(من وقّر عالما فقد وقر ربه). العلماء حصن الأمة.

2024/08/25

(من وقّر عالما فقد وقر ربه). العلماء حصن الأمة.
مصطفى الهادي.
أهم هدف للشيطان هو صناعة العداوات وشحن الصدور بالبغضاء يقول تعالى : (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء).(1) وقد حذرنا الله تعالى منهُ أوضح تحذير فقال تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).(2) من ذلك يتبين أن الشيطان لا همّ لهُ إلا زرع الأحقاد وهدفه من ذلك أن يجعلنا من أصحاب السعير، مباشرة أو عبر أدواته. ومصاديق ذلك هو ما تفعلهُ أمريكا وحلفائها اليوم حيث تقوم بزرع كل أنواع العداوات بين الناس. وتجعل حياتهم جحيما مستعرا، وهذا هو مطلب الشياطين. ومع ذلك يتخذهم البعض أربابا من دون الله تعالى ، وقد أمرهم تعالى أن يكونوا أولياء له، وأن يُقاتلوا أولياء الشيطان وأدواته لا أن يُصفّقوا لهم فقال تعالى : (فقاتلوا أولياء الشيطان).(3) ذلك: أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، الخائفون القلقون هم أولياء الشياطين كما قال تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يُخوّف أولياءهُ).(4) ولعل أهم علامة من علامات أولياء الشيطان هو المجادلة والحوار العقيم والفراغ في الأسلوب : (ومن الناس من يُجالُ في الله بغير علمٍ ويتبعُ كل شيطان مريد).(5) فإذا رأيت شخصا يُجادل تعنتا وليس تفهّما، فاعلم أنه من أتباع الشيطان. وما أكثرهم اليوم.
الله تعالى قام بتحصين الإنسان ورسم لهُ الطريق ووضع لهُ خطوات تجنبه الوقوع في حبال الشياطين فقال تعالى : (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوهُ إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمهُ الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا).(6) فالحصن الذي شيّدهٌ الله تعالى حولنا ليحفظنا من شر الشياطين يتكون من ثلاث جدران لا يقوى الشيطان على اختراقها. وهي : (الرسول وقرآنه ، أولي الأمر وأحاديثهم ، والعلماء الذين يستنبطون ذلك منهم). أن الذين يستنبطون الأحكام من الرسول وأولي الأمر هم العلماء، ــ ليس كل عالم ــ إنما العلماء الذين قال عنهم تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).(7) وقد وصف الله تعالى ذلك بأنه : (فضل الله عليكم ورحمته). بأن جعل من الناس علماء يرشدونهم في حال غياب النبي وآل البيت عليهم السلام. ولولا هذه الثلاث (لأتبعتم الشيطان إلا قليلا).وفي تفسير خشية الله من عباده العلماء قال الإمام السجاد عليه السلام: (وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وإن أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله: إنما يخشى الله من عباده العلماء).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
الفوضى في الكتاب المقدس

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف