زيارة
الأربعين وسيلة من وسائل القرب إلى الله تعالى
.
مصطفى الهادي.
(يا أيها الذين آمنوا
اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة).(1)
ما اكثر الوسائل التي
يستخدمها الإنسان من اجل الوصول إلى غاياته، من ذلك وسائل
السفر والمواصلات ، ووسائل التواصل، وعلى راس هذه الغايات
هي محاولة الوصول إلى الله ونيل رضاه حيث تتعطل كل
الوسائل المادية الأخرى ، لتبقى الوسائل الروحية هي
السبيل الأوحد لذلك والتي منها : العبادات على اشكالها
واعمال الخير على اختلافها، وعلى راسها تقع الولاية
العظمى لأشخاص اختارهم الله تعالى طريقا لنيل رضوانه ، وقال
عنهم بأنهم الوسيلة إليه. لأنهم الحبل الممدود بين السماء
والأرض.
كان المسلمون الأوائل
يتقربون إلى الله بالتوسل بالنبي وآل النبي قبل أن تمتد
الأيادي الخبيثة وتُغيّر كل شيء . ومن ذلك دعاء
المسلمين(اللهم أنا كنا نتوسل إليك برسولك واليوم نتوسل
إليك بعم رسولك).(2)
والوسيلة في معناها العام
هي الدرجة الرفيعة التي يطمع كل إنسان ان ينالها حتى
نبينا صلوات الله عليه وآله كان يقول : (سلوا الله لي
الوسيلة).(3)
الوسائل كثيرة التي توصل
الإنسان إلى الله قد تكون بعدد انفاس الخلائق. واحد هذه
الوسائل هو ما نمر به هذه الأيام فيما يُسمى (زيارة
الأربعين).
فزيارة الأربعين أحد
الطرق التي تقودنا إلى الله عبر االإمام الحسين عليه
السلام لأن الحسين وسيلة من الوسائل التي تقودنا إليه وهو
تعالى امرنا بذلك فقال : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وابتغوا إليه الوسيلة).قال القمي في تفسيره: تقربوا إليه
بالإمام. وفي تفسير البرهان عن ابن شهرآشوب قال:قال
مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى:
(وابتغوا إليه الوسيلة : أنا وسيلته).(4)
فلم يُحدد الله لنا ما
هية تلك الوسيلة فالدعوة عامة بل تأمر التمسك بكل وسيلة
توجب التقرب إلى الله وتقود إليه وعلى رأس هذه الوسائل هو
ما بيّنهُ المعصوم سلام الله عليه حيث قال : (نحن
الوسيلة).(5)
وفي بيان أنهم (عليهم
السلام) هم الوسيلة قال رسول الله (ص) : (الائمة من ولد
الحسين (ع) ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد
عصى الله ، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة الى الله
تعالى).(6) وقد ورد في دعاء الندبة ما يؤكد ذلك، فجاء :
(وجعلتهم الذريعة اليك والوسيلة الى رضوانك).
المصادر :
1- سورة المائدة آية :
65.
2- صحيح البخاري رقم
الحديث : 1010.
3- رواه كل من مسلم في
صحيحه رقم الحديث (384)، وأبو داود برقم (523)، والترمذي
برقم (3614)، والنسائي برقم (678).
4- مستدرك سفينة البحار -
الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١٠ - الصفحة ٣٠١.
5- وهذا ما ادركهُ الامام
الشافعي كما ذكر ابن حجر في كتابه (الصواعق المحرقة :ص
180 ، ط مكتبة القاهرة) فذكر : توسل الامام الشافعي بآل
بيت النبي (ص) فقال:
آل النبـي ذريعتـي وهم
إليـه وسيلتـي
أرجو بهم اعطى غداً بيدي
اليمين صحيفي.
6- عيون أخبار الرضا (ع)
- الشيخ الصدوق - ج ١ - الصفحة ٦٣.