إنها أمانة
، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة.
مصطفى الهادي.
( قل متاع الدنيا قليل
والآخرة خير لمن اتقى ).(1)
الانتخابات على
الأبواب.
إنَّ الرئاسة والزعامة
والإمارةَ أمَانةٌ ممَّا ائتَمَنَ اللهُ تعالَى بها
عِبادَه، فهي مَسْؤوليةٌ عُظمَى، ومُراعَاةُ هذه الأمانةِ
-لِكَوْنِها ثقيلةً صعبةً- لا يَخرُج عن عُهدَتِها إلَّا
كلُّ قَوِيٍّ أمين، ولذلك كانت الإمارَةَ يومَ القيامةِ
خِزْيٌ -أي: ذُلٌّ وهَوانٌ وحُزنٌ وأسَفٌ- ونَدَامَةٌ
يَندَمُ بها، ويَتمنَّى أنْ لوْ لم يَتولَّها، وهذا ما
تمناه كل من
تولى الحكم حيث كانت آخر أقوالهم في هذه الدنيا (وددت أني
نجوتُ منها كفافا لا لي ولا علي).(2) والخِزْيُ
والنَّدامةُ يكونانِ في حقِّ مَن لم يكُنْ أهلًا لها
وضَعُفَ عن أداءِ حَقِّها ولم يَقُمْ لرَعيَّتِه بما
أوجَبَه اللهُ عليه، فيُخزِيه اللهُ تعالَى يومَ القيامةِ
ويَفضَحُه، ويَندَمُ على ما فرَّط، (إلَّا مَن أخَذها
بحقِّها) وهو الحاكِمُ العادِلُ في رَعيَّتِه، الَّذي
يُحافِظُ على حُقوقِهم، ويَرعى مَصالِحَهم ووجود مثل هذا
الحاكم نادر.
عن أبي ذر الغفاري أنهُ
قال : قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟
قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: (يا
أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ،
وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا
مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه
فِيهَا).(3)
وقد بيَّن النبي صلى
الله عليه وسلم عواقب الرئاسة ومراحلها الثلاث في قوله :
إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي : أولها ملامة ،
وثانيها ندامة ، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من
عدل).(4)
المصادر:
1- سورة النساء آية :
77.
2- صحيح البخاري رقم
الحديث 7218.
3- صحيح مسلم رقم
الحديث : 1825. كتاب الجهاد والسير والإمارة.
4- فيض القدير للمناوي
رقم الحديث : 2666.
