قالت: كيف يختار أحد الاسلام وهو يأمر بضرب المرأة.

2022/03/06

قالت: كيف يختار أحد الاسلام وهو يأمر بضرب المرأة.
مصطفى الهادي.
يشوع بن سيراخ ليس نبي، ولا فيلسوف ، إنما وصف بالحكمة، فيقول اتباعه بأنه (كان كاتبا مشهورا مات اثناء السبي في بابل ودُفن هناك وكان ضليعا في الأدب اليهودي، مما يحمل على الظن بأنه كان كاهنا أو كاتبا. ولا نعرف عن ابن سيراخ أكثر). (1) وفي واقع الأمر لا تعرف اليهودية والمسيحية عن هذا الكاتب شيئا فهم يخلطون بين يشوع بن أليعازر بن سيراخ ، وبين حفيده.

من هذا نعلم أن ابن سيراخ لم يكن نبيا ولا يوحى له وليس له علاقة بالأنبياء، ويعرفونه بالظن والتخمين ، ولكننا نرى له اكبر فصلين من فصول الكتاب المقدس تم ادراجهما ضمن وحي موسى (التوراة) سفرين من الاسفار وضعوها له، لا تُعرف هل هي له او لحفيده أو لشخص آخر. ولكن عند قراءة سفره الذي يطلقون عليه (سفر يشوع بن سيراخ). نرى ابشع صور التحامل على المرأة. فقد كتب في سفره العشرات من الأمثال السيئة عن المرأة وكأن الرجل يطلبها ثأرا.

وبما أن اليهود يكرهون المرأة كرها أعمى لأنها في اعتقادهم هي من تسبب بطرد البشر من الجنة. لذلك اعتبروا سفر يشوع بن سيراخ سفرا مقدسا لأنهُ ينال من عدوتهم اللدود (المرأة) فقاموا بوضعه ضمن اسفار موسى وحشروه بين اسفار بقية الأنبياء.(2)

اتذكر يوما كنت جالسا في قداس الأحد في احد الكنائس حضر فيه مجموعة كبيرة من الناس ، فقامت قسيسة وقالت : كيف يطيب لنا ان نعتنق الإسلام وقرآنه يأمر بضرب المرأة؟ (3) فلم يُجبها أحد لأن الحضور كانوا كلهم من المسيحيين العرب والأوربيين، فقلت لها : نعم يأمر القرآن بضرب المرأة لأنها خبيثة وغضب ووقاحة وفضيحة عظيمة، ولا يوجد بين النساء واحدة عاقلة، بل هي اقرب للحماقة. فضجت القاعة بالتصفيق. ثم قالت القسيسة : هذا الشخص مسلم وهو يشهد بأن القرآن يعتبرها بهذه الأوصاف ويأمر بضربها.

فقلت لها : على رسلك. ما ذكرته آنفا ليس من القرآن، بل من كتابكم المقدس الذي يصف المرأة بأنها (خبيثة وغضب ووقاحة وفضيحة عظيمة، وانه لا يوجد امراة صالحة بين النساء في هذا العالم وهي سبب بلاء الرجل ولذلك قطع الله اخبث جزء من الرجل ورماه خارجا وصنع منه المرأة). فهاجوا وماجو وارتفع صياحهم واحتجاجهم فقلت لهم اقرأوا اسفار يشوع بن سيراخ وهو يخبركم عن ذلك. ثم قلت لهم : أنتم تعترضون على كلمة واحدة وردت في القرآن (واضربوهن). لا تعرفون معناها ولا تفسيرها، وأول ما يتبادر إلى ذهنكم هو (الضرب العصا او باليد). وكتابكم المقدس يذم المرأة ويحط من شأنها في أكثر من مائة وعشرين آية. فربكم تخلّى عن رحمته وتماهى في العنف ضدّ المرأة، فبعد أن سيّد الرجل عليها، ‏جعل قتلها تشريعاً، وأباح تعذيبها حتى الموت، حرقاً ورجماً.(4) ‏

فماذا في سفر يشوع بن سيراخ عن المرأة.

في سفر يشوع بن سيراخ 42 : 13. يقول : (من الثياب يتولد السوس، ومن المرأة الخبث، غاية الألم ألم القلب، وغاية الخبث خبث المرأة،كل ألم ولا ألم القلب وكل خبث ولا خبث المرأة لا رأس شر من رأس الحية ولا غضب شر من غضب المرأة. مساكنة الأسد والتنين خير عندي من مساكنة المرأة الخبيثة خبث المرأة يغير منظرها، ويرد وجهها أسود كالمسح، كل سوء بإزاء سوء المرأة خفيف. لتقع قرعة الخاطئ عليها لا يعثرك جمال امرأة، ولا تشته امرأة لحسنها غضب ووقاحة وفضيحة عظيمة، المرأة التي تتسلط على رجلها. التي لا تنشئ سعادة رجلها، إنما هي تراخ لليدين، وتخلع للركبتين من المرأة ابتدأت الخطيئة، وبسببها نموت نحن أجمعون، لا تجعل للماء مخرجا، ولا للمرأة الشريرة سلطانا إن لم تسلك طوع يدك، تخزيك أمام أعدائك فاقطعها عن جسدك، لئلا تؤذيك على الدوام. فوجدت أمر من الموت: المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك، ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها. أما الخاطئ فيؤخذ بها. رجلا واحدا بين ألف وجدت، أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد. رجل يسيء، خير من امرأة تُحسِن).(5)

الذي رأيته أن هناك تشابه عجيب بين اتباع المسيحية واهل السنة والجماعة. كلاهما لا يقرأون بل يستمعون لما يرميه لهم قساوستهم وشيوخهم.
(وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا... حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون).(6)

ملاحظة : أن البحث حول كلمة (واضربوهن). من الناحية اللغوية عندنا في الاسلام يختلف عن هذا البحث وذلك لأن هذا البحث مع أشخاص مسيحيين ومن الطبيعي ان يكون الاستشهاد عليهم بما في كتابهم المقدس، فهو ألزم في الحجة عليهم. وإلا فإن كلمة ضرب في معاجم اللغة وغيرها لها معان واسعة جدا وقد تعددت استخداماتها في القرآن والحديث. فهي تُتستخدم في كل شيء.ولكن شاع عند الناس أن الضرب يعني اللطم والصفع والركل والإيذاء الجسدي.وسوف اكتب الجزء الثاني عن معنى (الضرب) في اللغة العربية.

المصادر:
1- كتاب مصباح الظلمة في ايضاح الخدمة (الأبواب 1-12) للقس شمس الرياسة ابو البركات المعروف بابن كبر. ويُعتبر كتابه من كنوز المكتبة القبطية في مصر.
2- سفر يشوع بن سيراخ 24 : 33. (من المرأة ابتدأت الخطيئة، وبسببها نموت نحن أجمعون).يعتبرون المرأة هي السبب في ادخال الموت للإنسان.
3- تقصد بذلك قوله تعالى في سورة النساء آية : 34. : (واهجُروهن في المضاجعِ واضربوهن).طبعا قالت لي القسيسة : وبماذا تفسر كلمة الضرب المذكورة في هذه الآية ؟ قلت لها : تفسرها الجملة التي قبلها ، (واهجروهن في المضاجع). ولكن انت من النوع الذي يبحث عن العورات حتى لو كانت كاذبة.
4- سفر اللاويين 21:9.
5- وكذلك انظر : سفر يشوع بن سيراخ 25: 17. وسفر الجامعة 7: 26.
6- سورة الاحزاب آية : 68. و سورة الأعراف آية : 38.
أخترنا لك
الرأفة والرحمة في التور اة.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة