة الكراهية لوجدناها برزت للوجود منذ الصدر الأول للإسلام وفي زمن الرسول (ص ) والرسول بعد حي بين ظهرانيهم فهي سياسة قرشية أموية عدوية خاصة اصحر بها عمر بن الخطاب ووضع أسسها المتينة عندما أصبح في موقع لا يخشى منه قيام ثورة ضده كما سنرى .

ذكر القرآن الكريم ان الكثير من المسلمين وخصوصا الرعيل الأول منهم وبالخصوص بعض أصحاب رسول الله (ص) كرهوا الكثير من الأحكام التي جاء بها القرآن الكريم ، فلم يجاملهم القرآن بل أشار إليهم وبين نوع الكراهية في عدة آيات بينات منها على سبيل المثال قوله تعالى :

(وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله).(1) .
(ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم).(2) .
(ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه).(3) .
(بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون).(4) .

وقد جاء ذكر الكراهية وأنواعها في القرآن في أكثر من ثلاثين آية تبين وبوضوح أنواع الكراهية التي أبداها بعض الأصحاب ، وأن من مضاعفات هذه الكراهية أنهم أبطنوا مخالفة ما أنزل الله على رسوله في أول فرصة تسنح لهم فبيّن الله تعالى ذلك في آيات تتلى كقوله تعالى : (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون).(5) .

وعندما ازداد عددهم وقويت شوكتهم أخذوا يبدون بعض ما في صدورهم من بغضاء وكراهية ولكن الخفي كان اعظم ، فبين الله تعالى ذلك بقوله : (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر).(6) .

ولما علم منهم النبي (ص) ذلك قال له تعالى : (فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون).(7) .
فكانت الكراهية تزداد يوما بعد يوم فكلما ظهر من شخص معين قريب من الرسول (ص) بعض المزايا ، أو كلما صرّح الرسول باسمه أو أعلن فضيلة له ، فكانوا يجلسون حلقات يضعون ثيابهم على رؤوسهم لكي لا يسمعهم أحد ويتساررون فيما بينهم ويتآمرون ضد هذا الشخص فأخبر تعالى نبيه بعملهم هذا فقال : (ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون).(8) .

إذن أن الله تعالى بيّن أن هناك فئة من أصحاب رسول الله بدئوا يعلنون كراهيتهم لعلي بن أبي طالب وشيعته ، وأن ما يخفونه في صدورهم أكبر من ذلك وهذا ما بينه النبي (ص) عندما خاطب عليا قائلا : (يا علي أن في صدور القوم بغضا لا يبدونه لكم إلا بعد وفاتي) .
أو قوله : (فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي أحقاد بدر وترات أحدية).

أسباب الكراهية .

ولعل من ابرز عوامل الكراهية لعلي بن أبي طالب وذريته وشيعته من بعدهم أن عليا كان خشنا في ذات الله أورث القوم إحن بدرية وضغائن أحدية وأحقاد جاهلية (( قد وتر فيه صناديد العرب وقتل أبطالهم وناهش ذؤبانهم فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية و حنينية وغيرهن فأضبت ـ الأمة ـ على عداوته وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين ـ فأجمعت الأمة على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه واقصاء ولده ـ وشيعته ـ فقتل من قتل وسبي من سبي وأقصي من أقصي )).

وكان من يروجون ثقافة الكراهية الطلقاء وأبناءهم والمؤلفة قلوبهم والكثير من الموتورين من سيف علي ومن يقف وراءهم ممن يطلب الدنيا، وعندما أصبح علي خليفة بإجماع الأمة ، كرهوا منه مساواته الجميع في العطاء وتقسيم الأموال بعد أن اعتادوا في زمن الخلفاء الثلاث على الإثرة والتفضيل فأعادهم علي إلى السنة الصحيحة وقال : قال تعالى : لا تمنوا علي إسلامكم .
يليه الجزء الثاني.

المصادر ـ
1- سورة التوبة آية 81 .
- 2- سورة محمد آية 9 .
- 3- سورة محمد آية 28 .
- 4- سورة المؤمنون آية 70 .
-5- سورة القصص آية 69 .
- 6- سورة آل عمران آية 118 .
-7- سورة ياسين آية 76 .
- 8- سورة هود آية 5 .
أخترنا لك
أوصياء الأنبياء في الميزان، في اليهودية والمسيحية والإسلام؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة