تشكل المشاركة الفعلية والمتميزة في المخيم الكشفي بادرة طيبة وراقية تتميز بالأهمية في حياة الإنسان، تأتي ثمارها في المستقبل بنتائج غنية لغرض التطوير والتغيير والتقدم نحو الأفضل، ومن ناحية أخرى يكتشف الإنسان المنتمي إلى المخيم الكشفي ذاته من جهة، وعلاقته المتواصلة مع المجموعة من جهة أخرى، وتأتي أهمية المخيمات الكشفية المقامة بشمل فصلي والمنعقدة لمدة أسبوع أو أكثر بوصفها محفزة للفرد ومعززة الثقة لديه، وتجعله دائم العطاء.
وللمخيمات الدراسية دور واضح وعظيم الأثر، حيث تترك بصماتها الإيجابية في سير العملية التربوية، ومدى تفاعل المتعلمين معها، فلم تعد تلك المخيمات مكانا يرتاده التلاميذ لقضاء بعض الأوقات للترويح عن النفس والترفيه فقط، بل أصبحت تلك اللقاءات وسيلة حضارية فعالة تسهم في تربية التلاميذ عن طريق تنمية الكفاءات العلمية والبدنية، وتطويرها لمصلحة التلميذ والمجتمع، وصياغتها بما يلائم التلميذ، والحرص على القيام ببعض التمارين الرياضية في الهواء الطلق، واتباع القواعد الصحية والسليمة، وممارسة الأنشطة والهوايات، وابتكار بعض الألعاب المسلية عن طريق تدوير بعض المواد المنزلية المستهلكة والآمنة، إضافة إلى تناول الأطعمة الصحية والمفيدة للجسم التي تزوده بالطاقة والحيوية، ومن الجدير بالذكر أن المخيم الكشفي يساعد المتعلمين على إدارة الوقت في الاستيقاظ المبكر، وتخصيص الأوقات المناسبة للراحة، وتعمل الأنشطة والعمل التعاوني والورش الجماعية المقامة في المخيم على إشباع حاجة المتعلمين لخوض المغامرة من كلا الجنسين، الذكور والإناث، وخلق روح التنافس الحر والشريف فيما بينهم، وإنجاز الأعمال والمهام الموكلة إليهم في أوقات زمنية مناسبة.
تنقسم المخيمات إلى عدة أقسام: منها المخيم التدريبي الذي يهدف إلى تدريب مجموعة من التلاميذ؛ لخوض البطولات الرياضية، سواء كانت محلية أو دولية، والمخيم الخدمي، والهدف منه تأهيل التلاميذ لتقديم المساعدة والمساندة في المؤسسة التربوية، كالاهتمام بالبيئة الصحية، والحث على النظافة، وغرس بعض النباتات بمساعدة ذوي الخبرة من المزارعين والفلاحين والمعنيين بشؤون الزراعة، وبإشراف معلمي مادة العلوم، وتلوين جدار المدرسة بالرسوم المناسبة بحسب توجه كل فرد وقدراته.
