احراق القرآن، لماذا؟

2023/07/11

احراق القرآن، لماذا؟
مصطفى الهادي.
كل أمم الأرض لها كتب تُقدسها تحترمها وتؤدي القسم عليها وتعمل بتعاليمها. منها كتب سماوية ، ومنها كتب يزعم اتباعها أنها سماوية. ولعلّ اشهر الكتب المقدسة في العالم كثيرة جدا ولكننا نذكر ما اشتهر منها والذي يُعتبر مسّه أو الإساءة إليه من الخطوط الحمر بالنسبة للديانات.
1- أفستا : الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية.
2- رسائل الحكمة: لدين الدروز.
3- الباجافادجيتا: الكتاب الهندي المقدس .
4- كتاب الأنياني المبارك: الأدعية والصلوات المندائية ثالث أهم كتب الصابئة المقدسة.
5- كتاب الدراشا: للنبي يحيى بن زكريا ديانة آدم الناصورائية المندائية.
6- كتاب الكنز العظيم گِنزارِبا: وهو مصدر التشريع والوصايا والتعاليم والصابئية.
7- تيبيتاكا أو السوترا : مجموعة قواعد الكتاب المقدس الخاص بـ تيرافادا المذهب البوذي.
8- الفيدا الراجفيدا : الكتاب المقدس للديانة الهندوسية.
9- الغورو جرانت صاهيب رامداس: الكتاب المقدس لدى أمة السيخ .
10- آبستاق : الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية القديمة.
11- الكتاب الأقدس: للبهائيين .
12- إنجيل المورمون: لطائفة المورمون لجوزيف سميث.
13- كتاب كلود فوريلون المقدس: للديانية الرائيلية .
14- الإنجيل الشيطاني: لانتون ليفي للديانة الشيطانية.
15- الداوديجنغ: للديانة الطاوية.
16- كتاب ووجنغ سيشو: للديانة الكونفوسيوشية.
17- التوراة السامرية: أو العهد القديم لأمة اليهود.
18- الإنجيل: أو العهد الجديد للأمة المسيحية بكافة طوائفها.
19- القرآن الكريم: كتاب كل أمة الإسلام.
من بين هذا الكم الكبير من الكتب المقدسة ينفرد القرآن كونه اكثر الكتب استهدافا منذ نزوله وإلى يوم يُبعثون، وكأنه لا وجود لكتاب آخر، وكأن العالم لا همّ له إلا إعلان الحرب على القرآن واتباعه وذنبه الوحيد (أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). وكأن الاستقامة والفضيلة من أشد أعدائهم، إضافة إلى أسباب كثيرة ، منها على سبيل المثال : ان القرآن يُحارب الظلم ، ويأمر بمقارعة الظالمين ويُحرّم طاعتهم، ويعلن الحاكمية المطلقة لله تعالى. ويُحارب الفساد بكل أنواعه وأحكامه قاسية جدا على الفاسدين ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض).
ويقع على رأس المحرمات القرآنية محاربة الشرك والإلحاد وعبادة الأشخاص. ناهيك عن محاربته وتحريمه : للقمار ، الخمر ، الزنا ، السرقة ، الكذب ، الربا الخيانة ، الغدر . وكل هذه المحرمات هي أدوات يستفيد منها البشر في الكسب الغير مشروع ،واستهدافها يعني استهداف مصالح الكثير من الأنظمة الفاسدة والشركات التجارية. وتُعتبر هذه المحرمات الشريان الذي يُغذي السياسة الفاسدة في العالم.
يضاف إلى ذلك أن القرآن تحداهم بصورة واضحة ووجه التحدي إلى ــ المخلوقات العاقلة الجن والإنسان ــ وطلب منهم أن يأتوا ولو بآية مثل ما في القرآن. ثم وزيادة في ثقته بنفسه نفى القرآن ان يقدر الجن والإنس على أن يأتوا بمثله لو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وهذه أكبر إهانة يوجهها القرآن لقدرات هذه المخلوقات العلمية والأدبية والبلاغية. فأوغر ذلك صدورهم بالحقد عليه.
التوراة اختارت من بين كل البشر في الأرض اثنا عشر سبطا يقومون بتبليغ رسالة الله تعالى ودينه ، فأوغر ذلك قلوب الفراعنة وملوك الأمم حولهم خصوصا وأن الفراعنة يرون المنجزات والحضارة التي قدّموها فلا يرون لأحد غيرهم الزعامة ومن هنا زعموا أنهم آلهة الناس، فحاربوا موسى ودينه وكتابه وأسباطه من بعده.
والمسيحية أيضا اختارت من بين كل البشر في الأرض اثنا عشر حواريا يخلفون عيسى بتبليغ رسالته من بعده ويقودون الناس ، فثارت ثائرة اليهود والدولة الرومانية. اليهود لأنهم يرون أنهم أبناء الله واحب خلقه إليه فكرهوا ان يقول عيسى أنه ابن الله. والدولة الرومانية انزعجت كثيرا عندما سمعت الناس يقولون عن عيسى بأنه ملك اليهود فحارب هؤلاء عيسى وكتابه وحوارييه.
ولما جاء الإسلام واختار تبليغ أعباء الرسالة بعد محمد (ص) إلى اثنا عشر خليفة أو إماما بعده وجعل قيام الدولة العالمية العادلة على يد آخرهم، ثارت ثائرة الإمبراطوريات المحيطة بمكان الدعوة، ناهيك عن حرب اليهود والنصارى ومشركي الجزيرة كلها. فتتبعوا رسالته وكتابه وعترته وأعلنوا عليهم الحرب. ثم اجتمعت كلمة كل من يشعر بالخطر من القرآن والإسلام على إعلان الحرب فهي قائمة إلى أن يتحقق وعد القرآن.
اليوم يقف كل أعداء الإسلام عاجزين عن القضاء عليه مع بلوغهم تقدما علميا واسعا في كل مناحي الحياة وصولا إلى الذكاء الاصطناعي الذي ثبُت أنه كذّاب اشر وواهم خطر.(1)
القرآن غربال النفوس من خلال الابتلاء والتمحيص لمعرفة الخبيث من الطيب وتمييز الصادق من الكاذب، ومعرفة المؤمن الصادق من المنافق المخادع. وهو الكتاب الوحيد الذي يُقدم رؤية شاملة كاملة لشكل الحياة ما بعد الموت ويُنذر بالثواب والعقاب. وهو الجدار الوحيد الذي يقف بوجه كل أشكال الأطماع والفساد وهو السلاح الأشهر لمحاربة الاستعمار بكافة أشكاله من خلال تشريع (الجهاد) بالمال والنفس من أجل القيم الإنسانية. والإسلام هو الدين الوحيد الذي لم يضعف عدديا منذ ظهوره في مكة بل أن عدد أتباعه يُزيدون. وأخيرا فإن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يرسم شكل الدولة المستقبلية السعيدة التي سوف تقود البشرية نحو بر الأمان والتخلص من الظلم والظالمين. وقد قطع القرآن عهدا ووعدا بأن الأرض يرثها المستضعفون (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض). وهذا القول اشد وقعا ورعبا على قلوب الظالمين.
المصادر:
1- أعطى احد الأشخاص للذكاء الاصطناعي أوصاف الزوجة التي يطلبها. فأعطاه الذكاء الاصطناعي صورة (طائر البطريق).
أخترنا لك
يا أمة العجب العجاب ، هل تثقون بأمة الدواب ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة