هي جويرية ابنة خالد بن قراظ الكناني، زوجة لعبد الله بن عباس احد
اصحاب الامام علي عليه السلام وأحد أبناء اعمامه، ولاه الامام علي
عليه السلام على اليمن وتزوج منها فأنجبت له بنتاً واحدة وهي لبابة
التي تزوجت من سيدنا العباس بن علي(قمر بني هاشم عليه السلام)، كما
أنجبت ولدان هما(قثم، وعبد الرحمن) اللذان قُتلا على أيدي بسر بن
أرطاة قائد معاوية بن أبي سفيان حين دخل المدينة ليخضعها بعد فتنة
عثمان ففجعها بولديها، وتركها ذاهلة اللب فخرجت اُم حكيم مع جماعة
من نساء قبيلتها باكيات معولات فدعت بالويل على بسر، وقالت: تريقون
دماء الرجال لقولكم أنهم مقصرون، فما ذنب الصغار؟ ولا يوجد من فعل
فعلتكم هذه في الجاهلية، فقال بسر: والله لهممت أن أضع فيكن السيف
واقتلكن جميعاً، قالت اُم حكيم: والله إن قتلتنا أحب إلينا مما فعلت
بنا وانتدبت قائلة وهي ترثي ولديها بأشعارٍ محزنةٍ وتقول في رثائهما
:
يا من أحسّ بابنيَّ اللذين هما كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف
يا من أحسّ يا بنيّ اللذين هما سمعي وقلبي فمخي اليوم مختطف
نُبّئت بسراً وما صدّقت ما زعموا من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا
أنحي على ودجي ابنيّ مرهفة مشحوذة وكذاك الإفك يقترف
حتّى لقيت رجالا من اُرومته شمّ الاُنوف لهم في قولهم شرف
فالآن ألعن بسراً حقّ لعنته هذا لعمر أبي بسر هو السرف
مَن ذلّ والهة حرّى مولّهة على صبيّين ضلا إذ غدا السلف
ثم قامت بدعوة النسوة من بني هاشم بإقامة مجلس للعزاء فحضرن معهن نسوة من المواليات لأمير المؤمنين علي عليه السلام.
وقد دعا أمير المؤمنين عليه السلام على بسر وكان فيما دعا به «اللهم لا تمته حتى تسلبه عقله»، فلم يلبث إلا يسيراً حتى وسوس وذهب عقله. فكان يهذي بالسيف ويقول: أعطوني سيفاً أقتل به، لا يزال يردد ذلك، فاُتخذ له سيفاً من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزل يضربها حتى يصرع ويغشى عليه، وكان يضرب على الزق المنفوخ حتى ينتثر، فلبث كذلك إلى أن هلك لعنه الله، ولابد من الإشارة بانه لم يمض وقت طويل حتى انتقم الله من بسر شر انتقام، وقد أولع الشعراء بذم هذا الفعل الخسيس الذي يدل على جبن وعدم حياء.
وعند تولى معاوية السلطة ارسل بطلبها وما ان وقفت امامه فقالت له لا حاجة لي سوى ان تعطيني بسر لكي اقطع رأسه كما قطع رأس ولديَّ، فقال معاوية : إن ذاك أمر قد مضى وما عليك الآن إلا العفو عنه فقالت: أعفي عن قاتل ولديّ، ثم عرض معاوية عليها المال فرفضت ذلك، موقف خالد من أمرأه تفقد أولادها على يد مجرم، وترفض أخذ الاموال من صاحب السلطة الاول في الدولة، (1)
يا من أحسّ بابنيَّ اللذين هما كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف
يا من أحسّ يا بنيّ اللذين هما سمعي وقلبي فمخي اليوم مختطف
نُبّئت بسراً وما صدّقت ما زعموا من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا
أنحي على ودجي ابنيّ مرهفة مشحوذة وكذاك الإفك يقترف
حتّى لقيت رجالا من اُرومته شمّ الاُنوف لهم في قولهم شرف
فالآن ألعن بسراً حقّ لعنته هذا لعمر أبي بسر هو السرف
مَن ذلّ والهة حرّى مولّهة على صبيّين ضلا إذ غدا السلف
ثم قامت بدعوة النسوة من بني هاشم بإقامة مجلس للعزاء فحضرن معهن نسوة من المواليات لأمير المؤمنين علي عليه السلام.
وقد دعا أمير المؤمنين عليه السلام على بسر وكان فيما دعا به «اللهم لا تمته حتى تسلبه عقله»، فلم يلبث إلا يسيراً حتى وسوس وذهب عقله. فكان يهذي بالسيف ويقول: أعطوني سيفاً أقتل به، لا يزال يردد ذلك، فاُتخذ له سيفاً من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزل يضربها حتى يصرع ويغشى عليه، وكان يضرب على الزق المنفوخ حتى ينتثر، فلبث كذلك إلى أن هلك لعنه الله، ولابد من الإشارة بانه لم يمض وقت طويل حتى انتقم الله من بسر شر انتقام، وقد أولع الشعراء بذم هذا الفعل الخسيس الذي يدل على جبن وعدم حياء.
وعند تولى معاوية السلطة ارسل بطلبها وما ان وقفت امامه فقالت له لا حاجة لي سوى ان تعطيني بسر لكي اقطع رأسه كما قطع رأس ولديَّ، فقال معاوية : إن ذاك أمر قد مضى وما عليك الآن إلا العفو عنه فقالت: أعفي عن قاتل ولديّ، ثم عرض معاوية عليها المال فرفضت ذلك، موقف خالد من أمرأه تفقد أولادها على يد مجرم، وترفض أخذ الاموال من صاحب السلطة الاول في الدولة، (1)
