محاولات الخلود واطالة الاعمار.

2020/02/24

????️ محاولات الخلود واطالة الاعمار.
مصطفى الهادي.
???? لم يتدخل العلم في تحديد كم كان عمر الإنسان الأول وكم كان يعيش ، ولكنه على ضوء المعطيات العلمية فإنه يعرف أن الإنسان فيه قابلية ان يعيش طويلا . أما كيف فهو لا يعرف إلا عن طريق البحث المادي بعيدا عن الروح فهو يبحث فقط في قابليات الجسد. ولكن بالرجوع للأديان فقد تبين أن الإنسان الأول كان يعيش مئآت السنين كما نقرأ : (فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة، ومات). (1) وحتى زمن متوشالح كان الإنسان معمّرا (وعاش متوشالح سبع مئة واثنتين وثمانين سنة). (2) ثم بدأ العمر يتناقص كلما زادت تعقيدات الحياة ،حتى وصل إلى زمن موسى اي قبل تقريبا ثلاث آلاف سنة حيث قال : (أيام سنينا هي سبعون سنة، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة). (3) واستقر عمر الإنسان عند هذا الحد.

???? وقد حاول الإنسان جاهدا ومنذ زمن مبكر أن يُطيل من عمره وأن يبحث عن الخلود ولكن كل محاولاته بائت بالفشل لا بل لربما اكثر من طلب ذلك مات في مقتبل العمر، وفي قصة كلكامش عبرة حيث طلب الخلود ولكنه مات وقتل صديقه انكيدوا في رحلة البحث عن شجرة الخلود. وفي القرن الرابع قبل الميلاد حاول اباطرة الصين ان يبتكروا تركيبة تمنحهم الخلود اطلقوا عليها (اكسير الحياة) ولكن هذه الجرعة قضت على اغلب الأباطرة وهم شباب. وقد اعتقد الكيميائيون الأوربيون أن وضع غبار الذهب على الطعام ليمنحهم القوة ويطيل عمرهم ولكنه قضى عليهم.

???? وعلميا فإن العمر مصطلح يدل على الحياة في الشكل الروحاني أو الفيزيائي لمدة زمنية محدودة ولذلك يتعذر البحث فيه . وقد اكتشفت البروفسورة إليزابيث بلاكبيرن،‏ الحائزة على جائزة نوبل عام ٢٠٠٩،‏ هي وفريقها انزيما يحد من تضاؤل التيلوميرات،‏ وبالتالي يؤخر الشيخوخة.‏ رغم ذلك،‏ اعترف هذا الفريق في تقريره ان التيلوميرات بحد ذاتها ليست (حلا سحريا يطيل الحياة).‏ فهي لا تبقينا احياء اكثر من ٧٠ او ٨٠ سنة. وبهذا يكون العلم قد رجع إلى قول موسى.

???? فالموت والأجل من قضاء الله وقدره الذي كتبه في اللوح المحفوظ فلا يلحقه تغيير ولا تبديل ؛ فقد كتبه سبحانه بعلمه الذي لا يخطئ ، ومشيئته التي لا تتخلف. فقال تعالى : (وما يُعمّر من معمر ولا ينقصُ من عُمرهِ إلا في كتاب). (4) فقد قهر الله الحياة بالموت وهو الماسك بخيوط الأجل ولا يوجد تأخير في ذلك إلا بإرادته : (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها). (5) فهو وحده يُطيل الأعمار ولم يخول اي أحد من عباده ان يفعل ذلك . فقد منح الله الأنبياء القدرة على التصرف في أشياء كثيرة تعجز عنها قوى البشر ، فقد قام الأنبياء باحياء الموتى ، وإبراء الخرس والعمي والبرص ومشوا على الماء وطاروا في الهواء وشقوا البحر بضربة عصا وعالجوا المجانين وقلبوا الماء دما وشقوا القمر نصفين وتكلم بين أيديهم الحجر والمدر، وخلقوا من الطين مخلوقات نفخوا فيها فدبت فيها الحياة . ولكن رمز الحياة السري (كود الأعمار) لم يعطه لأي منهم ولم يعط للأنبياء قابلية او معجزة جعل الإنسان خالدا او تأجيل موته او اطالة عمره.

???? وقد عرف إبليس نقطة ضعف الإنسان فساومه عليها وهو بعد في طوره الأول فقال للإنسان : (يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ). (6) ثم أيد كلامه متهما الله تعالى بأنه إنما منع الإنسان من الأكل من تلك الشجرة إلا لكي لا يصبحا مثله خالدين فقال : (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين). فطرح الخلود امامهما طمعا في أن يكسبهم إلى جانبه. (7)

???? (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ). في الروايات فإن الذين يبقون أحياء هم الشهداء لأنهم (أحياء عند ربهم يُرزقون).(9)

????️ المصادر :
1- سفر التكوين 5: 5 .
2- سفر التكوين 5: 26 .
3- سفر المزامير 90: 10.
4- سورة فاطر آية : 11.
5- سورة المنافقون آية 11.
6- سورة طه آية : 120.
7- سورة الأعراف آية : 20.
8- سورة الزمر آية : 68.
9- سورة آل عمران آية : 169.وفي الحديث سأل بعض الصحابة رسول الله ص ، فقالوا : يا رسول الله, فمن استثنى حين يقول: (ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) قال: ( أولئك الشهداءُ، وإنما يصلُ الفزعُ إلى الأحياء ، الشهداء أحياء عند ربهم يُرقون ، وقاهم الله فرزعَ ذلك اليوم وأمّنهم) .

أخترنا لك
مجمع البحرين ونبع الحياة. اسباب اختفاء قصة موسى والخضر من التوراة.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة