جيل الصحابة الأول وثقافة الكراهية. الجزء الثاني
.
الأساس الأول للارهاب.
مصطفى الهادي .
كان الرسول قبل البعثة يُعرف بالصادق الأمين ولما بعثه الله تعالى كرهت قريش ذلك وحاربته ولقبته بالساحر والكذاب وغيرها واشتد هذا الكره عندما رأوا انهم افلسوا من وراثة الحكم بعد محمد ، عندما عيّن النبي عليا خليفة بعده . فقال تعالى واصفا ذلك ( بأنهم كرهوا ما أنزل الله على رسوله ) . فكان هذا مصدر الكراهية الأول .
ثم رأى مردة النفاق أن الكره للإسلام الذي بدأ نفوذه يقوى لافائدة منه وكذلك كره الرسول (ص ) وشتمه غير ممكن لكثرة أتباعه وخوفا من الوحي أن يفضحهم ، فانتقل هذا الكره إلى اقرب الناس إليه ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب الذي وترهم وقتل أبطالهم وجندل صناديدهم وبدد أحلامهم فهم ادركوا أنه لولا سيف علي لما اخضر للاسلام عود. وقد حذر النبي عليا وبين له ذلك فقال له: ( يا علي أن في قلوب القوم بغضا لايبدونه لك إلا بعدي) .
وكذلك كرهوا شيعة علي ومحبيه لأنهم ساروا على نهجه ، وكان ذلك في حياة الرسول ، ولقطع الطريق على هؤلاء المبغضين كان الرسول ص يوصي بحب علي وشيعته في كل مناسبة ردا على من يبغضه حتى أنه قال : (يا علي من احبك فقد احبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضك فقد بغضني ومن بغضني فقد بغض الله).
وقال ص (يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله اكبه على منخريه في النار يوم القيامة) . كل ذلك من اجل ان يقطع النبي ص الطريق على مبغضي علي وشيعته .
وانطلق الكره لعلي أولا من بيت الرسول ص حيث كانت عائشة لا تطيب لها نفسا بذكر علي كما يذكر ابن سعد في طبقاته ج2 ص 232 . وبلغ من كرهها لعلي أنها جيشت الجيوش وجمعت الألوف وتسببت في مقتل الألوف من خيرة الصحابة والتابعين وذلك كرها منها لعلي بن ابي طالب ثم أصحرت بكرهها للحسن والحسين من بعد علي (ع) فعندما أرادوا دفن الحسن مع جده رسول الله صاحت : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي (1) ثم أورثت هذا الكره لعبد الله بن الزبير الذي لبث أكثر من أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ص فيصف لنا مقدار كرهه للبيت الهاشمي فيقول : (إني لأكتم بغضكم أهل البيت من أربعين سنة فقال له محمد بن الحنفية سمعت رسول الله ص يقول لعلي : لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) .
وبدت الكراهية واضحة بعد النبي بكل معانيها فقام ابو بكر الصديق في خلافته بقتل شيعة علي حيث سلط عليهم خالد بن الوليد ، ومنعوا فاطمة من الإرث وهجموا على دارهم وحاولوا إحراقه وهذا الأمر هو الذي ندم عليه ابو بكر قبل مماته حيث تذكر الصحاح بأنه قال في مرض موته ( وياليتني لم اكشف بيت فاطمة ولو أعلن على الحرب ) .
وفي زمن عمر بن الخطاب صرّح بهذا الكره عمر نفسه عندما قال لإبن عباس : (أتدري لماذا أبعدت قريش عليا عن الخلافة ؟ قال لا ! فقال عمر : لأن قريش كرهت أن تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم ! فأجابه ابن عباس : ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم) .
وهل يدري الاخوة ما هو (حبط الاعمال).(2) لمعرفة ذلك ما علينا إلا أن نقرأ قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي .... أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون).سورة الحجرات آية 2 .
فإذا كان مجرد رفع الصوت فوق صوت النبي يُحبط الاعمال فما بالك بمن يُغضب الرسول ولا يُطع امره . وكذلك يقول الله تعالى : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم). سورة محمد آية 28. والمسألة التي لايريد ان يفهمها البعض ان الاعمال لا يتم حبطها في الدنيا فقط بل يمتد ذلك إلى الآخرة فيقول تعالى : ( حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة) .
أنتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث والاخير.
المصادر.
1- بينما نرى الرسول ص يقول : (من احبني و احب هذين وابوهما وامهما كان معي في درجتي في الجنة). وعائشة تقول : لا تدخلوا من لا أحب بيتي . الحديث هكذا في مصدر اهل السنة : ( أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّنِي ، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا ، كَانَ مَعِيَ فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")
2- محبطات الاعمال اكثر من ان يتم حصرها ، ولكن لعل اخفها هو (نقصان الايمان) ويطلق بعض العلماء على (الحبط) بأنه سرطان الاعمال التي يلتهمها من دون ان يشعر الانسان.
الأساس الأول للارهاب.
مصطفى الهادي .
كان الرسول قبل البعثة يُعرف بالصادق الأمين ولما بعثه الله تعالى كرهت قريش ذلك وحاربته ولقبته بالساحر والكذاب وغيرها واشتد هذا الكره عندما رأوا انهم افلسوا من وراثة الحكم بعد محمد ، عندما عيّن النبي عليا خليفة بعده . فقال تعالى واصفا ذلك ( بأنهم كرهوا ما أنزل الله على رسوله ) . فكان هذا مصدر الكراهية الأول .
ثم رأى مردة النفاق أن الكره للإسلام الذي بدأ نفوذه يقوى لافائدة منه وكذلك كره الرسول (ص ) وشتمه غير ممكن لكثرة أتباعه وخوفا من الوحي أن يفضحهم ، فانتقل هذا الكره إلى اقرب الناس إليه ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب الذي وترهم وقتل أبطالهم وجندل صناديدهم وبدد أحلامهم فهم ادركوا أنه لولا سيف علي لما اخضر للاسلام عود. وقد حذر النبي عليا وبين له ذلك فقال له: ( يا علي أن في قلوب القوم بغضا لايبدونه لك إلا بعدي) .
وكذلك كرهوا شيعة علي ومحبيه لأنهم ساروا على نهجه ، وكان ذلك في حياة الرسول ، ولقطع الطريق على هؤلاء المبغضين كان الرسول ص يوصي بحب علي وشيعته في كل مناسبة ردا على من يبغضه حتى أنه قال : (يا علي من احبك فقد احبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضك فقد بغضني ومن بغضني فقد بغض الله).
وقال ص (يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله اكبه على منخريه في النار يوم القيامة) . كل ذلك من اجل ان يقطع النبي ص الطريق على مبغضي علي وشيعته .
وانطلق الكره لعلي أولا من بيت الرسول ص حيث كانت عائشة لا تطيب لها نفسا بذكر علي كما يذكر ابن سعد في طبقاته ج2 ص 232 . وبلغ من كرهها لعلي أنها جيشت الجيوش وجمعت الألوف وتسببت في مقتل الألوف من خيرة الصحابة والتابعين وذلك كرها منها لعلي بن ابي طالب ثم أصحرت بكرهها للحسن والحسين من بعد علي (ع) فعندما أرادوا دفن الحسن مع جده رسول الله صاحت : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي (1) ثم أورثت هذا الكره لعبد الله بن الزبير الذي لبث أكثر من أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ص فيصف لنا مقدار كرهه للبيت الهاشمي فيقول : (إني لأكتم بغضكم أهل البيت من أربعين سنة فقال له محمد بن الحنفية سمعت رسول الله ص يقول لعلي : لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) .
وبدت الكراهية واضحة بعد النبي بكل معانيها فقام ابو بكر الصديق في خلافته بقتل شيعة علي حيث سلط عليهم خالد بن الوليد ، ومنعوا فاطمة من الإرث وهجموا على دارهم وحاولوا إحراقه وهذا الأمر هو الذي ندم عليه ابو بكر قبل مماته حيث تذكر الصحاح بأنه قال في مرض موته ( وياليتني لم اكشف بيت فاطمة ولو أعلن على الحرب ) .
وفي زمن عمر بن الخطاب صرّح بهذا الكره عمر نفسه عندما قال لإبن عباس : (أتدري لماذا أبعدت قريش عليا عن الخلافة ؟ قال لا ! فقال عمر : لأن قريش كرهت أن تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم ! فأجابه ابن عباس : ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم) .
وهل يدري الاخوة ما هو (حبط الاعمال).(2) لمعرفة ذلك ما علينا إلا أن نقرأ قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي .... أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون).سورة الحجرات آية 2 .
فإذا كان مجرد رفع الصوت فوق صوت النبي يُحبط الاعمال فما بالك بمن يُغضب الرسول ولا يُطع امره . وكذلك يقول الله تعالى : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم). سورة محمد آية 28. والمسألة التي لايريد ان يفهمها البعض ان الاعمال لا يتم حبطها في الدنيا فقط بل يمتد ذلك إلى الآخرة فيقول تعالى : ( حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة) .
أنتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث والاخير.
المصادر.
1- بينما نرى الرسول ص يقول : (من احبني و احب هذين وابوهما وامهما كان معي في درجتي في الجنة). وعائشة تقول : لا تدخلوا من لا أحب بيتي . الحديث هكذا في مصدر اهل السنة : ( أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَالَ : " مَنْ أَحَبَّنِي ، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا ، كَانَ مَعِيَ فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")
2- محبطات الاعمال اكثر من ان يتم حصرها ، ولكن لعل اخفها هو (نقصان الايمان) ويطلق بعض العلماء على (الحبط) بأنه سرطان الاعمال التي يلتهمها من دون ان يشعر الانسان.
