السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

2021/06/25

إحدى العلويّات المخدّرات، والصدّيقات الطاهرات، ذات علم وفضل وحياء وعفّة، يكفيها فخراً أنّها من أغصان الشجرة النبويّة الطيّبة، حازت الشرف من كلّ الجوانب، ولم يُدرك في آل الحسن عليه السلام مثلها، فهي ابنة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وعمّها الإمام الحسين عليه السلام، وجدّها أمير المؤمنين عليه السلام، وزوجها الإمام السجّاد عليه السلام، وولدها ثمرة النسل الطيّب هاشميّ من هاشميّ، وعلويّ من علويّين، وفاطميّ من فاطميّين الإمام محمّد الباقر عليه السلام، وجدّة الإمامين الكاظم والصادق عليهما السلام.
لها العديد من الكرامات، منها ما رواه الشيخ الكلينيّ في الكافي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال:
(كانت أمّي قاعدة عند جدار، فتصدّع الجدار وسمعنا هدّة شديدة، فقالت بيدها: لا وحقّ المصطفى ما أذن الله لكَ في السقوط، فبقي معلّقاً في الجوّ حتى جازته، فتصدّق أبي عنها بمائة دينار). (1)
وكانت عليها السلام لها مكانة عالية ومنزلة سامية، دلّ على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام في حقّها عندما ذكر جدّته أمّ أبيه يوماً، فقال: (كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها). (2)
وقد شهدت هذه العلويّة واقعة الطفّ في يوم عاشوراء، ورأت ما جرى في ذلك اليوم من الظلم والمصائب والمحن على آل البيت عليهم السلام، حيث رأت مصرع عمّها الإمام الحسين عليه السلام، واستشهاد أخيها القاسم عليه السلام، وبقية الأبطال من آل البيت والأصحاب الكرام، وشاهدت زوجها العليل مكبّلاً بالأغلال، وولدها الباقر عليه السلام البالغ من العمر أربع سنوات يشكو العطش، وشاركت في رحلة السبي في قافلة العشق الإلهيّ، فصبرت واحتسبت ذلك عند الله تعالى.(3)

.......................................................................................
1) الكافي: ج1، ص469.
2) المصدر السابق.
3) أعلام النساء المؤمنات: ص576.
أخترنا لك
توعية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة