سلسلة عورات الإنجيل والتوراة. شمشون اليهودي ، يقتل ألف رجل بفك حمار.

2019/10/13

سلسلة عورات الإنجيل والتوراة.
شمشون يقتل ألف رجل (بفك حمار).
مصطفى الهادي.

بيّنا فيما تقدم من هذه السلسلة أن (شمجر) وهو فلاّح يهودي كان يحرث أرضه وإذا بطلائع الفلسطينيين (قطاع الطرق) تتقدم عبر أرضه لسرقة بني إسرائيل فما كان من (شمجر) إلا أن ينزع المحراث ، ثم يرميه على الفلسطينيين فيقتل منهم بضربة (محراث) واحدة (600) فلسطيني من العماليق الجبابرة.(1)

المشكلة أن القرآن يصف اليهود بالجبن والخوف وانهم لو ارادوا القتال فإنهم إنما يقاتلون (من وراء جّدر) ويخبرنا كذلك بأنهم خافوا وجبنوا جدا عندما أمرهم موسى أن يدخلوا الأرض المقدسة فلسطين فجبنوا وكان عذرهم : ((أن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها)).

شيء عجيب والله . إذا كان (شمجر) وهو فلاّح يهودي بسيط مسكين يقتل بضربة محراثه (ستمائة) من هؤلاء الجبابرة وإذا كان (شمشون اليهودي) أيضا يقتل ألف من هؤلاء الجبابرة (بفك حمار). فلماذا يخبرنا القرآن بأنهم خافوا وجبنوا وتركوا موسى وأخيه وحدهم في مجابهة الشعب الفلسطيني كما يخبرنا القرآن الكريم فيقول : ((اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال ربِ إنّي لا أملكُ إلا نفسي وأخي)). (2)

وهذا ما اكدتهُ التوراة نفسها عندما قالت : ((ففزعوا جدا، وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب. وقالوا لموسى: هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟ كف عنا فنخدم المصريين؟ لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية)). (3) ففضلوا حياة العبودية والخدمة في قصور فرعون على القتال والعيش بكرامة.

ولكن مادام الامر يتعلق بالفلسطينيين فإن كل شيء يُصدّق فلو تصفحت التوراة لرأيت أن جانبا كبيرا منها افرغ سمومه على الشعب الفلسطيني منذ الأزل، وكأن اله التوراة لا هم له إلا ملاحقة هذا الشعب المسكين فنرى هذا الشعب الفلسطيني هيّنا ضعيفا بحيث ان اي يهودي من عامة الناس يستطيع ان يقتل منهم المئات لا بل الألوف بضربة رمح او محراث او سحق اعداد هائلة بـ (فك حمار).

وإذا كان يشبعام وأبيشاي يقتل كل واحد منهم بضربة رمح واحدة ثلاثمائة من هؤلاء الفلسطينيين الجبارين.فما لنا نرى جبن اليهود من الدخول إلى فلسطين كما تذكر التوراة والقرآن؟

والله نحن شعوب مسكينة ومغلوبة على أمرها بحيث ان كل شعوب الأرض تُمرر علينا ثقافتها لا بل تفرض علينا تاريخها المريض ونحن نتقبل ذلك مشدوهين يسحرنا فن الاخراج . فعندما كنا صغارا وكنا نذهب للسينما ونرى مثل هذه الافلام كنا نُصفق بحرارة ويُصاحب التصفيق الصفير الحاد فيصبح بهو السينما كانما مسرح لثورة عارمة ونحن نرى شمشون مثلا يقتل الف فلسطيني مسلحين بالرماح والسيوف والدروع الفولاذية والمنجنيقات فنرى شمشون يفتك بألف منهم (بفك حمار). ثم تفرّ الألوف من الفلسطييين امامه وشمشون يُطارهم فيتهافتون تهافت الفراش في النار.فمن الذي كان يفرض امثال هذه الأفلام لتُعرض في سينمات الوطن العربي؟

قصة شمشون وفك الحمار من التوراة .
تبدأ القصة كلها من أجل اهانة الشعب الفلسطيني وهذا ما يلوح من خلال القصة التي لا تخلو من غرابة فهي مثل النكتة السمجة. شمشون يقع في غرام فلسطينية فيذهب إلى ابيه ليخطبها له وهنا تبدأ الاهانات ((ونزل شمشون إلى تمنة، ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين. فصعد وأخبر أباه وأمه وقال خذاها لي امرأة. فقال له أبوه وأمه: أليس في بنات إخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ امرأة من (الفلسطينيين الغلف). فنزل شمشون وأبوه وأمه إلى تمنة. وإذا بشبل أسد يزمجر للقائه، فشقه كشق الجدي، وليس في يده شيء.
ولما رجع ــ شمشون ــ بعد أيام مال لكي يرى رمة الأسد، وإذا دبر من النحل في جوف الأسد مع عسل. فاشتار منه على كفيه، وكان يمشي ويأكل، وذهب إلى أبيه وأمه وأعطاهما فأكلا، ولم يخبرهما أنه من جوف الأسد اشتار العسل. وكان بعد مدة في أيام حصاد الحنطة، أن شمشون افتقد امرأته. وقال: أدخل إلى امرأتي. ولكن أباها لم يدعه يدخل. فقال لهم شمشون: إني بريء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرا. وذهب شمشون وأمسك (ثلاث مئة ابن آوى)، وأخذ مشاعل وجعل ذنبا إلى ذنب، ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط، ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين، فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون فقال الفلسطينيون: من فعل هذا؟ فقالوا: شمشون صهر التمني، لأنه أخذ امرأته وأعطاها لصاحبه. فقال لهم شمشون: ولو فعلتم هذا فإني أنتقم منكم ووجد لحي حمار طريا، فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل. فقال شمشون: بلحي حمار قتلت ألف رجل . ولما فرغ من الكلام رمى اللحي من يده، ثم عطش جدا فدعا الرب وقال:الآن أموت من العطش وأسقط بيد الغلف. فشق الله الكفة التي في لحي، فخرج منها ماء، فشرب ورجعت روحه فانتعش)).(4)

والله ما ادري اشلون افسرها هاي القصة . يعني اولا: ان شمشون في الطريق اعترضه اسد، فقتله شمشون (شكه نصين) ، ثم رجع بعد أيام فوجد ان (النحل) بنى خلاياه في جوف الأسد والعسل يقطر منها فأخذ شمشون من العسل واخذ يمشي ويأكل ثم اعطى لأمه وابيه من هذا العسل. يعني ما جافت جثة الأسد ؟

وثانيا: عندما زعل شمشون على الفلسطينيين ذهب إلى الصحراء وامسك بـ (300) ثعلب (واوي). ثم ربط مشاعل نار في (ذيول) الواوية واطلقها على زرع الفلسطينيين فأحرق زرعهم وبساتينهم كما يقول النص : (فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون). يعني هكذا بكل بساطة هاي الواوية لا خرمشت لا عضت لا صاحت خلتها سكتة وشمشون يربط النار بذيولها. بعدين ما ادري وين لكَه هاي الواوية جانت مجتمعة لو كَاعدة بالبرلمان.

ثالثا : هجم شمشون على الفلسطينيين ولم يكن عنده سيف ، فالتفت يمينا وشمالا فوجد جيفة (حمار) ميّت فانتزع منه لحي حمار (فك الحمار) وضرب وقتل من الفلسطينيين ألف؟!

وأخيرا عندما عطش شمشون واوشك على الموت قام الله بشق(فك الحمار) فانفجرت منه عين ماء صافية فشرب منها شمشون ورجعت له روحه.

يعني ما ادري ليش الله يطلع الماي من فج حمار ميّت جايف شنو الحكمة. احنه ندري ان الله فجر الماء لموسى من الصخرة.

ساعد الله الشعب الفلسطيني على هكذا أمة التي ناصبته العداء منذ آلاف السنين وهي الآن تحكمه فانظر ماذا سوف تفعل به والله ان اليهود لن يتركوا الشعب الفلسطيني يعيش بسلام إلى أن يُبيدوه عن بكرة أبيه وهذه وصيةٌ توراتية خطيرة يسعون جاهدين لتحقيقها كما ورد في التوراة : ((فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد)).(5)

المصادر .
1- زينون كوسيدوفسكي ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 212.يقول زينون : (لاشك أن شمشون شخصية خرافية ، حتى أن العلماء افترضوا أن شمشون في بداياته كان إلهًا أسطوريًا عند القبائل التي عبدت الشمس.. فاسم شمشون يعود لغويًا إلى الأصل العبري القديم (شمس) والبابلي (شامشوا) وكلا الكلمتين يعنيان (الشمس) وعدا ذلك فأنه من المعروف أنه يوجد في بيت شمس على مسافة غير بعيدة عن قرية شمشون الأم معبد الإله الشمس، فليس من المستبعد أن تكون شخصية شمشون مسروقة من إله كان مشهورًا في كنعان وتم دسها في التوراة).
2- سورة المائدة.
3- سفر الخروج 14: 11.
4- سفر القضاة 14: 1.
5- سفر يشوع 6: 21 . و . سفر التثنية 13: 15.
أخترنا لك
طول عمر الامام المهدي والكيل بمكيالين.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة