ونريد منها تصريحات مجلجلة تجاه أحداث ساحة الصدرين..
وموقفاً تجاه تكليف محمد توفيق علاوي..
وموقفاً تجاه فايروس كورونا ..
وكل شيئ .. كل شيئ !!
لكن هل ننتظر خطابها لنعرف تكليفنا وواجبنا كأتباع يبحثون عن
موقفهم الشرعي ؟ أم لنجعلها عتاداً إضافياً في معركتنا ضد الآخر ؟
كمثال نطبقه على واقع اليوم .. باعتقادي أن الناس منقسمون الى
ثلاثة أقسام :
أولا_الجمهور_المتوازن
جمهور معتدل .. ليس لديه تحزبات مسبقة .. صحيح أن الأصدقاء المحيطين
به قد يأثرون على ميوله النفسي .. و متابعة الأحداث قد تجذبه الى أحد
الطرفين لانزعاجه من الآخر .. ولكن هواجسه النفسية لاتتغلب على مواقفه
المعلنة .. فيبقى الموقف رهن إشارة النجف .
هذا التوازن لايجعل غضبه من اغتيال الشهيد المهندس وأحراق صوره
.. يطغى على رؤيته للتظاهرات الشريفة فيرفضها كلها.. ولا تمر
عليه الخدع الإعلامية للأحزاب .. التي تصور التظاهرات ( كلها ) كصنيعة
أمريكية .
وفي المقابل لايسمح لقنوات التلميع أن تصور جميع المتظاهرين
ملائكة .. وكل ما يقولونه صحيح .. فيذهب ورائهم مغمض العينين الى مدى
يأخذ البلد نحو المجهول .
هذا هو الجمهور الوحيد المنتظر لخطاب المرجعية من أجل أن
يفهم ويطبق .
ثانيا_الجمهور_المتحزب
الذي يبحث عن أي زلة لينشرها .. ويشمت بدم المتظاهرين حينما يسفك ..
لأنه يعتبرهم سفيانيين أمريكيين .. وإذا وجد بينهم سلمي شريف واحد فـ
( يطبه مرض ) لتواجده في المكان الخطأ !!
هذا الجمهور يستخدم المرجعية كورقة رصيد .. يتجاهل مساندتها للتظاهرات
.. فيقول أنها ساندت الشرفاء ولا يوجد شرفاء .. وكأن المرجعية تتكلم
عن خيال أو وهم لاوجود له .
ليس لدى هذا الجمهور أي مانع من الاساءة للمرجعية .. إذا عجز في يوم
ما عن استغلال خطابها لصالح الأحزاب .. وسيظهر وجهه الحقيقي ورؤيته
للمرجعية سرعان ما تصبح أقوالها تهديداً حقيقياً لوجوده في السلطة ..
وسيبدأ التباكي على المذهب والصراخ من المؤامرة التي تحاك ضده ..
وكأنه كان يحمي بيضة الإسلام طيلة 16 سنة .. وكأنه ليس هو الذي استعان
بالبعثية وأرجعهم !!
و والله ما جنى على الدين غيره .
ثالثا_الجمهور_المتأمرك
وهذا لايختلف عن سابقه .. مثل فائق الشيخ علي وأمثاله .. الذي لايبرح
يركع ويسجد لأمريكا .. ولا يهمه خطاب المرجعية .. ولكنه ينتظر منها
إدانات وشتائم على طريقته هو .. وإذا لم تشتم فسيشتمها .
جمهور يريد استمرار الفوضى برفض أي مكلف لرئاسة الوزراء .. ويصفق
للتصادم مع الآخرين وليذهب العراق الى الجحيم .. ولامانع من قبول
البعثي والصدامي مادام يكثر سواد الحشود التي تهتف ضد إيران .
إختبر نفسك من بين هذه الثلاثة جماهير .. ومن أي جمهور أنت ؟
ولكي تعرف هل أنت متوازن أم متحزب أم متأمرك .. إليك هذا الإختبار
:
لو لزمت المرجعية الصمت من ترشيح محمد توفيق علاوي ، ماذا ستقول
؟
لو لزمت المرجعية الصمت من أحداث ساحة الصدرين ، ماذا ستقول
؟
هل تأثرت وتأذيت على شهداء المتظاهرين يوم أمس ؟ بنفس تأثرك
على شهيد الحشد الشعبي في نفس الليلة ؟
هل رفضت أو قبلت ترشيح محمد توفيق علاوي عن سابق معرفة به ؟ أم
بالانسياق وراء مجموعة معينة ؟
هل تعتبر ما يجرى مؤامرة أمريكية أم إيرانية أم ترى العراق ساحة
لتصفية حسابات الجميع ؟
متى ما تخلصنا من التحزب لهذا وذاك .. فلننتظر خطبة
المرجعية