بين الحجر الأسود وحجر القدر.

2023/06/05

بين الحجر الأسود وحجر القدر.
مصطفى الهادي.
دينيا اقترن الحجر الأسود بالسلطة والزعامة ، فهو حجر العهد ، وكل نبي يبعثهُ الله تعالى لابد له ان يمس الحجر الأسود ويطوف بالبيت ، ويأمر أتباعه بفعل ذلك ، وذلك لقوله تعالى : (جعل اللهُ الكعبة البيت الحرام قياما للناس).(1) ناهيك عن كم كبير من الأحاديث التي تحث على حج البيت واستلام الحجر الأسود وأن ذلك من السنّة. (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).(2)

إبراهيم وإسماعيل أقاما قواعد البيت، وساهم إسماعيل في وضع الحجر، فجرت السنّة على أن من يضع الحجر نبي أو وصي نبي ولكن بنو إسرائيل كرهوا إسماعيل وذريته لأن إسماعيل ابن الجارية هاجر ، واحبوا إسحاق لأنه ابن الحرة سارة . ولذلك عمدوا إلى تغيير كل ما يتعلق بإسماعيل، ولعل اخطر عملية محو لإنجازات إسماعيل هي تلفيقهم لقصة (الذبيح) فجعلوه إسحاق بدلا من إسماعيل كما نقرأ في نصوص التوراة : (أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، وأصعده هناك محرقة فأخذ إبراهيم بيده السكين ليذبح ابنه. فناداه ملاك الرب من السماء وقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه).(3)

في هذا النص كذبٌ كثير، الأول : ان النص يقول بأن لإبراهيم ولد واحد هو إسحاق (خذ ابنك وحيدك). بينما إسماعيل ولد قبل إسحاق وهو المولود البكر لإبراهيم (عند فطام إسحق، كان إسماعيل في السادسة عشرة من عمره).(4) فقد كان إسماعيل في عمر السادسة عشر عندما ولد إسحاق.

الثاني أن بني إسرائيل زعموا أن الله أعطى بشارة لإبراهيم بأن نسل إسحاق سيكون عظيما جدا كعدد رمل البحر وتراب الأرض؟ أين ذلك أين هم أولاد إسحاق وذريته في إي مكان هاهم نراهم اليوم أمة قليلة اقل الأمم في الأرض والعن الأمم مجرمون غاصبون محتالون مرابون، يُهيمنون على كل تجارة المخدرات والدعارة والإجرام في العالم، مكروهين من كل الأمم ، يحسبون كل صيحة عليهم ، لا زالت فلسطين تئن من إجرامهم.

الثالث: حرّفوا قصة اشتراك إسماعيل في بناء بيت الله مع أبيه إبراهيم، فقلبوا القصة واختلقوا قصة أخرى تنسب (الحجر) إلى يعقوب لأنه ابن إسحاق ابن الحرة وليس ابن الجارية كما سنقرأ.

كان بنو إسرائيل لا يُطيقون ذكر اسم إسماعيل، فقد كانوا يُلقبونه بـ (ابن الجارية). وحاولوا كثيرا ان يوقعوا بين نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل فكانت زوجته تحرضه على طرده كما نقرأ (فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق).(5) وهكذا تكرر اطلاق لقب (ابن الجارية) على إسماعيل عشرات المرات في الكتاب المقدس ، فلم يكن ينطق باسم إسماعيل إلا الله تعالى وإبراهيم. ولذلك عمد بني إسرائيل إلى اختلاق قصة حجر يعقوب لتكون بديلا عن قصة الحجر الأسود الذي رفعهُ إسماعيل مع أبيه النبي إبراهيم. لقد تأذى بني إسرائيل كثيرا وهم يرون إكرام الله تعالى لإسماعيل، فقال الله لإبراهيم)ابن الجارية سأجعله أمة لأنه نسلك).(6)

وقوله تعالى (ابن الجارية) تعريضا لبني إسرائيل وإهانة لهم. وهذا ما حصل وتحقق وعد الله لإبراهيم حيث نرى اليوم قلّة عدد بني إسرائيل المنحدرين من إسحاق، وكثرة أبناء إسماعيل. (وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد، وأجعله أمة كبيرة).(7)

هذا الاهتمام الإلهي ازعج بني إسرائيل كثيرا فنسبوا بناء بيت الله ووضع الحجر فيه إلى يعقوب ابن إسحاق كما نقرأ (وأخذ يعقوب من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه، ورأى حلما، وإذا سُلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، وملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. والرب واقف عليها، فاستيقظ يعقوب من نومه وقال: ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء. ثم أخذ الحجر الذي وضعهُ تحت رأسه وأقامه عمودا، وصب زيتا عليه. ونذر يعقوب نذرا وقال هذا الحجر الذي أقمته عمودا يكون بيت الله).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
النخلة، ولا تقربا هذه الشجرة. الجزء الثاني

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف