لماذا حذفت الأناجيل الحالية إسم محمد (ص).

2023/07/31

لماذا حذفت الأناجيل الحالية إسم محمد (ص).
مصطفى الهادي.
المتمعن جيدا يرى أن المسيحية تُصاب باضطراب وهلع شديد كلما أُعلِنَ عن اكتشاف مخطوط جديد للإنجيل، وآخر هذه الأناجيل المكتشفة هو إنجيل برنابا وإنجيل دير (نجع حمادي).وأناجيل أخرى كثيرة ولكن تم اخفائهما أو اتلاف القسم الذي يحتوي على البشارة فقط ، ولكن يأبى ألله تعالى إلا أن تظهر الحقيقة من بين بعض الأناجيل المعثور عليها فكان إنجيل برنابا أحدها حيث افتضح أمره ولم تستطع الكنيسة اخفائه أو اتلافه مع محاولات الفاتيكان المحمومة لشرائه حيث بذلت الملايين للحكومة التركية أو على الأقل السماح بدراسته.علما أن عدد المخطوطات التي تم اكتشافها ألوف مؤلفة كما يشهد بذلك علماء المسيحية ومن بينهم البروفيسور ،أ. ت. روبرتس: (أنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اللآتينية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة، ونحو 5300 مخطوطة للعهد الجديد بكاملة، كما يوجد لدينا اليوم 24000 مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد).(1)
كل هذه الأناجيل اخفيت بعناية فائقة، فلا يدري أحد على ماذا تحتوي واخفائها بهذه الصورة يدل على أن فيها شيئا لا يُريدون لأحد الاطلاع عليه.وقول البروفيسور (يوجد لدينا اليوم 24000 مخطوطة) فيه دلالات عميقة جدا. مع أن هذا الكم الهائل من الأناجيل مجهول الهوية فلا يعلم أحد من كتبها أو ترجمها ولذلك ينسبونها للمكان الذي يُعثر عليها فيه. ولكن بالرجوع إلى هذه الأناجيل نجد ما يلي.
الأول : لا يعرف أحدٌ من قام بتأليف هذا الكم الهائل من الأناجيل.
الثاني : لا يعرف أحد من قام بترجمتها فهي مؤلفات مجهولة لمترجمين مجهولين.
الثالث: بشهادة الأناجيل المزعومة نفسها فإنها تشهد بأنها قصص وأنها كلام انشائي وليست كلام وحي كما يقول لوقا في إنجيله: (إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة ، رأيت أنا ايضا إذ قد تتبعت كل شيء بتدقيق، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلوس). (2) لا بل أن سفر أعمال الرسل يذكر أيضا أن هذه الأناجيل هي من إنشاء التلاميذ وليست وحيا .(3)
وبالرجوع إلى قاموس الكتاب المقدس يقول : (هو السفر الخامس من أسفار العهد الجديد. ويرجع إلى القرن الثاني الميلادي، والسفر معنون باسم رجل يُدعى ثاوفيلس، وأن الكاتب لم يذكر اسمه).(4) وبهذه الشهادة يكون سفر أعمال الرسل وكذلك إنجيل لوقا قد كُتبا بعد مأتين عام من رحيل السيد المسيح وهما قصص إنشائية وليست وحيا.
وسط هذه الفوضى كلها وردت نصوص تعلن البشارة بنبي قادم والتي وردت على لسان يوحنا المعمدان و السيد المسيح (ع) ولازالت موجودة في الأناجيل الحالية المعتمدة ، ولكن إسم المبشّر به (محمد) اختفى منها، فورد نص البشارة خاليا فيها، أو مبهم.
النص الأول يقول أن السيد المسيح بشرهم قائلا : (الذي يأتي بعدي، صار قدامي، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه).(5)
وفي نص آخر قال يقول : (يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه).(6)
ولم يكن المسيح وحده من بشّر بذلك، فهذا يوحنا قبل أن يُقتل كما ينقل لنا لوقا بأنهُ قال نفس البشارة (أجاب يوحنا الجميع قائلا يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه).(7)
إذن نرى في هذه النصوص (الثلاث) البشارة بشخص (رفعوا أو ابهموا اسمه) سوف يأتي بعد عيسى، كقولهم : (يأتي بعدي). وقول يوحنا (يأتي من هو أقوى مني). ولكن من هو هذا الآتي؟ لا أحد يعرف، ولكن بالرجوع إلى إنجيل برنابا نجد النصوص الثلاث بعينها وبحذافيرها ، ولكن ورد فيها إسم الشخص المُبشّر به (محمد رسول الله). وما يُدرينا لعل ألوف الأناجيل المخفيّة ايضا تحمل اسم النبي القادم ولكن تم اخفائها بعناية.
فلو اضفنا أو أرجعنا اسم (محمد) المذكور في إنجيل برنابا إلى نصوص الأناجيل الحالية التي تعتمدها المسيحية لاستقام ذلك وبانت حقيقة الشخص المجهول الآتي بعد عيسى، ولاتضحت حقيقة خطيرة مفادها أن أهم تحريف وقع في الإنجيل هو حذف إسم (محمد) المُبَشّر به ، وبذلك يصبح النص كما يلي : (يأتي بعدي من هو أقوى مني ــ محمد رسول الله ــ الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه). هنا جمعنا بين نص برنابا وقول المسيح في يوحنا الخالي من ذكر محمد.
وكذلك لو فعلنا نفس الشيء في النص الذي ورد عن يوحنا المعمدان ورددنا الإسم الذي ذكره برنابا لأصبح النص هكذا : (أجاب يوحنا الجميع قائلا يأتي من هو أقوى مني ــ محمد رسول الله ــ الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه).
فكلام برنابا هو نفس قول السيد المسيح وقول نبي الله يوحنا وبشارتهما ونقله برنابا كما سمعهُ منهم ، فبرنابا ليس لهُ مصلحة في وضع إسم (محمد) في النص لأنهُ لا يعرف من هو محمد ، ولكنهُ فعل ذلك لأنهُ سمع اثنين من أنبياء الله يذكرانه فنقل النص كما سمعهُ، وحافظ عليه وضحى من أجل ذلك.
لقد كان زكريا وابنه يوحنا (يحيى) آخر الأنبياء في سلسلة أنبياء بني إسرائيل وقد خُتمت بهما رسالة موسى، ثم استلمها السيد المسيح عليه السلام منهم ، مُبيّنا أنه لم يأت لكي ينقض رسالة موسى (الناموس) بل ليُكملها أيضا كما فعل زكريا ويوحنا وهذا ما نراه يلوح في كلام عيسى (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس. ما جئت لأنقض بل الأكمل).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
مريم والنجار في ميزان المسيحية والاسلام.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف