حركات
التحرر والا حتلال.
مصطفى الهادي.
لم نسمع من أي دولة من
دول العالم تم احتلالها أن أهلها وافقوا على ترك أرضهم
ووالسماح للمحتل أن يملك تلك الأرض. منذ أن خلق الله
الإنسان على هذه الأرض وإلى هذا اليوم، أجمعت البشرية على
مقاومة المحتل وهذه غريزة فطرية تشمل حتى الحيوانات التي
تُدافع عن مكانها ولا تقبل أن يٌقيم فيه دخيل.
المحتل الغاصب يعلم أنه
دخيل مرفوض شعبيا فيقوم بأقذر الممارسات من أجل كسر عزيمة
الشعوب التي يستعمرها. فيهدم ويحرق وينفي ويقتل ، ولكن
عزيمة الشعوب أقوى من الطغاة.
في العصر الحديث. انظر
لما حصل في فيتنام مع المحتل الأمريكي، والصين مع المحتل
البريطاني. وكوبا مع المحتل الأمريكي. وفنزويلا ، وإيران
وأفغانستان ودول أخرى كثيرة، لم تقبل بحل دولتين ، واحدة
للغاصب المحتل وأخرى لشعبٍ هو ابن الأرض.
التحرر ثمنه صعب فكلّنا
يعلم أن الجزائر أعطت مليون شهيد من أجل التحرر بقيادة
عبد القادر الجزائري ولم توافق بحلّ الدولتين ، دولة
فرنسية محتلة ودولة هامشية جزائرية يعيش فيها الناس تحت
الحصار والخوف فاستمر الكفاح حتى تم طرد المحتل الفرنسي
سنة 1962.
وهذه ليبيا التي قارعت
الاستعمار الإيطالي بقيادة عمر المختار لم تترك مجالا
للمحتل أن يتنعم بالثروات التي ينهبها حتى تم طرد
المستعمر الإيطالي سنة 1970. فلم توافق بحلّ
الدولتين.
وهذا العراق أيضا قارع
الاحتلال البريطاني ولم يوافق بحلّ الدولتين دولة
بريطانية محتلة وأخرى عراقية يعملون فيها أجراء وفعلة
وعمّال.
وهكذا مصر وتونس ولبنان
وإيران وإفريقيا هذه هي الطبيعة البشرية الرافضة للظلم
والاضطهاد.
لا أدري ماذا تغيّر حتى
يتم طرح حل الدو لتين بالنسبة للقضية الفلس طينية. هل
تغير العرب ام انقلبت المفاهيم أم أن المال والمكر اليهو
دي هو الحاكم في هذا العالم.
أهدي هذا الموضوع
المختصر إلى الخانع الذي يقول أن ما فعلتهُ المقاومة
الفلس طينية لم يخلّف سوى القتل والدمار والخراب. هذا هو
ثمن التحرر.
حل الدو لتين مهزلة
العصر الحديث.
