تترقّب المؤمنات بشغف في كلّ عام المحافل القرآنية المباركة التي
تنظّمها الشُعب النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة التي تنبض
بروح العبادة والتأمّل، حيث تجمعهنَّ تلك المحافل بين تلاوة القرآن
الكريم ورحيق الأدعية الصافية في جوّ تسوده السكينة والخشوع؛ لتضيء
شعلة الإيمان في قلوبهنَّ عبر محافل تزيّنت بتلاوات القرآن الكريم
العذبة، ممّا يمنح الأجواء بريقًا من السكينة والوقار. برعاية مكتب
المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة
وبمشاركة الشُعب النسوية نُظّمت مجموعة من المحافل القرآنية
الرمضانية النسوية في مختلف محافظات العراق لإحياء أيام الشهر
الفضيل ولياليه بأحسن الكلم. من بغداد انطلقت إلى قضاء الهندية
والمناذرة، تجسّدت روح العبادة والتقوى طوال شهر رمضان المبارك عن
طريق إطلاق فروع معهد القرآن الكريم النسوي التابع لمكتب المتولّي
الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة برنامجًا
مميّزًا، إذ تترقّب المؤمنات بشغف هذه الجلسات المباركة لينغمسنَ في
بحر الكلمات القرآنية العميقة وينهلنَ من رحيق الأدعية الصافي. من
أروقة العتبة العبّاسية المقدّسة انبعثت روحانية خاصّة في شهر رمضان
المبارك، حيث نشرت شعبة التوجيه الديني النسوي شذاها بين المرقد
المقدّس لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ومقام الحجّة المنتظر
(عجّل الله فرجه)، واستطاعت المحافل القرآنية الرمضانية التي
نظّمتها الشعبة من محاكاة قلوب المؤمنات وإشاعة السكينة والوقار في
الأجواء. وفي هذا السياق، ألهبت الشُعب النسوية في مركز الصدّيقة
الطاهرة (عليها السلام) شعلة العلم والتقوى، فانطلقت كفيلاتها من
شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في رحلة تلاوة القرآن والتأمّل
فيه مع تشجيع المشاركات على التلاوة الصحيحة وإحياء هذه المحافل عن
طريق الحضور الفاعل فيها. ومع كلمات قارئات شعبة فاطمة بنت أسد
(عليها السلام) للدراسات القرآنية التي تنقل رسائل الإيمان والتسامح
والأمل، ويجعل المحافل القرآنية لا تقتصر على مجرّد تلاوة الآيات،
بل تتحوّل إلى منصّة للتواصل الروحي والتفكّر. ثم تشدو القلوب
بتلاوات عطرة لقارئات شعبة الخطابة الحسينية النسوية، فتتناغم
الأرواح مع جمالية الكلمات الإلهية التي تنبعث من بين صفحات
المصاحف، مثلما تتدفّق أنهار الرحمة من السماء، يتدفّق الإيمان من
قلوب المؤمنات، ممّا يجسّد الروح النبيلة والتفاني في الطاعات، وقد
نشرت هذه الشعبة محافلها القرآنية الرمضانية في ضمن مشروع (الموعظة
الحسنة) في مناطق متفرّقة من محافظة كربلاء المقدّسة، شملت كلّ من
(البوبيات، الحرّ الصغير، الدخانية، حيّ الغدير، الحسينية ـ شارع
البارون ـ الروضتين، حيّ السلام، طويريج) طوال أيام الشهر الفضيل.
هكذا يتجلّى تأثير شهر رمضان المبارك في جميع شُعب العتبة العبّاسية
المقدّسة، حيث تتجسّد العبادة والتقوى في كلمات القرآن وأنوار
الإيمان، ممّا يعكس روح التآخي والتقارب بين المؤمنات في الشهر
الفضيل، ففي هذا الشهر المبارك تتوهّج شموع الإيمان في كلّ ركن من
أركان العتبة العبّاسية المقدّسة، فينساب الضياء من محافل القرآن
الكريم التي تعكس جمالية الروح الإيمانية وتربية النفوس على الأخلاق
الحميدة والتقوى، وفي ظلّ هذه الأجواء المميّزة، يرتسم الأمل في
قلوب النساء بأن تستمرّ هذه البرامج القرآنية المباركة بإثراء
حياتهنَّ الروحية، وتعزيز تواصلهنَّ مع كتاب الله الكريم.
تلاوة وتأمّل: الشُعب النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة ترتقي بالأرواح عن طريق محافل القرآن الكريم
img1710768497
