أنا مدينة العلم وعلي بابها . كل من لم يدخل من الباب فهو سارق ولص.

2023/02/26

أنا مدينة العلم وعلي بابها . كل من لم يدخل من الباب فهو سارق ولص.
مصطفى الهادي.
في السماء ابواب وفي الأرض ابواب، ابواب السماء هي ابواب رحمة الله التي تُفتح بواسطة الدعاء والأعمال الصالحة (وفُتحت السماء فكانت ابوابا).(1) (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء).(2)

فالأدعية هي مفاتيح مغاليق ابواب السماء، وسماء السماوات .عن النبي (ص) قال : (إن أفضل العبادة الدعاء، وإذا اذن الله لعبد في الدعاء فتح لهُ أبواب الرحمة).(3) وابواب الله في الأرض الأنبياء وخلفائهم والصالحين. فالنبي هو البوابة في الأرض تعرج ببركته الأشياء إلى السماء وينزل ببركة وجوده كل ما ينفع الإنسان ويُصلح شأنهُ في الحياة الدنيا، وهكذا هم الاوصياء والصلحاء .فكل الأنبياء هم أبواب رحمة الله ومصدر من أهم مصادر علوم الإنسان ومنبع من ينابيع المعرفة. فلم يُحسن الانسان استغلال وجودهم من أجل رقيّه وتقدمه ، بل عمد إلى إعلان الحرب عليهم ومطاردتهم وعدم اعطائهم الفرصة ليفتحوا للناس مغاليق ابواب البركات لا بل عمدوا إلى قتلهم بأبشع الطرق وملاحقة كل من تبعهم وآمن بهم. فاغلقوا بذلك هذه الأبواب المباركة فحرموا انفسهم والناس من خير كثير.

فالأنبياء في الأديان السابقة هم مدن علم الله ولم تخبرنا تلك الكتب عن أبواب هذه المدن بعد الأنبياء، ومن هو الوارث ولربما سبب ذلك ــ حسب قول تلك الكتب ــ هو أن اوصياء او خلفاء او تلاميذ الأنبياء السابقين لم يكونوا معصومين او مهيأين لتقبل هذه العلوم ، ولربما لم يجد الأنبياء من يأتمنوه على علومهم وحسب ما ورد في تلك الكتب فإن بعض اوصياء اولئك الانبياء خانوهم او تسببوا في انحراف الرسالة بعد رحيلهم ولم يكن عندهم الاستعداد لحمل تلك العلوم فمنذ زمن نبينا آدم عليه السلام وحتى زمن السيد المسيح حصل بين النخبة منهم بعض المخالفات او الضعف ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله).(4) (يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني).(5)

وحتى زمن المسيح فقد خانه بعض اوصيائه وفرّوا عنه وقت الشدة، لابل ان بعضهم القى ازاره وهرب عريانا. (فتركه الجميع وهربوا فتبعهُ شاب لابسا إزارا، فترك الإزار وهرب منهم عريانا فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة).(6) لا بل تحالف بعض تلاميذه مع الشيطان ، حسبما يخبرنا به الإنجيل. (فدخل الشيطان إلى يهوذا الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر).(7) لربما بسبب عدم عصمتهم لم يختارهم الله تعالى لكي يكونوا ابواب مدائن علوم الأنبياء.

أما في الإسلام فقد ختم الله الأديان بمحمد (ص) فتجمعت كل علوم الأنبياء وشرائعهم في شخص النبي محمد صلوات الله عليه واله فكان بين يديه كل شيء (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء).(                </div>
            </div>

        </div>
        <div class=
أخترنا لك
منصفون مسيحيون

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف