(وكيف يُحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله).

2024/06/22

من وحي رمضان.
(وكيف يُحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله).(1)
قد يقول قائل أن هذا الكلام يدل على عدم تحريف التوراة. فنقول له بأن القرآن أثبت أيضا أن التوراة محرفة وأن اليهود كانوا يُخفون الكثير منها ، وقوله تعالى وعندهم ، أي مخفية عندهم وإنما يُخرجون قراطيس منها حرّفوا فيها كلام الله من بعد مواضعه ليتناسب وأهوائهم ولذلك قال تعالى : (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ... تجعلونهُ قراطيس تُبدونها وتُخفون كثيرا).(2) وقول القرآن هذا له نظير خطير في التوراة التي تصفهم بالارتداد والتحريف فتقول : (ارتد هذا الشعب ارتدادا دائما، تمسكوا بالمكر، أبوا أن يرجعوا . كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا؟ حقا إنهُ إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب. لذلك أعطي نسائهم لآخرين، وحقولهم لمالكين).(3) فالتوراة تشهد هنا على نفسها بأن الكتبة والحكماء قاموا بتحويل التوراة إلى أكاذيب. والأكثر من ذلك أن توراتهم تشهد بصدق ووضوح بأنهم قاموا بتحريفها كما نقرأ في أسفار كثيرة منها سفر المزامير ، و : سفر إشعياء حيث ورد عنهم : (اليوم كله يُحرفون كلامي عليّ كل أفكارهم بالشر. هكذا حرّفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا. يا لتحريفكم).(4)
أما قوله تعالى (وعندهم التوراة فيها حكم الله). أي بمعنى التي يزعمون أنها نزلت من الله وأنها كتابه الذي نزل على موسى ، وأن فيها جميع أحكام بني إسرائيل. فلا يحتاجون إلى دين محمد (ص) ولا أحكامه.
بين حكم الله وحكم التوراة.
قبل معركة الأحزاب عقد النبي عهدا مع يهود بني قريظة ولكن بسبب غدرهم ونقضهم للعهد وتحالفهم مع قريش في غزوة الأحزاب، حاصرهم النبي بعد انتهاء المعركة واستمر الحصار حتى استسلموا، فخيرهم النبي بعدة خيارات لإنزال حكم الله فيهم ، فاختاروا سعد بن معاذ ورضوا بأن يكون حكما بينهم وبين رسول الله (ص) . على أن يحكم بحكم التوراة. فقال النبي لسعد : إن هؤلاء نزلوا على حُكمك، قال : فإني أحكمُ أن تُقتل المُقاتلة، وأن تُسبى الذرية، قال : لقد حكمت فيهم بحُكم الملك).(5) وقوله (ص) بحكم الملك يقصد بحكم داود النبي.
فما هو حكم التوراة فيمن غدر ونقض العهود والمواثيق؟
أولا حكم الغدر بالمواثيق ، تقول التوراة : (آباءنا خانوا ، فكان غضب ا لرب على يهوذا وأورشليم، وأسلمهم للقلق والدهش والصفير).(6) يعني فرض الله عليهم أحكاما قاسية بسبب نقضهم للمواثيق.
وأما حكم التوراة على المدن التي تسقط بالسيف فهو حكمٌ واضح فيه قساوة بالغة فتقول : (وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، فأحرق يشوع عاي وجعلها تلا أبديا خرابا) (7)
ولكن النبي محمد (ص) لم يحرق مدنهم ، ولم يقتل أطفالهم أو بقرهم وحميرهم ولم يقم بحرق وتدمير المدن ويحولها إلى تل من التراب، كما تأمر التوراة، بل حكم بحكم التوراة الحقيقية التي أنزلها الله تعالى. فأبقى على الذرية والنساء والضعفاء، فقتل فقط الرجال الذين شهروا السلاح بوجهه. ثم أمر النبي بإكرام السبي وتوزيعهم على المسلمين ليتكفلوا برعايتهم ومن أجل جبر خواطر السبي ليشعروا بالأمان تزوج أحد نسائهم المسبيات وهي ريحانة بنت ميمون التي أعتقها وتزوجها بعد أن اختارت الله ورسوله واعتنقت الإسلام.(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
الطواف بقصر يزيد.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف